لمنع انهيار الدولة.. فصائل سودانية: تركنا الحياد واصطففنا مع الجيش    أرسنال يحسم الديربي بثلاثية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. الناشط صلاح سندالة يسخر من المطربة المصرية "جواهر" بعد ترديدها الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله) خلال حفل بالقاهرة    طباخ لجنة التسيير جاب ضقلها بكركب!    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    السودان..توجيه للبرهان بشأن دول الجوار    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    نائب وزير الخارجية الروسي من بورتسودان: مجلس السيادة يمثل الشعب السوداني وجمهورية السودان    صحة الخرطوم توفر أجهزة جديدة للمستشفيات والمراكز الصحية واحتياجات القومسيون الطبي    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    تجارة المعاداة للسامية    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    رئيس حزب الأمة السوداني يعلق على خطوة موسى هلال    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    الانتفاضات الطلابية مجدداً    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    استجابة للسودان مجلس الأمن يعقد اجتماعا خاصا يوم الاثنين لمناقشة العدوان الإماراتي    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    دبابيس ودالشريف    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    محمد صلاح تشاجر مع كلوب .. ليفربول يتعادل مع وست هام    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تجريب تذوقي في تجريب إبداعي .. بقلم: طلال دفع الله
نشر في سودانيل يوم 07 - 09 - 2014

حين يضعك إبداع المبدع أمام خيارين، لا تستطيع أخذ أحدهما بيقين الإعتماد لتصنيف منتجه، يكون قد قطع نصفَ المسافة في تصنيف نفسه و مُنْتَجَه في خانة الإبداع .
هذا اللا يقين هو ما وجدتني تحتَ جناحه و أنا أقرأ أو أعيد قراءة منتوج القاص من الله الطاهر " سردية الملح و الجسد " بِفرعِي توسيمها " إقامتان للقص و الحكي " ، إذ حتى أنه عند فَرْعَنة التوسيوم يلجأ ، كما بدا لي، إلى شريعي و مُسْتَبْطَن !
الشريعي هنا هو " سردية الملح و الجسد " ، بوضعها أعلى و ببنط حروفي أكبر، و المستبطن " إقامتان للقص و الحكي " و الذي يأتي كإضائي بحروف أصغر بنطاً .
المجموعة هي تهجين أو خلط أو مزج
للشعر في القصة أو للقصة في الشعر .
_1 الفكرة :
الفكرةتحتاج لبعض إمعان و إعادة قراءات في زمن مهرول بذاته و مهرول بناسه . و لعله لهذا السبب ،في ما بدا لي، كتب الناقد الدكتور مصطفى الصاوي _إحترازاً _ في إضائيته للمنتج، تحت : عالم من الله السردي، ما يمكن بلورته في :
_ نهوض النص على تداخل الأجناس الأدبية " قصيدة نثر " و " مكونات بصرية؛ اللوحات المصاحبة " كي تتناسب مع المد السردي .
_توزُّع الشخوص ما بين :
* في أزمة،
* هامشي،
* مهمَّش،
*و محوري .
_ إستثمار الشعر و إدماجه في المتن السردي .
_ توظيف الراوي العليم .
_ شعرية الأسلوب .
_2 الأسلوبية :
ما أشار لها دكتور الصاوي ب
نهوض النص على تداخل الأجناس الأدبية . و
إستثمار الشعر و إدماجه في المتن . و شعرية الأسلوب .
يمكن للشخص أن يحس مفترضاً ،دون أي إحساس بالذنب، أن القاص أو القاص الشاعر أو الشاعر القاص هو شخصٌ إما كسول و إما مشاغب مراوغ، أو كل هذا !
فمتذوق هذه الأجناس الأدبية ذو خبرةٍ يكون، تسمح له بالتمييز بين جنس و جنس، بين شعر و قص، بين صافٍ و هجين .
_3 إستثمار الشعر و اللوحة :
بدون إذنٍ،
يأخذ المسرح (أم الفنون ) من الفنون الأخرى ليوظفها في منتوجه، فلا يحتج منها فنٌ، ذلك أنه مثابة أو سوق عكاظ لها، تتحاور و تتشاور و تتجادل في فكرته و لا تحتج على إستبعاضها لأنها تحس بأنها يجب أن تتكامل لتكتمل الفكرة .
فهل غير المسرح من أم فنون أخرى؟ أو هل يجوز في الأساس أن تكون هناك أخرى؟ !
