الخرطوم 9 يونيو 2018 قال رئيس الحركة الوطنية بجنوب السودان كاستيلو قرنق إن المبادرات التي تعول على أن اللقاء والاتفاق بين الرئيس سلفا كير وزعيم حركة التمرد الرئيسية ريك مشار سيجلب السلام قائمة على "فكرة خاطئة". رئيس الحركة الوطنية بجنوب السودان كاستيلو قرنق ورأى قرنق في تصريحات صحفية أن دمار جنوب السودان يعود إلى خلاف داخل الحركة الشعبية، والخلافات الجذرية بين شعب الجنوب وقيادات الحركة. وأكد أن معظم المبادرات الأخيرة ابتداءً من مبادرة أوغندا لتوحيد الحركة الشعبية الى مبادرة رئيس الوزراء الكيني السابق رايلا أودينغا ذهابا إلى لقاء موريتانيا قائمة على الفكرة الخاطئة التي تدعي بأن هناك خلافا شخصيا بين كير ونائبه السابق مشار. وأوضح أن هذه الفكرة الخاطئة من جذورها تقوم على أنه إذا ما اتفق الأثنين ستكون عودة السلام إلى جنوب السودان "اتومتيكيا". وينتظر أن يلتقي سلفا كير ومشار في نواكشوط خلال يونيو الحالي، وقبلها سيلتقيان بالخرطوم في لقاء تشاوري بمبادرة من الرئيس عمر البشير. وشدد كاستيلو قرنق أن المشكلة إذا كانت في خلاف شخصي بين الرجلين لما ظلت قبيلة النوير تحتمي بمعسكرات الأممالمتحدة في جوبا حتى الآن وترفض العودة للحياة الطبيعية. وتابع "مبادرة الإيقاد والمبادرات الأخرى تعيدنا إلى المربع الأول، ألا وهو تصوير أن القوى السياسية في جنوب السودان تتكون بنسبة 85% من الحركة الشعبية.. تقسيم السلطة في المبادرة المقترحة تعطي أجنحة الحركة مجتمعة 85% وهذا يدل على أنه إذا توحدت قوى الحركة بعد العودة إلى جوبا ستهيمن على السياسة في الجنوب بهذه النسبة وإذا عادت إلى سياساتها القديمة فهذا سيكون مدخلا للخلافات والحروبات". وأكد أن الحركة الشعبية لا تمثل 85% من القوى السياسية في جنوب السودان وعليه يتوقع أن لا تمول الدول الغربية ولا تساند رؤية الإيقاد ومشروع السلام القادم بجنوب السودان. وقال "إذا ابتعدت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي وكل منظمات ذات القوة المالية في الغرب عن الوقوف مع الاتفاقية فستفشل حتما". وأفاد قرنق أنه وفقا لمراقبته فإن أطرافا ترى أن الوصول إلى مصالحة بين كير ومشار ستجبر بقية قوى المعارضة على الرضوخ إلى الأمر الوقع، فضلا عن أن المانحين الغربيين ستكون مجبرة على تمويل الاتفاقية. وأشار إلى أس المشكلة في دولة جنوب السودان هي كيف تحكم، قائلا "على الذين يتوسطون أن يسألوا الدول الغربية ومنظماتها عن شكل السلام الذي سيكون مقبولا لهم وإلا سيكون البديل أن تتحمل الدول الأفريقية الوسيطة تكاليف السلام". وأضاف أن "الخطوات التالية ستكون على طريقة أنه لا حاجة للمعارضة للوصول إلى السلام لأنها تعقد الحل وتأتي بأطروحات مرفوضة من بعض دول المنطقة التي لديها مصالح بجنوب السودان ومقبولة للشعب الذي لم يعد رأيه مهما للوسطاء". ورأى أنه كان من الأجدر أن تبداء المحادثات الأخيرة بين سلفا كير وريك مشار وحدهما ثم بعد وصولهم إلى إحياء اتفاقية السلام أغسطس 2015، يحضران للحوار مع بقية قوى المعارضة التي رفض بعضا منها الاتفاقية ويراد إدخالها عبر النافذة من دون أن يقال لها أنها مجرد زينة فقط". وأبان أن المقترحات الحالية للوساطة كتبت من قبل أفراد في الإيقاد ولم تستمع إلى صوت المعارضة. وزاد "قيادات غربية من دول مختلفة أوضحت لي أنها قد فهمت ما هو المقصود من هذا المحادثات". وقال إن "الاتفاقية اتفق عليها مسبقا قبل بداية جولة المحادثات الماضية وما نفعله الآن هو تسهيل الإخراج".