تعودت بعد كثرة الصحف أن اتصفحها في مكتبي بالصحيفة وانتقي بعض المقالات لقراءتها صباح اليوم التالي، وهذا ما حدث يوم الثلاثاء الماضي مع مقال (غرباً باتجاه الشرق) لكاتبه مصطفى عبدالعزيز البطل الذي يكتب اسبوعيا في الزميلة (الأحداث) وهو من القلائل الذين أحرص على متابعة ما يكتبون وسبق أن صوبته عبر البريد الالكتروني في معلومة نشرها . هذه المرة المعلومة تتعلق بشخصي وبها إفادات مضللة لا أدري من أين جاء بها رغم أن القائمة التى أوردها في مقاله صدرت بالفعل ونشرت في الداخل والخارج وقد تصديت لها كتابة وليس شفاهة في ذات أيام صدورها تحت العنوان الذي اخترته لهذا المقال الذي رأيت أن ينشر في ذات المكان الذي يكتب فيه البطل . القائمة التى أشار اليها البطل تتضمن أسماء بعض الصحفيين (من فلول المتعاونين مع جهاز الأمن المايوي) والتنصيص من مقال البطل الذي أشار الى اسمين فقط من القائمة هما أحمد البلال الطيب وشخصي، وقال إن القائمة اعطت أحمد البلال رتبة عقيد واعطتني رتبة مقدم، رغم انه تكرم ودافع عنا قائلا (المعروف أن المدنيين المتعاونين مع جهاز الأمن لايأخذون رتبا) الا انه عاد وحكى حكاية لا ادري من أي المصادر استقاها رغم أن ما كتبته في جريدة (الصحافة) آنذاك موجود وموثق . صحيح انني غضبت غضبا شديدا وثرت ثورة مضرية على حد تعبيره لكن من حيث المبدأ وليس كما اورد بأنني احتججت على الرتبة التى منحت للاخ والصديق أحمد البلال وهي رتبة العميد فيما منحت لي رتبة المقدم، وللعلم فإن معرفتي بالرتب العسكرية حتى وقت قريب ضعيفة وحتى الآن اخلط بين رتبتي العميد والعقيد، ولا أدري حتى الآن موقع المقدم من الرتب العسكرية، رغم انني عملت باحثا اجتماعيا بمصلحة السجون ولكنني كنت مدنيا حتى انتقلت إلى عالم الصحافة الذي استغرقني تماما وما زلت بحمد الله وتوفيقه افتخر بالانتماء اليه رغم المياه الكثيرة التى جرت تحت جسر الصحافة . النقطة الثانية المهمة التى أود توضيحها هي انني طوال حياتي المهنية لم اقارن بين شخصي وأي شخص آخر في مجال التفاضل وهذا لم يحدث بالطبع بالنسبة للأخ والصديق أحمد البلال الطيب الذي نجح في بلاط صاحبة الجلال بجهده وعرقه ومثابرته حتى وصل الى ما وصل اليه الآن، واتحدى كل شهود تلك الفترة أنني كتبت أو حتى قلت الكلام الذي اورده البطل . إنني لا اشك في حسن نوايا البطل ولكن ما كتبه يلقي بظلال سالبة على تاريخي المهني الذي اعتز به، لذلك حرصت على الرد وادعوا الأخوة الأحياء من الصحفيين وغيرهم ممن عاصروا تلك الفترة أن يكتبوا مصححين، خاصة الأخوة فضل الله محمد وأحمد البلال الطيب ومحي الدين تيتاوي وعثمان سنادة وعثمان النمر ومحمد عبدالسيد وكذلك اللواء الهادي بشرى الذي جاءنا من المجلس العسكري الانتقالي بكامل بزته العسكرية ليراقب أداء (الصحافة) بعد أن ظهرت كتابات اعتبرها المجلس العسكري الانتقالي منفلتة ابان الحملة الشرسة على جهاز الأمن بعد أن تم حله عقب الانتفاضة . أرجوا أن لا يبخل علينا كل من لديه معلومات تصحح ما أوردته أو ما أورده البطل للحقيقة والتاريخ لأن ما يكتب يرسخ في الذاكرة ويهمنا أن يتزود الشباب من الجيل الحالي والأجيال القادمة بالحقائق مجردة لأنها تعينهم على تقييم المواقف في الحاضر وفي مستقبل أيامهم