إستثمار الشعر و اللوحة في مجموعة سردية الملح و الجسد :
ثمة ملحقٌ، بأواخر صفحات المجموعة، ينسب
اللوحات الموظفة لأصحابها، بينما لا نجد الأمر الإسنادي التثبيتي ذاته لأي من النصوص الشعرية الواردة بمتن المنتوج، و هنا نكون أمام فرضيتين لا تقبلان ضرَّةً ثالثة :
ليس هناك من شعر في المجموعة، و هذا ليس
صحيحا؛
ثمَّة _ حقيقةً _ شعرٌ في المجموعة ما يعني انه يخص صاحب المنتوج .
_4 نماذج :
إقامتان للقص و الحكي
كل هذا ..
لِتخرجَ أجِنَّةُ الشياطين من سوائلي
كل هذا ..
ليصيرَ الوجعُ أقلَّ جنوناً و أقلَّ فوضى .
( أتت كتصدير إضائي في بداية المجموعة ) ما بين الصحوةِ و الغيبوبة لاهِثاً بينَ القُمَّلِ و الخرافة كان في مرحاضه يصيغُ معجزاتِ التاريخ !
( تقديم إضائي لسردية "المفعول المطلَق ("
_5توظيف أو تأثير المِهَني :
المفردة الطبية كجذر لغوي و كحامل معنوي ( من معنى ) تكتنز بها جنبات و أعماق و فضاءات المنتوج .
_6وقفات لدى بعض مطروحات المنتوج :
في "المفعول المطلق " نحن إزاء كائن _خير الله_ مكبوت من الداخل يثابر بتصميم للإنعتاق .
قدَّم له من الله الطاهر، شعرياً " كما جاء سابقاً " و نثرياً، حتى جعله ماثلاً متجسِّداً جسداً و روحاً :
"خير الله نقي كالماء .. و يشبه الوعل الأفريقي .. و يبدو كقصيدةٍ عربية .
خير الله إسمه و عنوانه و صفته و البيت الذي يسكن ".
ليس بالمقدور الإيجاز أو التكثيف أكثر من ذلك الذي عرَّف به من الله الطاهر شخصيةَ القصةِ الرئيسةَ . فهو هجين و مسالم في قوة، و حالم بتصميم و على بصيرة الرئيسةَ . تكمن أزمته المزمنة في إحتلال مسخ كريه و مشاكس لدواخله ما يحيل حياته لجحيم دنيوي حياتي .
يرى خير الله ألا من مخرج إلا في إخراج المسخ إخراجاً طبيعياً ميكانيكياً، و هنا تبدأ الإضاءات الإسقاطية متوسلةً مكتَسَباً معرفياً مهنياً دقيقاً :
" عند حقويه تنتح شرايين الفخذ، صار الجلد ناعماً و بدأت عيناه في الجحوظ، و صار يبحث عن شبق اليابسة لسفينة ينز الماء من جلدها و تفتقت ماءً و بللاً ."
و "و تمكَّن من أنفاسه ..
إعتدلت سواعد العاصفة ..
صار المرفأ قاب قوسين أو أدنى ."
و بسقوط المسخ الآدمي الذي كان يحسه في قناة نخاعه الشوكي بهذه العملية الإخراجية إلى حيث يجب مع البقايا المتعفنة المنتنة، يأتي الختام كمبتدأ ناقص :!!
"و انفصمت بطانة الوجع، و عاد خير الله نقياً كالماء و يبدو كقافية عربية ."
ملاحظة حول الخاتمة :
المبتدأ : "خير الله نقيٌّ كالماء، و يشبه الوعل الأفريقي و يبدو كقصيدة عربية "
الختام : "و عاد خير الله نقياً كالماء و يبدو كقافية عربية ."
و ما طرأ من فارق بين المبتدأ و الختام، يمكن أن يُفسَّر كبعد عنصري ( إثني ) .
فإن لم يكن الأمر كذلك، فهذا من ما يجب تداركه في طبعة قادمة .
_ دورة الحبوب :
تلخيص ذكي ل " الهامش الهامشي " الذي يأتي به الجوع هرباً من الموت إلى " الهامش الأساسي :
المدينة " فتدهسه سيارة، ما تمَّ تلخيصه من جانب القاص ب : " ما بين جلدة بطنه، و جلدة إطار السيارة، كان تاريخ السودان يقضي حاجته في فكاهة عجيبة ." من ثم يتداعى القاص في حاشية مكثفة : "يأكل الإنسان من جحور النمل، و يأكل النمل من جحور الإنسان " ، ذلك حسب ما قصه قبلها : " و خرجت من مؤخرته حبيبات من الذرة، و في نظام خلاب إصطفَّ النمل يسترجع حبيباته"!!
