قال عضو المكتب التنفيذي لحركة العدل والمساواة الدارفورية المتمردة التي يتزعمها د. خليل إبراهيم، والمسئول عن الشئون الإنسانية فيها سليمان جاموس أن حركته تسعي للوصول إلى سلام بشان أزمة دارفور لإنهاء معاناة أهلهم في الإقليم وإعادتهم من المخيمات إلى مدنهم وقراهم، ووجه جاموس من مقر أقامته في مدينة جنيف السويسرية رسالة إلى الخرطوم طالباً منها العمل على حل مشكلة دارفور قبل إجراء الاستفتاء على تقري مصير الجنوب!! حدث هذا في الأسبوع الماضي وبعد ما فشلت آخر محاولات حركة د. خليل في أحداث أي فرقعة إعلامية عبر قيادتها لمعارك عسكرية لم تعد تملك القوة اللازمة للقيام بها. والواقع ان هذه المناشدة التي تبدو في ظاهرها ناعمة من جانب حركة اتسمت بالشراسة والطابع الإرهابي وظلت ترفض التفاوض منذ سنوات بدون مبررات مقنعة حتى لها هي دعك من الآخرين هي بالفعل رسالة غريبة غاية الغرابة فكلنا يعلم أن مفاوضات الدوحة التي كانت الحركة قد بدأتها قبل أشهر حين تم توقيع الاتفاق الإطاري في 23 فبراير 2010م قد انفضت قبل أيام دون أن تشارك فيها حركة خليل، وكلنا يعلم أن الأسباب التي حدت بخليل الاستعصام بطرابلس (كملجأ اضطراري) له بعد ما انسدت في وجهه الملاذات الأخرى الآمنة ورفضه الانضمام إلى المفاوضات أسباب لا تزال مجهولة ولكن من المؤكد أنها مرتبطة على نحو ما بوزنه السياسي والعسكري الذي بلغ الحضيض بشكل غير مسبوق بحيث أصبح الرجل يستجدي تمكينه من العودة إلى دارفور عبر طريق آمن دون جدوي! أن مناشدة حركة خليل هي في الواقع بصدق وصفها بأنها مناشدة حركة متمردة لنفسها وليست مناشدة حركة لحكومة. فالحكومة السودانية – اتفقنا أو اختلفنا حولها – لم ترفض مطلقاً في أي يوم من الأيام الجلوس مع أي حركة متمردة حتى أن د. خليل أصابته (غيرة سياسية) جراء قبول الحكومة التحاور مع أس حملة سلاح بغرض التوصل إلى سلام استراتيجي دائم في دارفور فيا تري ما الذي استجد في موقف الحكومة السودانية وحال بين خليل والحضور للتفاوض، حتى ترسل حركته هذه الرسالة المفتوحة والمناشدة الحارة للجلوس للتفاوض؟ أنها دون شك حقائق الواقع على الأرض من فشل عسكري، وتراجع في وزن وتطور من الجهة الأخرى في عملية الاستقرار والأمن في الإقليم، كما يلاحظ أن مناشدة الحركة اقترنت بالاستفتاء المزمع إجراؤه في الجنوب السوداني ومن الواضح أن الحركة تتخوف – وبشدة – من أن يجتذب الجنوب السوداني اهتمام العالم وتدخل أزمة دارفور أضابير النسيان في ظل اتساع ظلال الأمن ولاستقرار وتلاشي التحركات العسكرية. في الواقع حركة خليل تتعامل بفصام شخصية سياسية حاد هذه الأيام وذهنها مضطرب سياسياً وعسكرياً وهذا أمر طبيعي لحركة كل شغلها الشاغل الضرب والهرب بلا رؤية ولا إستراتيجية ولا جدية للحل المستدام!!