ترددت انباء داخل العاصمة السورية دمشق بان مدير الأمن السياسي في سوريا اللواء رستم غزالة يعاني من حالة موت سريري ومن الصعب ان يخرج منها سالما، المعلومات جاءت تزامنا مع معلومات أخرى أفادت بأن الرئيس بشار الأسد اتخذ قرارا بإقالة رستم من منصبه مع رئيس شعبة الأمن العسكري رفيق شحادة، بعد خلافات شخصية بينهما أدّت إلى دخول الأول إلى المستشفى في حالة حرجة قبل نحو أسبوعين. وعلمت "راي اليوم" ايضا ان الادارة الامريكية تعمل جاهدة على فتح خطوط جديدة مع النظام السوري في الوقت الحالي عبر قناة سرية، كما تسربت انباء عن ان وفدا امريكيا سيزور دمشق قريبا بصورة سرية وبانتظار الضوء الاخضر من النظام السوري. وبالنسبة للغموض الذي يلف مصير اللواء رستم، فقد نشرت صحيفة لوموند الفرنسية تقريراً على أثر ما تداولته وسائل إعلام ومواقع إخبارية من أخبار حول ما تعرض له في الأسابيع الأخيرة، وقال التقري إن الغموض يعد أمراً طبيعياً في ملفات كهذه، بما أن المعني بالأمر من أبرز الشخصيات التي عملت في جهاز المخابرات خلال حكم الأسد. ويلفت التقرير، إلى أن هذه القضية تحمل الكثير من الدلالات فيما يتعلق بهذا النوع من الأشخاص والعلاقات داخل هذا الجهاز، وحدود تسامح النظام الحاكم مع أخطاء أعوانه، ومدى استعداده لاستغلالهم لتحقيق مصالحه. وذكّر التقرير بأن رستم غزالة، المكنى ب"أبو عبدو"، عُيّن كمدير للأمن السياسي في سوريا على أثر التفجير الذي استهدف مقر مكتب الأمن الوطني في دمشق في 18 تموز، يوليو 2012، ولكنه معروف أكثر بدوره في لبنان خلال السنوات الأولى للألفية، حيث استغل نفوذه ومنصبه في أجهزة المخابرات السورية للقيام بأنشطة غير قانونية. من ذلك، دوره في إفلاس بنك المدينة بعد أن استحوذ على قروض وصلت إلى 200 مليون دولار خلال ثلاث سنوات، والدور الذي قام به في التفجير الذي أودى بحياة رئيس الوزراء رفيق الحريري و15 آخرين في شباط/ فبراير 2005. وقالت الصحيفة الفرنسية بأن رستم غزالة وصل إلى مستشفى الشامي، وهو مستشفى خاص يقع قرب القصر الرئاسي في مرتفعات دمشق يقدم العلاج للنخبة السياسية والعسكرية وعائلة الأسد، في الخامس عشر من شباط/ فبراير 2015 وهو في حالة حرجة، ورغم الغموض الذي يلف أسباب دخوله المستشفى، فإن أنصار النظام السوري تداولوا فيما بينهم أخباراً متضاربة حول أسباب وصوله إلى هذه الحالة ومدى خطورتها. وقالت الصحيفة إن من تحدثوا عن وفاة الجنرال رستم غزالة يقولون إنه تعرض لأزمة قلبية مفاجئة، فيما يقول آخرون أنه أصيب بجروح قاتلة في أثناء قيادته لمعارك ضد الجيش الحر في منطقة درعا. لكن أفادت روايات أخرى بأنه قتل على يد عناصر "فيلق القدس′′ الإيراني الذي يقوده الجنرال قاسم سليماني، فيما قالت روايات اخرى بان الأسد اكتشف تورط ضباط علويين في مؤامرة للإطاحة به، مما دفعه لإصدار الأوامر بتصفية رستم غزالة. وأضاف التقرير أنه بالرغم من تضارب الروايات وغياب الإثباتات، فإن إمكانية صدور قرار من بشار الأسد بتصفية رستم غزالة تبقى واردة جداً بالنظر لحادثة وفاة ضابط آخر في دير الزور سنة 2013، نظر إليها وقتها باعتبارها بداية لسلسلة من عمليات الإخفاء المدروسة للمسؤولين الأمنيين السوريين الذين تورطوا في لبنان. ونقل تقرير الصحيفة عن رئيس حزب البعث اللبناني عاصم قانصو، الذي زار رستم غزالة في المستشفى، أن هذا الأخير أصيب في رجله وعينه بشظايا قذيفة في إحدى مواقع القتال في جنوبسوريا. ولاحظ التقرير أنه رغم كثرة الروايات وتضاربها، فإن هنالك شبه إجماع على أن من أصدر الأوامر بتصفية رستم غزالة هم زملاء له في الجيش، واضاف ان أبرز المشتبه بهم هو الجنرال جميل حسن، الرئيس الدموي للمخابرات الجوية، الذي يقال إنه أصدر الأوامر للطائرات بقصف محيط منزل رستم غزالة، بذريعة منع مقاتلي الجيش الحر من التقدم داخل بلدة قرفا، وجميل شحادة مدير المخابرات العسكرية الذي اتهم غزالة ببيع البنزين لمقاتلين معارضين للنظام في جنوب البلاد. في المقابل، أشار التقرير إلى أن غزالة كان قد أثار غضباً كبيراً في صفوف زملائه بسبب رفضه السماح لقوات من إيران وحزب الله بالتمركز داخل منزله في مرتفعات بلدة قرفا في محافظة درعا، حيث أرادت تلك القوات اتخاذه مركز عمليات ومستودعاً للمدفعية والمدرعات لصد تقدم المعارضة على محور دمشق – درعا. وبدلاً من ذلك، قام غزالة بتفجير منزله بالكامل وحرق مكوناته كافة، ونشر تسجيلاً للعملية على اليوتيوب، في حركة تحد واضح للأوامر الصادرة بالتعاون مع الإيرانيين وحزب الله. المصدر: رأي اليوم 22/3/2015م