عادل الباز: الشعب يفاوض لا الجيش    افتتاح الأولمبياد باستعراض في نهر السين ومعالم باريس التاريخية    الخريجي يلتقي شخبوط بن نهيان ويناقش معه تنسيق المبادرات وجهود السلام بالسودان    "كارثة" تخلف مئات القتلى والمفقودين في إثيوبيا.. والسلطات تعلن الحداد    والي الخرطوم :قماير الشهداء تستحق وسام الصمود    مشرف المنتخب بكري المناقل جوبا أفضل خيار ..المدير الإداري الماحي الملعب الأنسب لنا    شاهد بالفيديو.. على أنغام (زي الأسد لمن تقيف) مطربة سودانية تثير ضجة واسعة بوصلة رقص "فاضحة"    تجمع الاعلاميين بالسلطنة في ضيافة القنصل    شاهد بالصور.. بعبارة (فراشتي الجننت البنوت) عروس الوسط الفني ريماز ميرغني ترد على سخرية الفتيات على مواقع التواصل من "فستان الفراشة" الذي ظهرت به في يوم عقد قرانها    شاهد بالصورة والفيديو.. سيدة مصرية تخطف "المايك" من الفنان مهاب عثمان وتطلق "زغرودة" مع وصلة رقص جميلة خلال حفل زواج سوداني بالقاهرة    شاهد.. سيدة سودانية تثير ضجة غير مسبوقة وتقوم بخيانة زوجها بمحادثان مع القائد الميداني للدعم السريع "كيكل" وتحاول إثارته بصوت شتوي: (تجي أربجي وما أشوفك؟ كنت عاوزة أجيك وأقعد معاك ولو مرة)    مدير عام وزارة التنمية الاجتماعية بالخرطوم "صديق فريني" يوضح حجم التحديات التي واجهت ولاية الخرطوم منذ بداية الحرب والجهود المبذولة في معركة الكرامة    المريخ يطلق سراح مهاجمه الجزولي للأهلي طرابلس مقابل 300 الف دولار وبعيد خميس    ثم ماذا بعد شوتنغ يامريخاب؟؟؟؟    خطوة كارثية اخرى من بنك السودان    خروج السوكي من قبضة أجهزتنا الأمنية والعسكرية يعني فتح مسار تهديد جديد لشرق ولاية سنار    مصر ترفع أسعار البنزين بنسبة تصل إلى 15%    الخارجية تكشف عن تلقيها دعوة من واشنطن للمشاركة في مفاوضات سويسرا وتوضح أنها قيد التشاور    النيل للبترول والمؤسسة الإثيوبية للنفط يوقعان علي عدد من الأتفاقيات    ترامب ينفي تبرع إيلون ماسك ب45 مليون دولار إلى حملته الانتخابية    إرضاء لأنشيلوتي.. ريال مدريد يجدد عقد لاعبه    الحكومة المصرية ترفع أسعار الوقود    رقم قياسي.. كم مرة صفق أعضاء الكونغرس لنتنياهو أثناء كلمته؟    روضة الحاج: أما آنَ يا سيَّدَ النهرِ والغابِ والبيدِ والبحرِ والفلواتِ العظيمةِ أن تستريحَ قليلاً بأعينِنا    عادل عبد العزيز: ماذا يشتغل الناس عندما يعودون    عابوا الامارات والعيب فيهم وما للسودان عيب سواهم    قصة غريبة حدثت في مباراة المغرب و الأرجنتين    25 قتيلا على الأقل إثر غرق مركب مهاجرين قبالة موريتانيا    بالفيديو.. حسناء سودانية تتحدث عن مقطع آية أفرو الضجة بالسعودية وتقسم الرجال الحاضرين معها إلى ثلاثة أنواع (أرفع القبعة للأول والنوع التاني زي عمك الفاتح خشمه ومباريها والنوع الثالث هو الأسوأ)    ميتا تطلق نموذج الذكاء الاصطناعي "لاما 3".. ما مميزاته؟    "إعادة النظر" في إنتاج فيلم أثار غضب مصريين    بعد غياب.. ملك السعودية يترأس جلسة الحكومة    نادي المريخ يختار ملعب جوبا للمنافسات الأفريقية    السجن لطبيب حوّل عيادته إلى "مركز" لعمليات الإجهاض    المدير العام لقوات الشرطة يؤكد على تأمين وحماية الشركات العاملة فى مجال التعدين    تحذير من بنك فيصل الإسلامي    بايدن يتنحى عن الترشّح للانتخابات الرئاسية    النائب العام يأمر بإحالة 8 متهمين بينهم مسؤول بأشغال إلى محكمة الجنايات    السودان..مقتل 9 أشخاص في مدينة بورتسودان    ابتسامة الشارع    خطوة جديدة من جوبا بشأن إنتاج نفط السودان    على رسلكم يا إخوة .. انها سناء حمد ..!    مسؤول بمصرف سوداني يستبعد قدرة العملاء على إعادة القروض    خبراء يوصون بفحوصات قبل الحكم على أهلية بايدن لولاية ثانية    دراسة تكشف علاقة بين استهلاك الأطفال للسكر والضرائب    " النصب والاحتيال الالكتروني "    إستبدال قيّم المجتمع الخاطئ    والي الخرطوم يكشف عن إعلان مهم للمواطنين    تركيز كبير على مناطق محدّدة..مجهولون في الخرطوم يقومون بعملية خطيرة    قوات حماية الحياة البرية ولاية البحر الاحمر تضبط شبكة اجرامية متخصصة في عمليات الصيد الجائر بمحلية سنكات    حادث مروري بطريق المرور السريع كسلا يؤدي الي وفاة واصابة (10) اشخاص – صورة    السلطات تحذر عقار مزيف وحملات تطعيم مجهولة بالأحياء المكتظة بالخرطوم    الإعلام الهابط ..    فوبيا الحسد….الشماعة التي نعلق عليها أخطائنا!!    الأنترنت إدمان العصر الحديث    مسجد الصخرات .. على صعيد عرفات عنده نزلت " اليوم أكملت لكم دينكم"    4 عيوب بالأضحية لا تجيز ذبحها    أمسية شعرية للشاعر البحريني قاسم حداد في "شومان"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مفهوم الحب بين العلم والفلسفة والدين .. بقلم: د.صبري محمد خليل
نشر في سودانيل يوم 16 - 04 - 2014

د.صبري محمد خليل/ أستاذ فلسفة القيم الاسلاميه بجامعه الخرطوم
[email protected]
تعريف المفهوم لغة واصطلاحا : الأصل اللغوي لمفهوم الحب هو ( نقيض البغض . والحب: الوداد والمحبة ، كالحباب بمعنى : المحابة والموادة والحب، وكذا
(الحب) بالكسر. والحُبه بالضم : الحب، يقال حبه وكرامة. والحباب بالضم :
الحب، والحباب أيضاً الحبه. والحب: بالكسر، الحبيب، وجمع الحب بالكسر:
أحباب وحبان وحبوب وحببه، محركه...). أما اصطلاحا فقد تعددت تعريفات المفهوم ، فقد عرفه القرطبي بأنه ميل لما فيه غرض يستكمل به الإنسان ما نقصه، وسكون لما تلتذ به النفس وتكمل بحصوله ، وعرفه الرازي بأنه الشهوة وميل الطبع ورغبة النفس، وعرفه القاضي عياض بأنه الميل لما يوفق المحب، وعرفه الإمام الغزالي بأنه ميل الطبع إلى الشيء الملذ، فإن قوي ذلك الميل وتأكّد سمي عشقاً، وعرفه الكندي بانه علة اجتماع الأشياء... والتعريف الذي نأخذ به هو تعريفه بأنه شكل من أشكال التوحد النفسي بين فرد وأخر يجسد المثل العليا التي يسعى لتحقيقها في الواقع ، هذا التعريف قائم على أن حركه الإنسان هي فعل غائي ، والمثل الأعلى هو غاية تتصف بالثبات ، وبالتالي لا يمكن تجاوزها، وهنا يجب التمييز بين نزعه التملك كغريزة ذاتيه (أنانيه) والحب كعاطفة ذات بعد غيري ..
