الأزمة الأخيرة التي شهدتها الخرطوم وبعض من مدن البلاد أكدت تأكيداً قاطعاً لمن لا زلا يؤمل أو يعتقد أن للأحزاب وجوداً وسط الشباب إن كانوا طلاب الجامعات أو من هم أكبر سناً حتى وأن كانوا في أعمارنا ((إن جاز لنا أن نكون في زمرة الشباب)) أكدت له تأكيداً قاطعاً أن التأثير الفكري أو الانتماء السياسي لهذه الأحزاب لا مكان له من الإعراب في أوساطهم بدليل أن الاحتجاجات التي بدأت وانتهت بخيرها وشرها لم يتجرأ حزب واحد أن يتبناها أو يعلن تخطيطه لها.. ولم أشاهد طوال هذه الاحتجاجات لافتة واحدة مكتوب عليها شعار لحزب سياسي في الخفاء أو العلن!! ودعوني أقول إنني أندهشت كما فعل غيري للحركة المفاجئة وغير المتوقعة التي قام بها رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي ((الأصل)) وهو يغادر الخرطوم على عجل في بداية هذه الاحتجاجات متجها نحو لندن وحتى الآن لم نعرف رأيه في الأحداث الأخيرة رغم أن بعض قيادات حزبه طالبت بانسحاب وزراءهم المشاركين في الحكومة!! وهو لعمري موقف يستدعي الضحك أكثر من الرثاء..! وهؤلاء قرروا فجأة أن ينطوا من قارب الحكومة رغم أنهم كانوا يبحرون فيها بهدوء وقت أن كانت الأحوال هنادئة فما الذي استجد؟؟ وحكومة المؤتمر الوطني هي ذات الحكومة التي وضعوا يدهم في يدها، وعقدوا نكاحاً معها معلناً تصحبه الزغاريد والتبريكات!! أنا أقول لكم ما الذي استجد والعاصفة اشتدت وبدأت المركب في التأرجح ففكر هؤلاء أن ((ينطوا)) سريعاً منها؟ وكأن حكومة المؤتمر الوطني جنة عدن وهي تمنح الكراسي والمخصصات في الأحوال العادية، وعند أول امتحان تصبح ((كخة)) وغير مرغوب فيها!! رغم أن وزراء الحزب الاتحادي الديمقراطي المشاركين في الحكومة هم جزء لا يتجزأ من السياسات الاقتصادية الأخيرة وللا أنتو وزير التجارة ما تبعكم؟؟ في كل الأحوال لابد من القول إنه لا وجود للأحزاب المعارضة في وسط الشباب ومن كانوا شبابها وصلوا مرحلة شيوخها وبالتالي لا يملكون ((شفرة)) أولاد اليومين ديل الذين احترم وأقدر كل من حمل الوطن ومواطنيه في داخله قضية، وفوت الفرصة على الذي أرادوا أن يصطادوا في الماء العكر .. فقطعوا إجازاتهم في فنادق القاهرةولندن .. وخرجوا من بياتهم الشتوي والصيفي إلى ((فضائيات تريدها جنازة لتشبع لطماً)) وعلى فكرة هؤلاء ظهورهم أيضاً ليس من بوابة النضال، ولكن هذه الفضائيات تدفع على الدقيقة بالدولار، وكلما طالت الأكاذيب والإشاعات طال زمن البث والعداد رامي!! فالتحية للشباب غير المسير الذي احتج واوصل صوت القاعدة العريضة من الغبش والتعابي الرافضين والمكتوين من السياسات الاقتصادية الأخيرة.. ورغم حزننا على من فقدناهم إلا أني أرجو أن تكون دي العترة البتصلح المشي!! * كلمة عزيزة العلاقات الأزلية التي تربط السودان بالأشقاء في السعودية والإمارات هي علاقات تاريخية، لا نريد لها أن تتأثر بمواقف سياسية عابرة، أو تصريحات غير موفقة من هنا أو هناك. وكثيرون في المحيط الذي حولنا له المصلحة في أن تتكهرب الأجواء ما بين لاسودان والبلدين الشقيقين اللذان يضمان أكبر جاليتين سودانيتين في المنطقة من مصلحة البعض تسريح هذه العمالة واحتلال وظائفها!! واللبيب بالإشارة يفهم!! * كلمة أعز صحيح الظروف الاقتصادية لم تستثني أحد إلا من رحم ربي من ((أولاد المصارين البيض)) إلا أن هذا لا يعفينا أن نقوم بواجب مجتمعي وتكافلي نحو الآخر كل بقدر ما يستطيع .. والبسمة لا تحلو إلا إذا كان يبادلك لها شخص آخر!! نقلاً عن صحيفة آخر لحظة 7/10/2013م