اوض المؤتمر الوطني حزب الأمة القومي برئاسة السيد الصادق المهدي حوارا شفافا لم ينته إلى مشاركة الحزب في الحكومة القادمة، ولكنه أوصل المتفاوضين إلى اتفاقات حول القضايا الوطنية. وحاور المؤتمر الوطني الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل حوارات ربما تنتهي إلى مشاركته في الحكومة. وفاوض المؤتمر الوطني فصائل مهمة من دارفور انتهى الحوار معها إلى مشاركة في السلطة ضمت العديد من الفصائل والشخصيات ذات السبق في تشكيل قوى دارفور العسكرية. ومن قبل فاوض وحاور المؤتمر الوطني أكبر قوة عسكرية محاربة له هي الحركة الشعبية وبها كانت قمة الحوار التي تبين مدى الانفتاح على القوى المختلفة ومدى اليقين من أن الحوار هو السبيل لبناء الأمة أيا ما تكن نهايته. هذه هي القوى الكبرى والأساسية والمفتاحية في الساحة السياسية ومن دونها قبعت قوى أخرى في محطة السعي المتصل لتدمير كافة قنوات التواصل الوطني ومنها تلكم العصابات التي تجمعت في الخرطوم بحري محاولة سد الطريق أمام الحوار بين الوطني والاتحادي الأصل وقوام هذه القوى اليسار السوداني بأطياف منه. وهذه قوى معه من انتكس عن طريق الوطني وانشق وارتمى في أحضان قوى اليسار والشيوعية والحركة الشعبية التي تقوم أسس فكرها وحركتها السياسية على مناهضة الإسلام وهدم بنيانه وتشكل معها حلف يبيع كل شئ لأجل المساعي الرخيصة للوصول إلى السُلطة. وهذه القوى تقف في محطة التربص والخوف من الوطني تحاول أن تأكل من الأطراف وتنأى عن الحوار وتسل ما بيدها لتخريب كل حوار يقوم في الساحة. أيا ما تكن حصيلة الحوار والتفاوض مع الاتحادي الديمقراطي الأصل فإن المحصلة والنتيجة الأهم هي أن الساحة السياسية السودانية مفتوحة اليوم على الفضاء الحر والتداول السلمي مشاركة ومعارضة وهي مسيرة لن توقفها النواعق والصراخ من أطراف وهوامش المشهد السياسي المنفتح. تسير خطى المؤتمر الوطني بين يدي مؤتمره التنشيطي العام وهي بهذه المعاني التي تؤسس لنهضة سودانية خالصة صافية من كل توتر يقوم بنيانها على التفاهم في المشاركة أو المعارضة. هذه الحوارات هي بنيان الحريات الأوسع وهي التي تنتج هذا الانفتاح الكبير ومعها تتضاءل نتائج المشاركة في الحكم طالما أمكن التوصل إلى قواعد تنبني عليها الممارسة السياسية الراشدة. والذين ينتظرون الخارج ليؤدي عنهم معاركهم لن يجدوا غير مقاعد الانتظار الطويل وقريبا تستأصل شوكة التمرد في بعض الأطراف في النيل الأزرق وجنوب كردفان وينفتح الطريق إلى سوح الخدمات والأمن والنهضة. وسيظل بعض الذين يخافون الإنقاذ في مراتعهم خوف يرمى بهم إلى الخارج والعمالة وخوف يدسهم في مراتع التآمر المستمر وانتظار الربيع الجغرافي الذي لا يعرف السودان وهو يعيش ربيع الانفتاح والحوار السياسي. نقلا عن صحيفة الرائد بتاريخ :22/11/2011