رفع الدكتور لوال دينق وزير البترول السوداني القيادي البارز بالحركة الشعبية من سقف مواجهته السياسية الساخنة مع رفقه فى قيادة الحركة، أمينها العام باقان أموم حيث لم يكتف دينق بالرد على باقان إثر اتهام الأخير له بكونه (عميلاً) للشمال وأنه باعه بترولاً وتنازل عن نفط يخص الجنوب لصالح الشمال . دينق بعد ما ردَّ على التهام أموم بأنه باع نفط شهر مقدماً بتوجيهات و موافقة مسبقة من رئيس حكومة الجنوب ناعتاً أموم بافتقار الخبرة السياسية لم يقف عند هذا الحد ، فقد عاود لوال هجومه على أموم هذه المرة (بمدفعية جنائية ثقيلة) مفادها ان أموم (لص محترف) . د. لوال – بحسب صحيفة سيتزن التى تصدر فى الجنوب باللغة الانجليزية قال ان (أموم اختلس 3 مليون دولار ) هى عبارة عن قيامه ببيع ترخيص لشركة اتصالات وتسلم المبالغ و حولها لمصلحته الشخصية ولم تجر محاسبته على ذلك . ولعل هذه المدفعية الجنائية الثقيلة لم تكن الأولي من نوعها من قيادي فى الحركة تجاه أموم ، ففي العام 2007 دارت ملاسنات واتهامات على غرار ذات هذا المنوال بين آرثر كوين أول وزير مال فى حكومة الجنوب عقب نيفاشا و باقان أموم . الاتهامات جرت حينها على صفحات الصحف أسهب فيها كوين فى ذلك الحين فى الحديث عن (تورط أموم شخصياً) فى (مأساة ال60 مليون دولار) التى تسلمتها حكومة الجنوب من الحكومة المركزية فى العام 2005، واختفت الأموال و تفرق دمها بين جيوب قادة الحركة . ولو لم يكن أموم بالفعل متهماً فى تلك الجريمة البشعة لما تجرأ قيادي زميل له بتوجيه الاتهام له على صفحات الصحف ، بل ان كوين فى نهاية الامر جري إعفاؤه و جرت محاولات لمحاكمته ولكنها لم تنجح و يبدو ان قادة الحركة وجدوا ان أمينهم العام ربما تنتاشه السهام ويسقط صريعاً ! إذن – ومن الصعب تماماً – ان يكون إتهامين – اتهام كوين ذلك واتهام لوال هذا - نابعين من فراغ أو أنهما محض افتراء؛ خاصة اذا علمنا ان د. لوال يحظي باحترام خاص جداً لدي كافة قيادات الحركة وقريب جداً من زعيم الحركة وقد رأينا كيف أنه يدير ملف البترول بسلاسة و بمشورة زعيم الحركة رئيس حكومة الجنوب لدرجة ان أموم نفسه لا يتوفر له العلم بذلك . د. لوال – بهذه الصفة وهذه المعطيات – لا يمكن ان يكذب أو يلفق تهمة فالرجل قيادي بالحركة ، وذو عقل مرتب ومنظم ، وأكبر دليل على ذلك إقرار حكومة الجنوب مؤخراً – بعد طول ضغط – ان حسابات النفط دقيقة ومنظمة وقد وقفت عليها حكومة الجنوب واستوثقت منها . إذن هذه هى المرة الثانية التى يتهم فيها أموم باختلاس أموال عامة، و يفشل فى الدفاع عن نفسه مما يُستشف منه ان الرجل الذى ظل باستمرار يصف الدولة السودانية بالفشل ، كان فى الواقع يداري لصوصيته وفشله هو بدمغ الدولة السودانية بالفشل ! لقد خان باقان أموم الأمانة ، فهل يا تري يستطيع – بهذه السوابق الجنائية الإسهام فى بناء دولة جنوبية (غير فاشلة) ؟