ذلك أن الهامشي الهامشي أتى المدينة بعد أن :
" جاع مع أهله
و لما جفت الخيارات كلها حفروا جحورَ النمل، و ابتلعوا ما فيها، و جاء للمدينة يبحث عن جحور أخرى ."
يختتم القاص ب "البداية " بما سيكون بداية لحلقة جديدة : " دفنوه، ثم عادوا يحلبون .".......
_ حمضية الإرتحال الفجائي :
الشهيد علي فضل .
تبدأ بالطرق على باب بيته :
" دقوا بابَ بيتك في هدأة الليل و الفقر مفروش على حافة الطرقات كوم بقروش "
و تختم ب " خيطُ الفجر الأول فاء عليه بكفلين من الرحمة، و انفلت الحصانُ من زمانه ..
أغمضَ عينين إثنين ..
و فتحَ فماً واحداً ..
و رحل"!
ما بين هذين الإحداثيين : البداية و الختام، تلوينات مكثفة و باهرة الضوء لخارج و داخل الأب و الأم و الكائنات و الوطن و الشعب في إنسانه الإنسان، و تعتيمات فاضحة للا إنسانية و لأعداء الإنسانية و الخير و الجمال .
( كُتِبت، كما هو مُثبت، في ابريل 1992 م ) .
سوى هذه الأعمال تجئ أعمالٌ غارقة في
الوجودية كوجود و في الإنسانية، الإنسان
الموضوع بأحلامه و طموحاته الفطرية و أحلامه المستحقة و المُجهَضة على بساطتها من قِبَل أعداء الإنسانية و أعداء الحياة، الحياة كحق إلهي و إنساني . و الصراع الأزلي بينهما كخير و شر .
من ذلك :
_ رعشة الصلصالة الفريدة
_ المحكمة
_ البطاقة
_ رائحة السراب
عوالق الحراك و السوائل .
سردية الملح و الجسد .
في سردية الملح و الجسد (عنوان المجموعة الرئس ) متاهة يحاول أن يلملم شظاياها البحر، شظايا المناخات التي تكون على طرفي نقيض، الجليد / الشمس، العالم المتطور / المتخلف، و محاولة رتق ما بينهما بإعادته لأصوله الأولى قبل أن يصيرَ الشمالُ شمالاً و الجنوبُ جنوباً ، جنوب ينتهي عند خط الإستواء، لئلا ينهض القضبان ساحةً للتنافر بين الجنوب الكسول و الشمال؛ إتجاه الأنهار نحو مصباتها حيث لا تجد صدراً أرحب من صدر البحر، صدر البحر الذي يحس دفئه في ،أو يستمده من، دفء الجنوب .
فكأنما الطمي يأتي من هنا و يصب عنفوانه هناك، فينمو هذا ال " هناك " و يعلو، و يصير المصدر فقيراً قحلاً، لكنما ،كما يقول البحر، تشتعل رغبته لجذره الأولي ..
يتنازع الفتى ،الذي ذهب شمالاً لينهل من منابع النور، بين المحرَّم و الفطري المهفو إليه ممتلئاً بِ لاءات الأسلاف التي رسَّختها تواريخ الهيمنة و التسيُّد المريرة، و تواريخ العقائد و الأعراف ..
تنازعٌ يقهر رغبة الفطرة عند المنحنيات ورغبة إبتداء دخولها ( فجأةً إنتصب في داخلي بيتُنا المبني من الطين و الزبل، و جاءني صوتُ أبي فانتهرتُها ) ... ( توقَّفي أيتها الفتاة ) ... ( فتمتمت و أنا لا أزال مفتوناً بحبيبات الماء الساقطة بين نهديها ) ... ( قال البحر يجادلني بعد أيامٍ من الصيف و النبيذ : فتاتك القادمة من بحر الفرنجة أدمى العشق خاطرها فترفّق بها .... فترفق بها يا صبي الشموس ) البحر كبحر سند !
