ليس امامنا من سبيل الا ان نتوقف امام خيبتنا مليّاً ستكون اول الاسئلة التى ستطل براسها لماذا نحن فاشلون ومتاخرون وسادة مؤخرة القافلة البشرية؟! بالامس كانت زيارة الرئيس لدولة جنوب السودان ، ايد الزيارة جميع الخصوم وعبر الرئيس عن إحساس كل اهل السودان حين قال احس بانى اتيت لمنطقة هى فى نفسى .. ولم يكن حديثه تدفق مشاعر بقدرما كان تعبير عن مكونات داخلية تمتزج بالدم السودانى فى جنوبه وشماله .. ولأننا نملك ذاكرة خربة ونخبة لاتنظر الا فى حدود مصالحها لاغير .. فقد اضعنا ثلث الارض وثلث الشعب لتبقى العواطف الفجة .. ولم نستوعب الدرس القاسى .. وتحاول اطراف من الحكومة ان تمد جسور التواصل مع الآخرين وتمضى المحاولة وسط الألغام بين الرافضة والموالون للحوار .. ونظل بين الشك واليقين .. وتنطلق التساؤلات هل هى الرغبة الصادقة فى التصالح ؟! ام هى الضغوط حيناً ؟ والحاجة الى التصالح حيناً آخر ؟! ولم نستوعب الدرس القاسي.. ويخرج علينا امين عام الحركة الإسلامية ليس من مكتبه ولكن من تحت قبة البرلمان ليعلن الحاجة لجندى بشروط اسلامية .. وبخطاب حربى للقضاء على التمرد ..ففى الوقت الذى تتقدم الحكومة باتجاه الحوار تتراجع الحركة الإسلامية ناحية القتال .. ونقف على قارعة الشارع السياسي محتارين اي خطاب نعتمد ؟! وايضاً لم نستوعب الدرس القاسي .. والشيخ الترابى يعلق على إطلاق سراح منسوبي المؤتمر الشعبي والسقف عنده ذهاب هذه الحكومة .. وهو يملؤنا حنقاً .. لأنه آخر من يتحدث عن ذهاب هذه الحكومة !! فهو فد ترك نسيبه فى ( بيت الجرتق) وأتى بهذه الحكومة التى يريد ذهابها !! ويعتقد الشيخ ان الشعب السودانى اصابه الزهايمر .. وماهو كذلك ..ويبدو انه لم يستوعب الدرس القاسي.. اما جحافل المباركين لزيارة الرئيس لجوبا فالسؤال الذى يبقى ملازماً لهم ماذا فعلتم كي لايكون السودان دولتين ؟! ومن يعجز عن القيام باي دور حتى لايقع الإنفصال من باب أولى ان يبتعد عن حياتنا السياسية بكبتها وضيقها وفقرها ومعاناتها التى لايصيبهم منها مايصيب بقية الشعب المنكوب .. ولازلنا لم نستوعب الدرس القاسي .. فى هذه المحنة .. الفرصة التاريخية امام الحكومة الان فى ان تكون حكومة كل اهل السودان .. والسودان إكتفى من القهر والكبت .. وإكتفى من الفقر والجوع والمرض .. وإكتفى من الإقصاء ومسخ الآخر .. فمايضير الحكومة فى ان يكون مرجعيتها الشعب ؟ وان يكون قرارها قراره ؟! ولتجرب بان ترفع وصايتها عنه ؟! لان الثابت الذى لايشوبه الشك هو ان شعبنا ذكى وزكى ولكن تنقصه المعلومات .. فهو قد صبر على كل التجريب السياسى بصبر تحسده عليه الشعوب .. ويتالم دون ان يشكو ..ليس خنوعا منه .. ولكنها عبقريته التى يقول لسان حالها ( نحن صابرون ستون عاماً فى إنتظار ان تقولوا عجزنا وفشلنا ؟) وحتى الان لم تستوعبوا الدرس القاسى .. الواقع الذى نعيشه الان جد واقعاً مستعر .. وقوة الحكومة ليست فى الكبت والقهر والإقصاء انما قوتها فى الغاء القوانين الإستثنائية وإشاعة الحريات وإيجاد دستور يتوافق عليه السودانيين بكل تبايناتهم .. وفتح المنابر لتكون منابراً حرة يتساوى فيها كل اهل السودان .. بهذا وحده يمكن ان نخرج من النفق المظلم ونكون عبر طريق الدم والدموع والعرق قد بدأنا نستوعب الدرس القاسي.. وسلام ياااااااااوطن haider khairalla [[email protected]]