المفهوم في الفلسفة: وقد تناول الفلاسفة الحب كمفهوم كلى مجرد، من هؤلاء الفلاسفة الفيلسوف اليوناني يوزانياس الذي قسم الحب إلى نوعين هما: الأرضي والسماوي، وانتهى إلى إن الحب وسط بين المحب والمحبوب . أما سقراط فيصور الحب بجنّي عظيم أو روح كبير جاهل، ويذكر من أشكال الحب ما يعرف بالحب الرومانطيقي ، ويكون حباً خالصاً ، مقترناً بالآلام والحزن والقنوط ، ولا يمكن أن تكون نهايته سعيدة ، ولا يكون موجوداً إلا في دنيا الخيال والتصوّر. أما أفلاطون فيرى أن الروح تصل إلى الخير عن طريق الحب ، كما أنها تصل إلى الحقيقة عن طريق الإدراك ، ويفضل الحب الإدراك بمقدار ما يسمو الخير عن الحقيقة ، فالحب أسمى عمل تقوم به الطبيعة الإنسانية ، والحب الخالص بهذا المعنى هو الذي هدفه الخير. المفهوم في علم النفس: كما تناول علماء النفس المفهوم على مستوى جزئي عيني ، حيث فسر سيجموند فرويد ( 1856 1939 ) الحب على أساس الدافعية الفردية ، والحاجة النفسية لإشباعه ، ومن ثم الارتباط الوثيق بالدافع الجنسي ، حيث يؤكد فرويد انه لا وجود للحب أصلا، بل ما موجود هو دافع جنسي يختفى وراء ما يسمى " بالحب "، وتتم آلية الحب عنده وفقا للصراع ومحاولة الانسجام بين الأجهزة النفسية الثلاثة : الهو (مستودع الغرائز الطبيعية الخالصة)، والأنا العليا (مجموعة الأوامر والنواهي والممنوعات الناتجة عن الثقافة والعادات والدين ... ) ، والأنا ( شخصية الفرد نفسه) ، حيث يخترع الفرد الحب لإيجاد حالة من التوازن بين مطالب " ألهو " ، وموانع " الأنا العليا " من ناحية أخرى... وهكذا فان فرويد الغي الحب كانفعال ايجابي مستقل ، وأحاله إلى مجرد مظهر من مظاهر الغريزة الجنسية .
أما اريك فروم ( 1900 1980 ) فقد تجاوز الخطاب الكلاسيكي الفرويدي عن الحب ، مؤكدا أن جذور الحب تكمن في الحاجة إلى الانتماء ، وذلك أن الإنسان عندما أصبح إنسانا قد تمزقت لديه عرى الوحدة الحيوانية الأولية بالطبيعة، وأصبح على الإنسان أن يخلق علاقاته الخاصة به، وأكثرها تحقيقا للإشباع هي تلك القائمة على الحب. ويؤكد اريك فروم في كتابه " فن الحب "
أن ماهية الحب هي الرغبة للاندماج مع شخص آخر ، وهي أكبر توقانا لدى الإنسان، إنها أشد عواطفه جوهرية، أنها القوة التي تبقي الجنس البشري متماسكا ،وكذلك القبيلة والأسرة والمجتمع، والفشل في تحقيق هذا الاندماج يعني الجنون والدمار للذات أو الدمار للآخرين، بدون حب ما كان يمكن للإنسانية أن توجد يوما واحدا .(الحب بين علم النفس والثقافة والدين عامر
صالح)
المفهوم في الدين : وقد اقر الإسلام الحب كانفعال ايجابي ، بشرط تحديده بضوابط تكليفيه وتكوينيه ، ومن أهم هذه الضوابط أن يكون الحب في الله ، اى أن يكون مجردا من المنفعة الحسيه والمادية المباشرة قال النبي صلى الله عليه وسلم (أوثق عرى الإيمان: الحب في الله والبغض في الله)(الطبراني.) ، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار)( رواه البخاري ومسلم.)، كما دعي الإسلام إلى ضرورة أن يتصف الحب كانفعال ايجابى بالشمول ، حيث قرر أنماط متعددة من الحب ومنها: حب الله تعالى كما فى قوله تعالى(قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)(التوبة (24)، وحب الرسول (صلى الله عليه وسلم ) كما فى قول الرَسُولُ (صلى الله عليه وسلم) (لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»(البخاري ومسلم واللفظ
له) ، و حب الوطن كما فى قول الرسول ( صلى الله عليه وسلم) عن مكة (ما أطيبَك من بلد! وأحبَّك إلي! ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك)(
الترمذي) ، وحب الزوجة كما في قوله تعالى (وجعل بينكم مودة ورحمة)، وكما فى الحديث : قال عمرو بن العاص رضي الله عنه : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيْكَ؟ قَالَ: «عائشة»( الترمذي) ، وحب الاصدقاء والأصحاب كما في قول الرسول ( صلى الله عليه وسلم) (إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه) ...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.