اعجبني قول الدكتور عبيد المسئول في حزب المؤتمر الوطني في حفل الاستقبال الذي اقيم لقيادات حزب الامة القومي الكثر والكبار الذين رحلوا اليهم علي نحو شبه جماعي (ثمانمائة عنصرا قياديا من مستويات مختلفة). الاسبوع الماضي: احتفظوا باسرار حزبكم..! وذلك شئ جيد من حيث التقليد والممارسة السياسية ويشكر عليه الرجل بيد ان الارتحال علي صعيد القيادات والقواعد في احزابنا الوطنية التقليدية المعمرة يجعلنا نسأل: هذه الأحزاب ما دهاها..؟! قيادات ورموز مشهورة سبق لها ان ارتحلت من الحزب الاتحادي (الاصل). وبالامس القريب كان طلاق اخينا علي نايل السياسي المنافح والغيور (بالثلاثة) من حزب (الاتحادي الاصل) رغم احتفاظه بالانتماء للطائفة الختمية التي يرتدي الحزب ثوبها ويتوشح بعمامتها ويحمل زعيمها واهل بيته جل الاوراق في ذلك الحزب اسوة بالحزب الاخر – حزب الامة القومي وما يدعو للدهشة والاستغراب ان السيد علي نايل حرص علي اعلان ذلك الطلاق والفراق في بيان وزعه علي الصحف ونشرته وقد كانت جل تلك الصحف تحمل مقالاته المناصرة للحزب وقيادته الدينية في غياب تلك القيادة الطويل..! ان حزب المؤتمر الوطني الذي ارتحل اليه مؤخرا احد رموز حزب المؤتمر الشعبي – القيادي البارز الدكتور ابراهيم هباني – ربما كان يستحق الدعم والهجرة اليه والارتحال وهو الحزب الاكثر حضورا سياسيا وتنظيميا الا اننا نخشي الا تكون هناك احزاب بديلة في ظل الموات والسكون الذي تعاني منه الاحزاب المعارضة ومن بينها الحركة الشعبية لتحرير السودان التي بدأت تفقد بفقدانها (خريطة الطريق – ال Road map) التي سارت عليها منذ التأسيس والي رحيل المؤسس جون قرنق..! فالسؤال الذي نطرحه اليوم: هذه الاحزاب ما دهاها..؟ هو سؤال يتبادر لذهن كل من عني واهتم بالشأن السياسي في هذه المرحلة من تاريخ البلاد . ولعل الجواب ليس من الصعوبة بمكان لدي من قلب النظر في تقارير الحالة الصحية والادارية وربما المالية والزعامية لهذه الاحزاب الكل يعترف بان ذلك كله ليس علي ما يرام بل ينذر بالرحيل المبكر الذي بدأت علاماته في الظهور – والله المستعان. نقلا عن صحيفة اخبار اليوم السودانية 27/6/2010م