السيد وزير خارجية السودان المحترم السلام عليكم ورحمة الله ونبارك لكم مقدم رمضان الكريم أعاده الله علينا بالخير واليمن والبركات والقبول . وبعد،،، نحن نعرف ما تسببه المقاطعات الإقتصادية والسياسية للسودان من إختناقات وضيق وإماتة في كل الإتجاهات ، ونراك تكافح وتنافح وتناصح وترفض أحيانا كثيرة ، إتجاهات سياسات الدولة ، لما نظن انه حس وطني وإيماني بحت . ونحن نعرف لأجل إيجاد سياسة خارجية مرنة ، وخلق علاقات ، فإن سياسة السودان الخارجية ترقد على اورام كبيرة ، تأكل السودان في حدوده الشمالية الشرقية في شلاتين وحلايب، والشرقية الجنوبية في الفشقة وخلافه ، ودخل حظيرة (بطيخ ) السياسة الإقليمية جنوباً ، فقطع ذيله ، فأصبح ( لا بطيخ أخذ ، ولا سياسة) ، ونعرف أنكم تجدون لأنفسكم عذرا لكل ذلك ، هو محاولة فك الحصار عن رقبة السودان ، والحكومة ، وتجدون عذرا في انها حرب جائرة وغير متزنة ، وقل حربا على الإسلام وحربا على التنمية وحربا على جسر الإسلام لأفريقيا ، قل من الأعذار ما يحلوا لك ، فإن الأمر واضح وبيِّن . نحن نناطح أمريكا وإسرائيل بلا قرون ، ونجد عذرا للحرب على السودان هذا أُسُ أسبابها . ولكن قلي بربك ، اي هدف واستراتيجية سيجنيه السودان من توجه وفوده لإيران، واللعب على النار ، وعلى أوراق ميتة لا تفيد ، في البحر الأحمر وفتح الحسينيات في الخرطوم ، عندما نكون في أشد الحوجة لكسر الطوق الخليجي عن رقبة بلادنا وهم يكونون حلفاً جديدا ستكون له الكلمة الأولى في تشكيل المنطقة سياسيا وديمغرافيا واقتصاديا وتحالفات؟ ، وقد بدأوا يناوروننا بسحب المستثمرين ، وتوسيع العين الحمراء علينا من مصر ؟ أي هدف وأي إستراتيجية هذه؟ ونحن ننتظر أول صفحة في علاقتنا الجديدة مع مصر حين تفتح ، أيُ الصفحات ستكون؟ وما هوةالخبأ اللعين فيها ؟ وقد تغيرت سياسة مصر الآن على النار الهادئة نحو السودان ، أتظن أن مصرَ بعد أن أغلقت باب الإخوان في مصر ستبقيه مفتوحا ، وعندها ما عندها من أسباب الولوج للسودان ما عندها ، من مشكلة حلايب وشلاتين وسد النهضة ، ومنطقة النوبة المشتركة؟ نحن نريد سياسة واضحة عن الملف الإيراني في السودان ، ونريدكم ونحن الضعفاء في مهب الريح وقد قطع الخليج آخر عرق إقتصاديِّ ينبض ، نريد معالجة موقفنا من مخافة الخليج من ايران ، ونريد المواقف الواضحة من سد النهضة ، ومن علاقتنا مع الشقيقة مصر ، كان من كان على رأسها ، فالمعادلة السياسية الخارجية تقول ، إنّ كفت مصر والخليج السنية العربية المسلمة ، الجارات ذوات العلاقات الرحيمة الرحمية ، لهي أقرب من علاقة إيران الفارسية الشيعية ، منذ عهد كسري يزدجرج ، وإن مصالح مصر وتطمين مصر ومصالحنا أهم من علاقتنا مع الأحباش منذ زمان أبرهة ، واذا كانت مصر تظلمنا في حلايب ، وقد حاولنا مرارا التكامل معها ، فإن الأحباش يظلمونا في الفشقة وأنا أخاف من شرق السودان لاحقا منها ، حيث الاطماع التي يؤيدها التاريخ عندهم ، منذ أن كانت أبشينيا . وقلي بربك ما هو الهدف الذي سيجنيه السودان من توجه وفده إلى دولة افريقيا الوسطى ، كأول وفد دولة إسلامية رسمي ، بعد ان ذبحت كل المسلمين فيها كالخراف ، وتريد ان تبدأ بتحسين صورتها ، فتوجهت للسودان بهذه الدعوة المغروضة ، حتى يبدأ لهذه الدويلة ، الانفتاح على العالم ونسيان مذابحها ، بكل مباركتها هكذا ، دون رادع او وازع او محاكم دولية ؟ وقلي بربك ، أنت ترى ، أن الفلسطينيين ، ( وما أدراك ما حكم الفلسطينين ورؤيتهم لنا !!!) ، أنهم أفرادا وجماعات ، لكي يعتاشوا ، لابد لهم يوميا ان يدخلوا إسرائيل حتى تكتنز جيوبهم بالشيكلات ، وحتى تمتلء بطونهم بما لذ وطاب لهم ، وتراهم في وجوههم متنعمون ، وفي ابدانهم سالمون ، وفي عمرانهم متقدمون ، وهم اصحاب الأرض الحقيقيين ، عليها بانين وفيها مقيمين ، ونحن على البعد الجغرافي نعتبر أعدى أعداء أمريكا وإسرائيل !!! ودولة من دولة المواجهة ، الجملة التي ألبست في رقابنا كالبعير يحمل أسفارا ، لا نقرأها بحقها ولا نفهما لماذا ألبست لنا كالطوق الأبدي ، قل لي بربك هل فكرت في إيجاد معادلة ما ، تخفف به هذا العبء ، وإسرائيل وخلفها أمريكا تمتلكان أي تقنية تحمل في جيبك أو تركب ، أو تدفئ بها منزلك أو تُرصد بها حتى في عقر دارك ! وتملك ما إن تريد ان تدمرنا به لفعلت في دقيقة ، وهي تؤطر المنطقة وترسمها بلونها الأخير ، حتى تنقض عليها لتطبيق النظام العالمي الجديد ، هل فكرت في إيجاد معادلة للتعامل مع إسرائيل ، الواقع ، معادلة ترضينا مع الله ، ومع العالمين ، معادلة تكسر لنا طوق العزلة ، كسرا حقيقيا ، وتفتح لنا الطريق للنماء والبقاء؟ نعم للقدس ولكن !!! نعم للقدس، ونحن لا ننكر أن القدس هي ثاني القبيلتين ، ولكن هل عَمرنا قبلتنا الأولى توجها وعبادة ، حتى نحتاج في زمن ( الضرورة ) هذا لقبلة أخرى، ولو شاء الله لجعل القدس هي قبلتنا الوحيدة ، هل تدرك الحكمة من هذا التحول ، الله يعلم تماما ، أنما يحدث فيها من فتن وفي اوقات حددها هو ويعلمها هو ، سوف يجعل من العسير التوجه لها والتعبد فيها ، في ذلك الحين ، بحيث قال :- ( ثم رددنا لكم الكرّةَ عليهم وأمددناكم بأموالٍ وبنين وجعلناكم أكثر نفيراً ، إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها ، فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا) هذا أمر الله وترتيب الله ، وأمر أمام او أقع أمام أعيننا ، لا تغيره سياسة مواجهة ولا سياسة دولة أو خارجية ، وهذا ما نراه بأم أعيننا ، هم في وقت ، وأمددناكم بأموال وبنين ، ونحن في وقت ضعف وخوار وسيأتي يوم وعد الآخرة ، رضوا أم أبوا عملنا أو تخاذلنا، وهذه مقادير الله إن كنا نؤمن بكلماته . نحن نريد منكم وتحت إدارتكم للعلاقات الخارجية ؟ نريد معادلة تعامل واضحة وجريئة مع كل دول العالم ، بما فيها إسرائيل وأمريكا ، وللقدس ربٌ يحميه، في زمان الخوار والضعف ( الذي وصف الله زمانه فإذا جاء هذا هو التوجه الصحيح بدلا من التوجه لدويلات لا تسمن ولا تغني من جوع مثل افريقيا الوسطىوإيران ، فإن كانت إسرائيل أجرمت في حق الفلسطينيين وهم مسلمون ، فإن أفريقيا الوسطى أجرمت وذبحت المسلمين كالخراف الأمر الذي لم تفعله إسرائيل ، إلا أن الفرق بينهما ، آن هؤلاء سود افارقة وهؤلاء بيض او سمر عرب ، وما لنا والإستعراب ونحن لم نَكْل منه إلا صاعا من لون ، وحفنة من مزايا ؟ وإن كانت إسرائيل أجرمت في حق العرب ، فأنظر الى الحرب الشعواء بين إيران الشيعة ، وبقية السنة في سوريا والعراق ولبنان ، وكيف تسقي تحتكم الأرض في السودان بالحسينيات . لو كنت مكانك لوجهت هذا الوفد إلى إسرائيل وأمريكا مباشرة بدون خوف أو وجل أو رياء تحت شعار ( دعونا نتحاور ) وهما ظالمتان ، على أن أوجهه لدويلة ذيلية صغيرة ، العلاقات معها لا تفيد ، ولو كنت مكانك (لطالبت ، إذا قبلت إسرائيل وأمريكا ) بفتح مكتب لإسرائيل مباشرة في قلب الخرطوم ، ما دامت إسرائيل تحمى مصالحها وتمثلها كل سفارت ، امريكا وبريطانيا وفرنسا ، الدول التي أوجدها اليهود وأسسوا لها ، بما فيها الأممالمتحدة وكل منظماتها ، وجميعهم يلعبون نفس الدور منذ إنشاء إسرائيل لتطبيق النظام العالمي الجديد شئنا ، أم أبينا ، هذا إن أردت فكّاً لهذه العزلة ، وبقاءا للسودان ، تحت مظلة إرادت الله ، وما تشآؤون إلا أن يشاء الله ، (لتتبروا تتبيرا) . أقول هذا وأنا أعرف أن كثير من شخصيات في الإدارة العليا للدولة حاليا وسابقا يريدوا أن يقولوه ولكن لا يستطيعون بسبب إنعدام الشفافية ، والمؤسسية التي تحكمها إستراتيجيات وتقيدها قوانين وتوجهات سياسية شجاعة وثابتة . وأقول ذلك ، وأعلم أن كثيرا من أئمة المسلمين يريدون أن يعتلوا منابر القدس خطابة ودعاء لله كما يعتليها الأئمة الحسينيون ، وأن يزوروا القدس كما يزوره كثير من المسلمين من الدول الآخرى الذين لا يكلفون أنفسهم إلا وسعها ، الواقعيون ، والمتفقهون تجديداً في الفروع ، وأعرف أيضاً أن كثيرا من المعتاشين من الشطط والمطط والإسفاف من الذين يتخذون منابر مساجدهم قنابلا لا تتعدى نحورهم نحو إسرائيل ، سيتخذون مقالي هذا تسفيها وتضعيفا وهزءاً ربما يصل لدرجة التكفير ، وما هم بأقرب منا ، من الله ، وما أخوف وأوجلُ وأجلّ . لكنه الحقُ وأيمّ الله ، ونحن لا نخاف أن نقولَ حقاً لمن يريد . وهذا على مسؤوليتي والله من وراء القصد!!!. [email protected]