طفل صيني ولد أعمي وعندما وصل لسن دخول المدرسة، وجد نفسه عاجزاً عن الدراسة، فجلس في البيت معزولاً عن الدنيا ونهاراتها ولياليها.. وذات يوم سأله أبوه أن كان يروقه البقاء في المنزل مثله مثل (متاع جامد)..الطفل "بكي" لحاله علي أثر سؤال الوالد..! لكن دموع الطفل لم تحرك "عطفاً" من الوالد تجاه ابنه بل العكس انفجر الأب "غضباً" وزجر الطفل وضربه وخاطبه قائلاً "لا لن تبقي في البيت.. لابد أن تذهب للمدرسة وتتعلم لأنك لن تجد في المستقبل من يطعمك أنت وأبنائك.. لابد لك من صنعة لتأكل منها خبزك". ذهب الطفل للمدرسة يتحسس طريقه بعصا وبعد مضي فترة من الدراسة أحضر له أبوه "آله بيانو" وطلب منه أن يتمرون عليها ليتعلم العزف الموسيقي. مضت الأيام والشهور والسنوات والطفل غارق في "ظلام العمى" لا يجد أمامه "ضوءاً" غير أنغام البيانو وبالفعل استطاع أن يري الدنيا والناس والنساء الجميلات من خلال "براعته" في العزف علي البيانو، فقد "ذاع صيته" وأضحي عازفاً مشهوراً يحني الأموال الكثيرة ويأكل رزقه في "رغد" من العيش. الطفل أو الرجل عازف البيانو "العالمي" وأبوه يمثلان ثمرة من "ثمار" الثورة الثقافية التي فجرها الزعيم الصيني ماوتسي تونغ وقد تركز ذلك الفعل الثقافي علي التربية الوطنية التي تجعل من الشعب "شعباً منتجاً" خلوقاً. كما نري اليوم فقد غدت الصين "دولة كبري" بالصناعة والزراعة.. وفي الصين كل الوقت للعمل والزمن محسوب "بالثانية" ومن لا يعمل لا يأكل. ماليزيا واندونيسيا وأثيوبيا واليابان نهضت بثورة الإنتاج والالتزام بجذب مداخيل أبنائها المهاجرين. في السودان تسجيل كراسة الخدمة العامة نماذج للقوي المنتجة.. التي تركت بصماتها في مختلف ميادين العمل. تاريخ مشروع الجزيرة يحكي روايات عن صناع مجدنا الزراعي في المشروع وكان "طه الجاك) المدير الزراعي للمشروع يصلي الصبح في الغيط ويقضي يومه متجولاً بين الحواشات وجداول الماء. وكان عثمان بليل ومجموعته في مشروع الرهد الزراعي والذين علي أكتافهم جاء نجاح الرهد في عصره الذهبي. محمد طاهر أيلا يكتب الآن "سطوراً رائعة" في سجل انجازات العمل العام. الرمز والقيادي علي عثمان محمد طه كان نموذجاً للقائد الذي أنعم الله عليه بميزة "التفكير الجيد" والصمت مع الاستماع الفاحص.. وبالفعل يظل يستحق لقب "عقل السياسة وسياسة العقل. الذين جمعهم العمل مع الشيخ إبراهيم السنوسي يمكنهم كتابة مجلد عن ميزاته "المهمة والنشاط والإصرار" التي يتصف بها الرجل. الشيخ الدكتور العلامة حسن الترابي "نموذج تاريخي" للعقل الذي "لا ينام" وللحيوية التي لا تعرف الاسترخاء. مصنع اسمنت الدامر "العكد" حقق نجاحات كبيرة في الإنتاج.. في زمن الحكم المايوي وكان يقف وراء ذلك النجاح مدير المصنع العميد بابكر.. لا أدري أين هو الآن، ولكن يومها أعطاه العاملون معه (شهادة فخمة" في التعامل والهمة والتفكير الجيد. الآن تضيع معظم أوقاتها في الجلوس مع بائعات الشاي وقد يكون من الممكن جداً أن نبني وطناً شامخاً متي ما كان الإنتاج "خبزنا" الذي لا نشبع منه. نقلا عن صحيفة الأهرام اليوم 4/2/2016م