إقامتان للقص و الحكي :
عند مقام الإقامتين يُدخلنا المؤنِّس في مناخات جمالية فارطة البهاء بشعرية مكثفة مغايرة للشعر الآني، من حيث إعتبارها شعر، و للسرد الحكائي أو القصصي إن هكذا ارتضينا ما إرتضى هو !
فإن إرتضينا، فهذا تطوَّر و تطوير لقصص القاصة فاطمة السنوسي، التي أميل إلى أنها مبتدئة هذا الصنف شديد التكثيف و كثير الشاعرية و ذلك على المستويين الافريقي و العربي ( في إفادة من حوار مطوَّل أجريته معها بالحصاحيصا نُشر بصحيفة الخرطوم أوائل الألفية الثالثة ) ، كما هي الحال عند القاصَين الفاتح ميكا و صلاح سر الختم و جماعة القصة القصيرة جداً و الذين لهم صفحة بفيسبوك تعمل على هذا الصنف من القص .
فوق ذلك تتيح بنائيتها الأفقية و الرأسية فسحة من إعمال التأويل من أمثلة ذلك :
* في آخر الليل ..
حين ينام العاشقون ..
تدخل الشمس إليك على أمشاطها
تسرق الدفءَ من عينيك
و الإلفةَ، ثم تعود ..
إتركي الباب مفتوحاً ..
أسرق استمرار و جودي و أعود ...
** الفتاة التي جاءت في زمان الآخرين ..
دفنت تعويذةَ وجدٍ في سرادق العشق
و رحلت
قتلتني
قتلتني
قتلتني
و لما لم يكن الوقت مناسباً للموت ..
إنتعلت غيبوبتي و ذهبت ...
*** نهار الأمس ..
و أنا أرتق جثةَ وحدتي
بعد رحيلك ..
أطل من ثقوب فجيعتي وجهك
الندى ..
فتلعثمت بين رهقي
و مسافة الإحتضار ..
يا إلهي تُرى هل !.... ؟؟
_7عن القاص :
ملامح عامة حول سيرة ذاتية
يقول دكتور من الله الطاهر في إفادته يمكن الافصاح عن ان السيرة الذاتية قد تشكلت في ثلاثة محاور اساسية :
_1 المحور الاول : الوضع التاريخي ابان النضوج الفكرى والثقافي و التتلمذ على جيل السبعينات .
علي سبيل المثال لا الحصر الهادي ادم .. عمر الدوش .. عيسي الحلو .. عبد القادر تلودي .. محمد سعد دياب .. محي الدين فارس ..واخرون يطول الحديث عنهم . محمد المهدي المجذوب ..علي المك .. محمد عبد الحي .. محمد المكي ابراهيم ..كمال الجزولي ..علي عبد القيوم .. محمد المهدي بشرى .. بشري الفاضل .. جيلي عبد الرحمن .. عبد الرحيم ابوذكري ..سامي سالم ... ابراهيم اسحق ... ولفيف من رعيل الابداع والوعي الفكري .. تطول قائمته .
المسار الاكاديمي والرفقة اليومية، نشاط المنابر والجمعيات والتواصل اليومي في حلقات الانس والدور الرائد لمنظومات تاريخية كابادماك واتحاد الكتاب الاتحاد النسائي واتحاد الشباب والتي جعلتنا تلامذة مواظبين علي منتديات الابداع في مختلف مدارسه وضروبه .
_2 المحور الثاني الرفقة الثقافية في ذلك التاريخ حيث بها ومعها انفتحنا علي مدارات العالم الثقافية وطرقنا كل دروب الابداع من الادب العربي والادب المترجم من كل قارات العالم، معها مشينا دروبا في استيعاب الماركسية والفكر الوجودي والفكر الاسلامي والثقافة العربية القديمة والادب البرجوازي المعاصر والفلسفات المختلفة .
