بسم الله الرحمن الرحيم لم يكن أكثر الشامتين يتوقع أن يكون المشروع الهلامي الحضاري (ذو النبرة العالية والعصا الغليظة ) أن تكون نهايته هكذا بهذه الطريقة الغريبة ، فالحق أنه قد أصبح كسيحاً وهائماً على وجهه كأنه يستجدي الماركسية المقبورة أو الرأسمالية المأزومة أن أفيضوا علينا ، فقالوا إن الله حرمها على ..... لم يتخيل صانعوه أن تكون نهايته هكذا مأساوية بعد أن تمدد إعلامياً وعم القرى والحضر ، حيث تعرض للضربات تلو الأخرى من الجماهير الصامدة والصابرة التي تعرف كنه مثل هذه المشاريع المستوردة والتي لا تشبه أهل السودان ، فلفظتها وتركتها نهباً للنسيان. جاء الأولاد حينها ، أصحاب الابتسامات الصفر ، بين لحييهم التعقر في الكلام وغريب اللفظ ، وهم يحملون مشروعهم المقبور على ظهر الإعلام أولاً ، فهاجوا وماجوا خلال فترة الديمقراطية الثالثة ، فكانت صحفهم تقطر سفاهة وتكبراً ، لم يحترموا ثقافة وتاريخ البلاد ، فقالوا عليكم بترك هذا الهراء حيث نضمن لكم مستقبلاً باهراً ، أن هلموا معنا ، ولكن قال العارفون والعالمون .. أن هذا سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى جاء لم يجده شيئاً ... فانبرى الأولاد للحكماء والعقلاء يسيمونهم بقبيح اللفظ وغريب السباب ، فامتلأت صحفهم بكلام لم يعرفه أهل السودان من قبل .. صحف صفراء تملاً سماء الخرطوم يومياً بالأكاذيب والتفاهات ، فتبعهم من يتبعون كل ناعق ، ولكن بقي أهل الحجا بمنأى عن قولهم الفج ومنهجهم السقيم ، فصيروهم أعداء ، يحيكون ضدهم المؤامرات واغتيال الشخصية وتتبع العورات حتى اندهش الناس من هذا الفجور الذي لا يشبهنا !!؟؟ وعندما أيقنوا تماماً أنهم لن ينالوا ما نالوا من مقاعد في البرلمان في الدورة القادمة انتقلوا للخطوة التالية وهي الانقضاض على الديمقراطية وجعل عاليها سافلها ، فكان الثلاثين من يونيو .. يوم المشأمة الذي ما زال الشعب يتجرعه علقماً حتى يومنا !!؟؟ انتشى القوم بانقلابهم على الديمقراطية ، فشيعوها وشخصنوها بأبشع العبارات حتى سطر رائدها كتاباً يلقمهم به حجراً (الديمقراطية عائدة وراجحة) ، فتبجحوا وعلوا في الأرض علواً كبيراً ، من حينها تعاملوا مع البلاد والعباد بأنهم أسرى حرب يجوز فيهم كل شيء .. أي شيء ... لم يسمعوا نصيحة الناصحين ولا قول الحادبين حتى أخرجوا الرجل المحترم كاتب الشعب من وقاره ، فأوصمهم بعبارات سارت بها الركبان (من أين أتى هؤلاء .. يقولون كلاماً ميتاً في بلد حي ...) !! والآن هذا المشروع السراب قد بدأ يحتضر ولكن بعد أن أخذ معه الأخضر واليابس وقسم البلاد والعباد وفصل بعض أجزاء الوطن وفي الانتظار أخر ... هل من سبيل إلى وضعه على الجادة ليرى الناس محاسنه ويصلحوا من مساوئه وفي ما يلي بعضاً من عيوبه وثقوبه الكثيرة : بالرغم من أن هذا المشروع كان طموحاً على الورق ولكنه استصحب معه (العصا الغليظة) فمنعت عنه الجرح والتعديل!! اسند هذا المشروع في تنفيذه إلى أغرار تعوزهم الحكمة والتجربة ، فقتلته الحماسة دون التبصر . لم يراع المكان فحاول تطبيق ما كان في بلاد مجاورة في أرض السودان .. فأنتج تنافراً بين مكونات المجتمع المتعدد. بدأ ببرامج اقتصادية حادة وصعبة الهضم ، فأحدث فجوة بين النظرية والتطبيق فيما يتعلق بدولة الشريعة ... وكان التساؤل أين الرحمة والعدل ... فأثبت منذ البداية مفارقته للمنهج الإسلامي الصحيح!! حاول منذ البداية استفزاز دول الجوار ، فحنقت وألبت عليه وافتقد الأرضية الهادئة لإنضاج ما طبخ. ومن محاسنه أن عرف أهل السودان من هم هؤلاء ، فانتهى المشروع ببرامجه وشخوصه وهو الآن في انتظار يوم المأتم الكبير ، يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحىً ، قال تعالى (أما الزبد فيذهب جفاء ويمكث في الأرض ما ينفع الناس ) والسلام ختام . الطيب كباشي الفزاري الرياض/ المملكة العربية السعودية altayb kabashi [[email protected]]