[email protected] * تواجه صحيفة (السوداني) التي صنفتها لجنة رسمية خاصة بالصحافة في وقت سابق بانها جريدة (عدائية)، حربا شرسة على كافة الأصعدة، التقليدية وغير التقليدية مثل حرب الإعلانات والضغوط الاقتصادية الكبيرة لدرجة تقييد حرية رئيس تحريرها الأستاذ "محجوب عروة" منذ عشرة أيام لتأخر الصحيفة عن الايفاء بالتزامات مصرفية متعلقة بالعمل الصحفي، برغم أن العديد من الصحف لديها نفس المشاكل، بل أكثر فداحة، ولم نسمع بتقييد حرية ناشريها أو أحد رؤساء تحريرها ولو ساعة واحدة، بل يجرى التعامل معها ومع العديد من المتعثرين الآخرين بمبالغ تفوق عشرات بل مئات المليارات من الجنيهات بكل أريحية وتمدد لهم فترات السداد إلى سنوات طويلة والأمثلة عديدة يمكن لأي شخص أو دارس لديه اهتمام بقضايا التمويل المصرفي ان يعود إليها ..!! * قد يكون مفهوما او مقبولا تقييد حرية شخص بسبب معاملات مالية شخصية يشوبها سوء التصرف في القروض المصرفية، برغم أن كل العالم ما عدا قلة من الدول، يتعامل مع القضايا المصرفية بعيدا عن القوانين الجنائية والحراسات وكنا كذلك في السودان قبل عهد مايو الذي جلب لنا الكثير من المصائب ولكن أن يحدث ذلك لشخص في قضية مالية ليست شخصية ولم ينتفع منها بدرهم ولم يثبت فيها حدوث سوء تصرف او حتى سوء نية، بالإضافة إلى وجود عقار مرهون توازي قيمته قيمة القرض الذي قيدت بسببه حرية الشخص، فهو تصرف يدعو للريبة والشك في السبب الحقيقي الذي من أجله قيدت حرية هذا الشخص !! * وإذا عدنا إلى الوراء قليلا وقلبنا في أرشيف العمل الصحفي السوداني سيتكشف لنا حجم المعاناة التي وجدتها (السوداني) ورئيس تحريرها وكتابها وصحفيوها من السلطة الحاكمة بدءا باغلاقها ومصادرة ممتلكاتها واعتقال واتهام رئيس تحريرها بالتجسس والخيانة في منتصف التسعينيات من القرن الماضى، ثم إجهاض محاولات إعادة صدورها مرات عديدة لأسباب واهية أو بدون أسباب، ثم تصنيفها بالصحيفة العدائية بعد صدورها مرة اخرى في عام 2006، وتعرضها للعديد من المضايقات المتنوعة مثل التجاهل الرسمي والاستدعاءات والانذارات والاعتقالات والمحاكم.. إلخ، وأخيرا تقييد حرية رئيس تحريرها في قضية كان يمكن تسويتها بسهولة شديدة بنفس الطريقة التى تسوى بها قضايا الصحف الأخرى والمتعثرين الآخرين من رجال الاعمال.. ولكنها (السوداني).. الصحيفة العدائية في نظر البعض وقد سنحت الفرصة للانتقام منها فكيف يتركونها تفلت من أيديهم!! * أذكر أنني إلتقيت بمسؤول رفيع في الدولة في احدى المناسبات الصحفية فقال لي بدون مناسبة بلهجة تحذيرية أو تخويفية.. (لدينا ملف كامل لك يحوى جميع كتاباتك)، فقلت له ضاحكا.. (ليتكم تستفيدون منه) فانصرف غاضبا لا أدرى على ماذا يلوي، وانصرفت.. وعند انتقالي إلى العمل ب(السوداني) بعد عودتها الى الصدور مرة أخرى في عام 2006 مع مجموعة من زملائي المعروفين بكتاباتهم الناقدة، ارسل قيادي رفيع في جهاز حساس رسالة هاتفية الى الأستاذ عروة قال فيها (ألم تجد إلا الأعداء والمشاترين لتضمهم الى صحيفتك).. تخيلوا أعداء ومشاترين!!! كما ان قياديا آخر في نفس الجهاز كان كلما إلتقى بالأخ عروة ودار الحديث بينهما عن (السودانى) بحكم عمل القيادي في قطاع الصحافة بالجهاز الحساس وجاءت سيرتى في الحديث فذكرني الاستاذ عروة بالخير، كان تعليق القيادي عني.. (والله انت ما عارف حاجة ساكت) ثم يسكت، وليته يجد في نفسه الشجاعة ذات يوم ويفصح عن هذه (الحاجة) !! * كانت هذه ولا تزال للاسف هي النظرة الرسمية العامة ل (السوداني) إلا من البعض الذي يقدر ما نقوم به من عمل ونقدر اجتهادهم في اداء اعمالهم برغم اختلافنا العميق في وجهات النظر إلا انه اختلاف لا يؤثر في نظرتنا لهم أو نظرتهم إلينا ك (عاملين) من اجل المصلحة العامة اصابوا أو أخطأوا، اصبنا أو أخطأنا ..!! * غير أن البعض الآخر يريد لنا أن نكون منافقين ومطبلاتية و(شيطانا أخرس) حتى ينظر إلينا بعين الرضا ويتعطف علينا بكريم القول ويكف عن اتهامنا ب(العداء والمشاترة) وزجنا في الحراسات والمعتقلات، ولكن هيهات.. فلا لدنيا قد عملنا ولا لصنم قد سجدنا وما سعينا لشئ غير خدمة المواطن واعلاء شأن الوطن وإرضاء الله الذي نسأله وندعوه ان يعيننا على قضاء حوائج المظلومين والدفاع عن حقوق المواطنين وهو عهد نلزم به أنفسنا ان شاء الله الكريم ما دام فينا عرق ينبض بالحياة، والله شهيد بيننا وبينكم.