حذرت دول الترويكا (الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا والنرويج) الحكومة السودانية من شن هجمات عسكرية على جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق، ودعت الى وقف العمليات العدائية بصورة متزامنة في المنطقتين ودارفور. وفي خطوة اعتبرها مراقبون مؤشرا لتحول في الموقف الدولي باتجاه الحل الشامل للأزمة السودانية دعت دول الترويكا في بيان مشترك حول مفاوضات أديس ابابا، اطلعت عليه"التغيير الإلكترونية" الى "عقد اجتماع لجميع الأطراف السودانية لمناقشة المسائل العملية ذات الصلة والاتفاق على شروط وأهداف الحوار الوطني" وعبر البيان عن قلقه من استمرار القصف الجوي ومن المأساة الانسانية في مناطق النزاع بالسودان، وأضاف البيان" من أجل بناء الثقة وخلق بيئة مؤاتية للحوار والتسوية، فإننا نحث جميع الأطراف على وقف مثل هذه الأعمال المؤذية والخطابات التحريضية. كما نحث جميع الأطراف على اغتنام هذه الفرصة وبناء عملية فعلية شاملة من أجل الحوار الوطني والسلام المستدام". إلى ذلك اورد موقع "سودان تربيون" أنباء عن اعتماد وفدي الحكومة السودانية والحركة الشعبية شمال في مفاوضات أديس أبابا، جميع مكونات الاتفاقية الإطارية المقترحة من الآلية الأفريقية الرفيعة وينتظر أن تقدم الوساطة على أساسها المشروع النهائي للاتفاق للتوقيع عليه مساء الأحد. وكانت مواقف الوفدين قد تباينت إثر رفض الوفد الحكومي بقيادة مساعد الرئيس إبراهيم غندور لمقترح معدل لمشروع الاتفاق يتضمن ما استجد من اتفاقات بين الوساطة وآلية الحوار الوطني وقوى الجبهة الثورية بالإضافة لقرار مجلس السلم والأمن الافريقي رقم 456 بتاريخ 12 سبتمبر المتضمن لعدد من الخطوات الرامية لتسهيل عملية الحوار في السودان وتسارعت وتيرة التطورات بعد عقد الوفدين لسلسة من الاجتماعات صباح ومساء السبت وافق خلالها الطرفان على جميع العناصر المكونة للاتفاقية الإطارية وأبلغ أحد أعضاء الوفد الحكومي المفاوض "سودان تربيون" أن الطرفين أجازا نقاط الاتفاق الإطاري الواحدة تلو الأخرى وبعدها أفادتهم الوساطة بأنها ستعد الصيغة النهاية وتعرضها عليهم قبل التوقيع في اجتماع يعقد في الساعة الخامسة من مساء الاحد. وأوضح المسؤول، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن عددا من النقاط تمت مناقشتها والاتفاق على أفكار مبدئية لاستبدالها بها وبعدها سيعقد اجتماع في الخامسة مساء الأحد لتبني صيغتها النهاية التي ستعدها الوساطة على ضوء ما اتفق عليه في الاجتماعات. وعلمت "سودان تربيون" أن وفد الحكومة رفض أن يتضمن الاتفاق الإطاري "اتفاق باريس" بالاسم وقدم مقترحات عدة تمكن من الإشارة إليه دون تسميته. كذلك اتفق الطرفان على إلغاء الاتفاق الثلاثي الخاص بالمساعدات الإنسانية في المنطقتين واتفقا على ايجاد صيغ جديدة لمعالجة الأزمة الإنسانية. ومن النقاط التي أقرها الطرفان أن يتضمن الاتفاق عبارة "وقف العدائيات ووقف اطلاق النار الشامل"، والمعروف أن الحركة كانت تتحدث عن وقف العدائيات وترفض وقف اطلاق النار بينما تلح الحكومة على وقف اطلاق النار رافضة لوقف العدائيات. من جانب آخر قبلت الحكومة السودانية بإقامة مؤتمر تحضيري للحوار الوطني في مقر الاتحاد الأفريقي تشرف عليه الوساطة وتشارك فيه جميع الأحزاب السياسية والحركات المسلحة. وكانت الخرطوم رفضت هذا المؤتمر التحضيري على الرغم من وروده في خارطة الطريق المتبناة من مجلس السلم والأمن الافريقي. وينتظر ان يتفق فيه الجميع من حكومة ومعارضة على المؤتمر الدستوري ومواعيد الانتخابات وإجراءات تهيئة المناخ وما يكفل عودة حاملي السلاح للخرطوم للمشاركة في الحوار. وأفادت مصادر متطابقة من الجانبين بأنه اتفق على أن يذكر في نص الاتفاق الإطاري قبول الطرفين بخارطة الطريق الأفريقية المتضمنة في القرار 456، والتي تشتمل على الخطوات التي ستعمل الوساطة الافريقية على تسهيلها قبل الانتقال إلى داخل السودان. وينتظر ان يقر الطرفان التعديلات المتفق عليها بعد الصياغة النهائية ويتم التوقيع في مساء الأحد أو صباح الإثنين.