طالعت مثل غيري من المهتمين لقضايا التغيير السودانية ، وصدمت كثيرا بالخلاف الذي نشب بين مكونات الجبهة الثورية في اختيار دكتور جبريل ابراهيم لقيادة الجبهة الثورية خلفا لمالك عقار اير ، البيان الاول صدر من امانة الاعلام للجبهة به توقيع التوم هجو ، وصدر بيان اخر وتلاه بيان ينفي الوصول الي اتفاق حول اختيار جبريل ابراهيم محمد ، بيان مبروك اردول الناطق باسم وفد تفاوض الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال ، الذي اغضب الاعضاء في الجبهة الثورية ، ومن ضمنهم حركتي التحرير بقيادة عبدالواحد محمد نور ومني اركو مناوي ، واعتبره الكثيرون بيان يعبر فقط عن راي الحركة الشعبية ، واردول نفسه ليس معنيا بالحديث عن الجبهة الثورية في شيء ، وهذا التضارب لحقه بيان اخر من مالك عقار اير الذي قال فيه ان تفاجا كغيره بما تداولته المواقع الاسفيرية والاعلامية حول الاتفاق علي اختيار حبريل ابراهيم . ما يدعو الي الاستغراب في نفس الوقت ان بيان مبارك اردول الناطق باسم وفد التفاوض للحركة الشعبية يتهم في بيان جهات باختطاف الجبهة الثورية كما اختطف السودان علي مدي عقدين ونصف ، ولم يسمي هذه الجهات التي تخطط للاختطاف ، الا اذا كان الاختطاف الذي يقصده مبارك اردول ، ان مكونات الجبهة الثورية الاخري التي من ضمنها حركات دارفور الثلاثة واخري من تنظيمات غير حاملة للسلاح ، وحديث اردول عن الاختطاف هي تهمة يلقيها علي عواهنه ، هي تهمد لافتراق الرفاق عن التحالف الذي كون عام 2011 ، اتفق علي اساسه تداول قيادة الجبهة الثورية في ما بينها ، وليست احتكارا علي طرف دون الاخطر ، ان الحديث الاستهلاكي عن الديمقراطية والتغيير والسودان ما اسهل الحديث به ، لكن عندما تاتي ساعة تنفيذه يتساقط الكثيرون من عربة الديمقراطية وبهذا تنكشف عورة الذي يدعي الديمقراطية ، ماهو الا ديكتاتوري يتستر بثيابها ، الحلم الكبير بات كابوسا في اول امتحان لها علي بوابة الجبهة الثورية ، القلة التي اختطفت مشروع السودان الجديد هي الان في اتجاه تكفينه ودفنه عما قريب . من المطنقي اذا كان هناك خلاف حول اختيار من يقود الجبهة الثورية بعد اتفاق جزء من مكوناتها ان يصدر البيان من القيادة نفسها الا ان صدور بيانين باسم اردول وهو معروف لمن ينتمي واخر بتوقيع مالم عقار ، هناك تكمن العلة الموضوعية ، ويبدو ان هناك من احتكر صكوك صكوك الثورة لنفسه فقط مع العلم ان الحديث المتكرر يجب ان تتحد صفوف المعارضة لاسقاط المؤتمر الوطني الذي بسببه تزداد الكوراث يوما بعد يوم ، وهناك من يكرر الكلام بعنجهية مقيتة ان حركات دارفور ليست متفقة فيما بينها ، الان اتفقت علي اختيار جبريل ابراهيم محمد الجبهة فما هو السبب لصفع الديمقراطية المكرورة الحديث . فالمبدا الان الذي يمكن توقعه ، لا نريد له ان سيتفحل ، الا لم تكن القيادة من نصيب من رفضوا قيادة جبريل ابراهيم فلتنشق الجبهة الثورية ، وتعود كل حركة مسلحة ثورية من حيث اتت ، فالواقع الراهن يمهد لذلك ، رغم الكثيرون يريدون الهروب الي الخلف ، ان هذه خلافات يسهل احتواءها ، فاللعب علي حبال الديمقراطية وامل التغيير هو ابغض الحديث عن الديمقراطية المستهلكة اعلاميا ، ولا رجاء منها ، فالنظام الان في احسن حالاته الصحية سيقول انظروا ، ان مكونات الجبهة الثورية متفقة علي اختيار قيادة لها ، وما يستند عليه البيانات الصادرة مسبقا ، سيعلب علي هذا ويكسب التعاطف المزيد المزيف الذي يسعي اليه . حالات التضارب دليل علي احتكار النضال ، وهذا لن يرضي به اي تنظيم ولو لم يكن حاملا للسلاح ، فما بالك بمن اتفقوا علي حمل السلاح ، ويعتبرون متساوين في تداول القيادة ، ولا افضلية لفصيل علي اخر ، والحديث عن الافضلية ما وضح في بياني مبارك اردول ومالك عقار ..يتوقع كثيرون قرارات قد حدا للتحالف الثوري المسلح ، واتمني ان لا تنسف الوحدة الثورية ، الا في حال استمرار التعنت .