كانت الرفقة الثقافية بنية يومية متواصلة استقرت فى فترة من الفترات علي تشكيلة المسطبة والتي اعتقد انها كانت مؤسسة ابداعية في لقائها اليومي وتناولها اليومي لقضايا الثقافة والفنون كنا نلتقي يوميا بصورة راتبة امام منزل الشاعر سعد الدين ابراهيم وكانت تشكيلتها متميزة .. اشخاص كانوا مواظبين بصورة يومية منهم محجوب شريف .. التيجاني سعيد .. سعد الدين ..ميرغني سكر وشخصى .. وكان هناك عبد المنعم محمد علي .. عمر الدوش .. وبشار الكتبي .. وكان هناك من ياتي من وقت لاخر كاحمد المصطفي الحاج .. صالح عركي .. محمد نجيب محمد علي .. حسين نوري ..عثمان الحويج .. عوض وراق ..سامي سالم .. تاج السر عباس .. محمود محمد مدني .. محمد يوسف موسي .. عادل القصاص .. عصام محمد علي .. هاشم محجوب ..عثمان الحويج .. عوض وراق .. سامي سالم .. تاج السر عباس .. محمود محمد مدني .. محمد يوسف موسي .. عادل القصاص .. عصام محمد علي .. هاشم محجوب ..عثمان مصطفي .. محمد عثمان سعيد .. عبد القادر الكتيابي .. هاشم صديق .. مصطفي سند .. صديق المجتبي .. ناجي القدسي ..التاج مكي .. سامي يوسف .. العميري .. واخرين ربما اسقطتهم الذاكرة ..
كان هذا علي مستوي الرفقة في سيرتها اليومية ولكن كانت هناك الرفقة الورقية ... مع غسان كنفاني وحسين مروة وفرج فودة ..ومحمود درويش وشعراء الارض المحتلة .. الي بقية العقد الفريد .
_3 المحور الثالث كان الانتماء الفكري والذي شكل براحا واسعا في نوعية التناول الثقافي والمواصلة فقد كان الفكر الاشتراكي يمثل منارة للتقدم وصداقة الشعوب والتضامن الاممي في كل مناحي الحياة نحو الحرية والتقدم وقد هزم فينا افكارا موروثة من ظلامية الجهل والتخلف فعرفنا الانفتاح علي الشعوب والتقييم الحقيقي للمراة واستوعبنا مكونات الصراع الطبقي ودور الاقتصاد في تشكيل الامم وامزجتها واطلاق الطاقات نحو الغد المشرق .. بدانا في تلك الفترة وبكل هذه المعطيات تناول الشعر والقصة والرواية والمسرح والغناء وكل ضروب الابداع ...
تجربتي الشخصية مع الشعر كانت اولية ومحدودة حيث وجدت نفسي في مجال القصة القصيرة ونشرت مجموعة في الصحف انذاك منها علي سبيل المثال . _خطٌ يضاجع خطاً .نشرت في مجلة الحياة .
_ اللافتات النحاسية
_ريش الدجاج .
_فقاقيع علي سطح السائل الزيتي .
_ حفار القبور .
_ الكثافة النوعية لفاطمة ... الخ .
كل هذه اعمال نشرت في وقتها بمساعدة الراحل الاستاذ محمود محمد مدنى واخرين .. لا ادري الان اين هي ولا اين توجد؟؟!!
ختاماً،
سأنقل هنا ما سبق لي نشره سابقاً :
[ سرقة أدبية مُعلَنة من ( مجموعة القاص من الله الطاهر القصصية : " سردية الملح و الجسد ("
طلال دفع الله
علَّمتني؛
كيفَ أكتبُ أسطرَ العِشق
أينَ الفتح
أين الضم
و كيف نبدأ سطراً جديداً
على جُرحِ التفاصيل،
علَّمتني كيف أحْبو
و أُنبِتُ الوجدَ في مواقيته
في قوارير عطرِها
كي أُضِئَ مصباحَ دهشتي
كيف أُمزِجُ اللونَ بالضوء،
كيفَ بدونها أحيا .. ليتها علَّمتني،
فمُذْ رحيلها
لا أعرفُ كيفَ أموت؟ !!
***
نص القصة الأصلي :
علمتني كيف اكتب اسطر العشق .. واين الفتح والضم ..وكيف نبدا سطرا جديدا ..
درستني كيف احبو علي جرح التفاصيل .
كيف أُنبِتُ الوجد في مواقيته ..
علمتني كيف امزج اللون بالضؤ في قوارير عطرها كي اضئ مصباح دهشتي ....
ليتها علمتني كيف احيا بدونها .. فمنذ رحيلها وانا لا اعرف كيف اموت ..
( نقلاً من سردية الملح والجسد )
يُدافعُ القاص دكتور من الله الطاهر و يَدفع عن كتابته الإبداعية تهمة!!! الشعر و ليس الشاعرية ..
هذه محاولة لمناهضته . ]
هل هكذا و بهذا أعرض حيرتي و أستعرضها، أم أكابر لأتيقَّن و تستريح حيرتي؟؟؟
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.