تتجه حركة الدكتور خليل الدارفورية المتمردة إلى الدخول في صراع خطير للغاية مع بعض القبائل والمكونات الإثنية في دارفور . ففي مسلك اقشعرت له أبدان أهل دارفور أقدمت حركة الدكتور خليل على إعدام ما يربو على (20) قيادياً من منسوبيها ينحدرون من قبائل ذات جذور عربية. قرارات الإعدام جاءت سريعة ومتعجلة وفق إجرات محاكم ميدانية ممعنة في الظلم، كما إن تنفيذ الإحكام كان يتم بذات السرعة رمياً بالرصاص . أحد شهود المحاكمات وعمليات الرمي بالرصاص الفورية قال لأقرباء بعض الضحايا بصوت باكي، إن أحداً منهم -اى قادة الحركة الميدانين- لم يتسن له معرفة أسباب المحاكمات وسرعة تنفيذها، فالأمر كله – كما قال – جاء في شكل قرار صارم من رئيس الحركة (تعليمات عسكرية) ولم يتمكن احد من مناقشتهم وقد تخوف البعض من مراجعة زعيم الحركة حياله ! الواقعة تبدو جريمة إبادة جماعية واضحة المعالم سواء بالنسبة للعدد (حوالى20قتيلاً) أو الطريقة التي جرت بها العملية الخالية من اى قدر من العدالة. كما أن الواقعة تعتبر أيضاً تطهيراً عرقياً، حيث ثبت -من واقع إفادات شهود عيان من قادة الحركة- أن الذين جرى إعدامهم ينتمون إلى قبائل عربية ! الأزمة الآن تتجه للتصاعد ما بين الحركة وذوى الضحايا بما يشير إلى إن حركة د .خليل وفى إطار يأسها من إمكانية مواجهة القوات الحكومية أرادت إشعال الموقف قبلياً ليكون مدخلاً لصراع متبادل بين القبائل وتتأثر الأوضاع الأمنية والإنسانية وتلفت من جديد نظر المجتمع الدولي . وليس مستبعداً أن يكون مقصد الدكتور خليل من وراء هذه المذبحة إعادة دعاية بما يسمى الجنجويد إلى الواجهة وهى دعاية غربية معروفة الهدف الأساسي من ورائها الحديث عن الإبادة العرقية والتطهير العرقي . غير أن هذا المسلك الدامي الذي سلكته حركة د. خليل لم يحرك محكمة الجنايات الدولية ولن يحركها في ظل ما عرف عنها من موافق انتقائية حيال الجرائم التي تقع في مختلف بقاع العالم . ولعل الشى الغريب إن د. خليل العائد بصعوبة وبشق الأنفس من ليبيا بعدما تحدثت معلومات عديدة من مصادر أخبارية مختلفة عن ضلوعه في جرائم إرتكبها نظام القذافي ضد الثوار ومواطني ليبيا يبدو شديد الثقة من إمكانية ملاحقته قضائياً بسبب تلك الجرائم ولذا لم يجد مانعاً يمنعه من ارتكاب جرائم أكثر بشاعة داخل إقليم دارفور . ومع ذلك فإن الخسائر السياسية التي من المؤكد أنها الآن قد ترتبت على هذه الوقائع في دارفور تبدو أكثر فداحة، فالدكتور خليل – بهذه المثابة – عمل على تأليب قبائل دارفورية ربما لم تكن في السابق تابعة له، لتتفرغ الآن لمقاتلته بضراوة وبهذا فإن الصراع سيتجه ليأخذ بعداً إثنياً لن يتيح للاثنية التي ينحدر منها د. خليل إمكانية تسيُّد الموقف في إقليم يعج بالقبائل وهناك قبائل متفرقة أو مجتمعة مع أخرى لا تساوى أمامها إثنية الدكتور خليل جناح بعوضة . فهل كتب د.خليل نهايته بهذه الإعدامات ليواجه سيلاً من القبائل الدارفورية التي أسال خليل دماء أبنائها ظلماً ؟ الأيام وحدها هي التي ستكشف لنا مآلات الأوضاع المرتقبة وهى مثقلة بالكثير والمثير!!