عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. تجري و تجري ( جري الوحوش) .. و ترى الافق صفوفاً تزاحم صفوفاً بعد صفوف.. على مدى البصر.. كأنك في يوم الحشر.. و يمر اليوم.. لا مالاً في جيبك أبقيت و لا ناراً في بيتك أوفيت.. إنقطع العشم.. تعود إلى بيتك خاوي الوفاض مع المساء.. تصطدم بالكهرباء المهاجرة من حيِّك إلى القصر الجمهوري الفخيم..( ما فيش فحم! و اشترينا البصلة الواحدة بجنيه).. ناس البشير، لعنات الشعب تطاردكم أينما حللتم.. تخطينا التدرج الزمني.. أوصلونا إلى عصر النهضة دون أن نمسك بزمام العصر.. فتخبطنا.. و لا نزال.. الزمن يتفنن في تعذيبنا هل نكترث بالزمن التعيس الذي لا يهز عرش البشير بأرقام تتخطى أرقام مقياس ريختر؟! هل نفعل؟ أتمنى ذلك رغم التقارب السوداني الخليجي الأمريكي الذي جعلهم يمددون كروشهم و تنتفخ أوداجهم.. و السحت يلمع عليها.. لم نشأ أن نفهم الدرس.. أطعمونا الرغيف.. و نحن لا نزرع القمح.. كثفوا منشئات الأفران الآلية حتى في أفقر الأحياء.. مزقوا فاتورة ( الدوكة).. و الذرةُ تُصدر لإطعام مواشي الخليج.. لا تمنع طفلك عن أن يبكي إفهم..! لن تفهمه ما دام الوَقَر جبالاً تمتد من اذنيك إلى عقلك.. و الطفل ( شلِيق)! لن تفهمه.. لستُ على يقين، لكن الطفل يريد البيتزا.. و الكورن فلور.. و ( القرقاش).. لا الدوم و لا اللالوب.. كلا.. كلا.. و لا ( العنكوليب).. تخلُّفنا عن العصر يعمينا عن رؤية الطريق إلى الفعل الأكثر جدوى للحاق بالآخرين.. ( فاتكم القطار)، قال علي عبدالله صالح، و كان الزمن لا يزال طفلاً كي يحكم علي عبدالله صالح على الأحداث.. فانقلبت الآيات حين صعد الشعب اليمني قطاراً آخر نحو المجهول.. اصعد معنا ( قطار الهم).. صحِّح أوضاع البلد الآيل للنفي إلى مزبلة النفايات.. من حلفا إلى الكرمك.. تيبس في الخرطوم الحلقوم.. لا ماء.. لا غاز.. لا كلمات تخرج مقنعة للجمع الواقف ينتظر برميل ماء في الطرقات.. تأتي شاحنة يحسبها شاحنة أنابيب الغاز.. تمر الشاحنة فوق الطرق المغبرة.. يضيع الأمل في بلد ضائع.. كان الليل طويلاً جداً حين تقدمنا نحو الحارة.. كلاب تنبح.. و الناس نيام في ميدان شرق الحارة.. و أنابيب الغاز- فارغة الجوف- منتشرة في صف يمتد فراسخ لا محدودة.. نساء يتوسدن طوباً و حجارة.. و حجر لا يقبل أن يكون وسادة لرأس امرأة حبلى.. يَزِّحُ تَزِّحُ بنفس القدر.. و تجُّر الحجر.. و ( التوب) يزِّح) تتغطى ثانية ب( التوب).. و الحجر يزح فتزح.. و الليل طويل جداً.. و يأتي الصبح.. و لم تأتِ أنابيب الغاز.. صبح السودان قصير جداً.. و سيأتي الليل.. ليل السودان طويل جداً.. يا لتعاسة هذا الليل..! تعِس جداً أن يكون ليلاً في سودانٍ تتخبط فيه ليالي ( الانقاذ).. هل تسمعني؟ لم تأت الشاحنة حتى الآن.. (أصُبروا ..أصُبروا ..أصُبروا..) الصبر نفد كما الغاز.. الصبر نفد كما الأمل الضائع في صحراء التيه سليل ( الانقاذ).. لم أدرك أن بلادي قد ابتُليت بعصر النهضة قبل الآن.. عصر الانقاذ.. و ( الأراجوزات) و رفع الدعم عن المحروقات.. و عن سلع ليست مدعومة إن جئنا نتحاسب بالأرقام.. ليست مدعومة.. المؤتمر الوطني- سليل الكذب- ينافقنا.. و صبح السودان قصير جداً.. يعرفون من أين تؤكل كتف الخروف.. أكلوا.. ثم أكلوا.. ثم أكلوا و ما شبعوا.. علمونا أكل الهوت دوق.. و البيتزا.. أضعفوا الجنيه الذي كان من جيوبنا يصارع الدولار.. قتلوه.. و سرقوا الدولار.. جيوبنا أضعف من أن تقوى على امتلاك البيتزا و الهوت دوق.. لكنهم يأكلون من الخروف الكتف.. و يأكلون البيتزا.. و الكافيار الروسي و الهوت دوق.. هل شبعوا؟؟ أضاعوا أفضل ما كان لدينا.. ( الكِسرة) كانت طوع يدينا.. صارت ( النهضة) في البلد المكلوم أكل الهوت دوق.. و استيراد خردوات من الهند و السند و الصين.. و فارهات من كوريا و اليابان تثير غبار شوارع الخرطوم.. و قال حكيم الحكماء:- ( لا تطلب الخير من بطون جاعت ثم شبعت لأن الشح فيها باقٍ، بل اطلب الخير من بطون شبعت ثم جاعت لأن الخير فيها باقٍ)..