طالب زعيم المعارضة الرئيسية في جنوب السودان، رياك مشار المجتمع الدولي بإقرار "عملية سياسية جديدة" تنهي الأزمة المستفحلة في البلد الوليد، وشكك في حياد المبادرة التي تقودها منظمة (ايقاد) قائلا إنها تنحاز بشكل واضح الى الرئيس سلفا كير ميارديت. مشار يتهيأ للحديث في مؤتمر صحفي بأديس خلال محادثات السلام 17 أغسطس 2015 (رويترز) وقال مشار في خطاب بعثه الى الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرس الأربعاء تحصلت عليه (سودان تربيون) إن حركته ماتزال تؤمن بأن اتفاق السلام يمكن ان يقدم الإطار لاستعادة السلام في جنوب السودان بعد اخضاعه إلى المراجعة. ودعا زعيم التمرد إلى "عملية سياسية جديدة" حتى تتمكن الأطراف من الجلوس للتفاوض وإنهاء الحرب التي تنزلق فيها البلاد. وأضاف " النظام في جوبا أظهر بوضوح عدم التزامه بإحياء اتفاق السلام عبر مراجعتها وبدلا من ذلك أعلن تدشين حوار وطني يهدف إلى تشديد تركيز المجتمع الدولي. كما أن منظمة الإيقاد أنشأت في يونيو منتدى رفيع المستوى لإحياء اتفاقية السلام ومع ذلك أعلن وزراء دول الإيقاد أن المنتدى لا يهدف إلى إعادة التفاوض ولم تقدم دعوة المعارضة عقب اجتماعهم في جوبا بتاريخ 23 يوليو 2017". وشدد مشار على أن حركته لا تعترف بقيادة (الإيقاد) لعملية السلام في البلاد ، "بما أنها أصبحت تدعم موقف جوبا بصورة علنية". وطالب الاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة ودول الترويكا إعادة النظر في دعمهم الإيقاد بشأن قيادة عملية السلام في جنوب السودان. وزاد " الحركة الشعبية- فصيل مشار تدعم بشدة الوثيقة التى أعدتها دول الترويكا والاتحاد الأوروبي بشأن عملية جنوب السودان والتي تهدف إلى اتباع عملية سياسية جديدة لانهاء الحرب وانعاش اتفاق السلام.. هدفنا هو إنهاء النزاع كأولوية وخلق بيئة ضرورية للتنفيذ الكامل للاتفاق ". وأضاف الخطاب " نعتقد كذلك أن تقرير الاتحاد الأفريقي بشأن أزمة جنوب السودان يمكن ان يقدم الأساس للعدالة والمحاسبة وإنهاء الإفلات من العقاب ". ووجه زعيم المعارضة الرئسية في جنوب السودان انتقادات الى مسلك الرئيس سلفاكير في التعامل معه ، وأشار الى ان طرده من جوبا شجع الرئيس ونظامه "ليس فقط لإجهاض اتفاق السلام بل إهانة وعدم احترام التزاماتهما الدولة". ولفت إلى أن كير أبدى رفضه منذ البداية التوقيع على اتفاق السلام في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في 17 أغسطس 2017 وأنه وقع على الاتفاقية في جوبا تحت الضغوط الدولية وأعد قائمة بتحفطاته على الاتفاق . وأوضح مشار ان نظام جوبا استمر في خرق الاتفاق عبر إنشاء 28 ولاية وعدم احترام وقف إطلاق النار وانتهاك الترتيبات الأمنية المؤقتة. وزاد " هذه الانتهاكات أدت إلى الوضع الحالي. أن الحرب الآن تنتشر في كل البلاد. وتقول الأممالمتحدة أن أكثر من 2.4 مليون من شعب جنوب السودان لاجئون في الدول المجاورة مثل أوغندا والسودان وإثيوبيا وكينيا وجمهورية أفريقيا الوسطي مع وجود أكثر من مليوني نازح وأن أكثر من 250.000 تحت حماية الأممالمتحدة في العاصمة جوبا والمدن الرئيسية الأخرى ". وأوضح زعيم التمرد ان انتهاكات حقوق الإنسان بلغت مستوى من الإبادة الجماعية غير مسبوق، منوها الى ان نظام جوبا ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية إضافة إلى اغتيال عمال الإغاثة والصحفيين . طالب مشار في خطابه بعقد منتدى إنساني عاجل بمشاركة جميع الأطراف ذات الصلة لتسهيل انسياب العمل الانساني للمتضررين .