كسلا مدينه الجمال والخضره الدائمه مدينه ترقد فى احضان جبال التاكا تغتسل حينا من القاش واحيان اخرى من توتيل . كل ما فيها يسبح بحمد الله وبها من اللوحات الفنيه الانسانيه ما يعجز القلم عن التعبير عنه اول هذه اللوحات واعظمها السيد عبد الله الميرغنى . متصوف حتى الثماله ترك الدنيا بكل صخبها وملذاتها وغالبا ما تجده فى الخلاء الواسع متأملا وعابدا اذا سلمت عليه لا يرفع نظره اليك وحديثه حلو قد يكون رمزيا وقد يكون من علم الباطن يزور الناس ويشاركهم افراحهم واتراحهم . لايدخر مالا فكل ريع ممتلكات الساده الختميه فى خدمه الفقراء وخدمه الضريح يمارس الزراعه ويقسم المحصول على المساكين لا يكاد قرشا يستقر فى جيبه قاضى للحاجات . ياتى الى المقبره عند دفن كل عزيز بمقابر الختميه ينظر الى الارض وكانه يرى ما بباطنها ويسلم على الناس فى تواضع وادب جم , لم اجلس معه وقد لا استطيع الجلوس معه فالرجل عالم مترامى الاطراف من المعرفه الدينيه والدنيويه عندما اراه ترتعد فرائضى ولا ادرى ما سبب ذلك . ذلك هو اجمل لوحات كسلا . لوحه اخرى العم الشيخ محمد الامين داير متصوف منصرف عن الحياه يحمل مسبحته فى يده يترنم بالعباده يضحك من كل شىء يحمل قلب طفل صغير مع ان عمره تجاوز السبعين . يوم زواج ابنه يحيى كنت حاضرا ورفعنا ايدينا نبشر للعريس ثم جلسنا بالقرب من بعضنا البعض . اخذ يمينى ودس مسبحته فى يدى .. لا انسى ذلك وكيف تأثرت لهذا الموقف فقد كان نشيدا صوفيا ووجدا دينيا يتالق فى سماء مدينه كسلا . لوحه ثالثه الشيخ مصطفى بدوى مبتسم دائما يقف خطيبا اينما كان فيجذبك بحديثه ويرتفع بك نحو السموات تكاد تلامس النجوم او كبد الشمس وترتقى معه كانك تركب البراق وكانك قد وصلت الى سدره المتهى لتستمع الى صرير الاقلام وهى تكتب اعمال العباد . اجتهد بنفسه . عصاميا فذا علم نفسه علوم الدين فكان بين ليله وضحاها عالم يشار اليه بالبنان . هو حلاج كسلا او ابن عربى . له شطحات محببه رمزيه تشكل لوحه سرياليه تقف امامها دهرا ولا تصل الى معرفه حقيقتها . لوحه رابعه الناظر مراد شكيلاى ناظر قبيله الحلنقه . ما كانت هناك حلقه للذكر الا وهو يتوسطها يهتز على ايقاعات النوبه والطبل والجرس المصاحب . زاهد فى الحياه فعندما ارادوا عقد النظاره له لم يكن موجودا فى كسلا كان بمدينه كركوج اخذته كركوج وجذبته فانجذب اليها وهو الان بين الحين والحين يهرب اليها باحثا عن نفسه حيث انه لا يجد نفسه الا فى قلب خلاوى القران الكريم وهو الناظر الزاهد فى النظاره وفى الدنيا كلها . لوحه خامسه الشيخ داؤود عبد الرحمن نشأ فى بيت دين ابوه الشيخ عبد الرحمن شيخ الطرق القادريه تتلمذ فى ابو حراز وطيبه الشيخ عبد الباقى . انقطع داوؤد للعباده وعندما تاتى اليه زائرا يكرمك بكوب من ماء زمزم تقرع النوبه فى خلوته كل مساء ويجتمع المريدين من انحاء المدينه والنوبه تئن وهم فى رحله طويله ليست فى هذه الدنيا ولكن عوالم اخرى يستمتعون بمشاهدتها عالم اشبه بالملكوت وهذا هو خيارهم الذى ارتضوه . لوحه سادسه على ابراهيم يونس ابن كسلا الشهم فمنذ اطلاله شهر رمضان الكريم تجد صفوف ذوى الحاجات امام بيته حتى اخر يوم من رمضان ما رد منهم احد . بل هو حلال شبك اعلم انه دفع الملايين لاجراء عمليات خطيره لذوى الحاجات بالخرطوم لم يبخل على اهل كسلا ومثله تماما وبنفس كل الاوصاف الرجل العابد محمود على موسى تجد الصفوف امام داره فى كل شهر الصيام لايتبرم بل يعطى بسخاء لليتامى والارامل والمساكين . لوحه اخيره ابراهيم الحاج عبد الحفيظ رايته بدايه كل رمضان يجهز اكياسا كبيره وكثيره توزع على اهله من الضعفاء وجيرانه من المساكين بحى الختميه ويحتوى الكيس على كل احتياجات شهر رمضان واحتياجات العيد لوحات مشرقه فى كسلا وغيرها الكثير فقد رايت ان ابدا بها لوحاتى عن كسلا ونلتقى فى لوحات اخرى من اهل كسلا الابداع والاشراق . عبد الله احمد خير السيد المحامى / كسلا عبد الله احمد خير السيد خير السيد [[email protected]]