في الجزيرة نزرع أسفنا    جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث الغارات الإسرائيلية على الدوحة    منتخبنا الوطني يضيع النقاط والصدارة .. والحلم !    اعتقال إعلامي في السودان    السودان..تصريحات قويّة ل"العطا"    نوتنغهام يقيل المدرب الذي أعاده للواجهة    الصقور خلصت الحكاية… والهلال اليوم تبدأ الرواية    شاهد بالفيديو.. حسناء الإعلام السوداني تستعرض جمالها بإرتداء الثوب أمام الجميع وترد على المعلقين: (شكرا لكل من مروا من هنا كالنسمة في عز الصيف اما ناس الغيرة و الروح الشريرة اتخارجوا من هنا)    أعلنت إحياء حفل لها بالمجان.. الفنانة ميادة قمر الدين ترد الجميل والوفاء لصديقتها بالمدرسة كانت تقسم معها "سندوتش الفطور" عندما كانت الحياة غير ميسرة لها    شاهد بالصور.. مودل وعارضة أزياء سودانية حسناء تشعل مواقع التواصل بإطلالة مثيرة من "العين السخنة"    شاهد بالصور.. القوات المسلحة تتمدد والمليشيا تتقهقر.. خريطة تظهر سيطرة الجيش والقوات المساندة له على ربوع أرض الوطن والدعم السريع يتمركز في رقعة صغيرة بدارفور    شاهد بالصور والفيديو.. شاب سوداني يشعل مواقع التواصل الاجتماعي ببلاده بزواجه من حسناء تونسية وساخرون: (لقد فعلها وخان بنات وطنه)    شاهد بالصور.. القوات المسلحة تتمدد والمليشيا تتقهقر.. خريطة تظهر سيطرة الجيش والقوات المساندة له على ربوع أرض الوطن والدعم السريع يتمركز في رقعة صغيرة بدارفور    شاهد بالصور والفيديو.. شاب سوداني يشعل مواقع التواصل الاجتماعي ببلاده بزواجه من حسناء تونسية وساخرون: (لقد فعلها وخان بنات وطنه)    شاهد بالفيديو.. أطربت جمهور الزعيم.. السلطانة هدى عربي تغني للمريخ وتتغزل في موسيقار خط وسطه (يا يمة شوفوا حالي مريخابي سر بالي)    شاهد بالصورة.. محترف الهلال يعود لمعسكر فريقه ويعتذر لجماهير النادي: (لم يكن لدي أي نية لإيذاء المشجعين وأدرك أيضا أن بعض سلوكي لم يكن الأنسب)    أمير قطر لترامب: سنتخذ الإجراءات كافة لحماية أمننا وسيادة بلادنا    "تأسيس" تهنئ إثيوبيا بإفتتاح سد النهضة    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    والي الخرطوم يدين الاستهداف المتكرر للمليشيا على المرافق الخدمية مما يفاقم من معآناة المواطن    بث مباشر لمباراة السودان وتوغو في تصفيات كأس العالم    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    هذا الهجوم خرق كل قواعد الإلتزامات السياسية لقطر مع دولة الكيان الصهيوني    إيران: هجوم إسرائيل على قيادات حماس في قطر "خطير" وانتهاك للقانون الدولي    نجاة وفد الحركة بالدوحة من محاولة اغتيال إسرائيلية    سلاح الجو السوداني يشن غارات مكثفة على مواقع ميليشيا الدعم السريع في محيط بارا    دموع رئيس وزراء إثيوبيا تسيل مع جريان المياه من سد النهضة    ديب ميتالز .. الجارحى ليس شريكا    شعب منكوب محاط بالغزاة والطامعين ومغتصبي الأرض والنساء والمعادن    "فيلم ثقافي".. هل تعمد صلاح استفزاز بوركينا فاسو؟    «لا يُجيدون الفصحى».. ممثل سوري شهير يسخر من الفنانين المصريين: «عندهم مشكلة حقيقية» (فيديو)    التدابير الحتمية لاستعادة التعافي الاقتصادي    ضبط (91) كيلو ذهب وعملات أجنبية في عملية نوعية بولاية نهر النيل    الهلال والأهلي مدني يتعادلان في سيكافا    تمويل مرتقب من صندوق الإيفاد لصغار المنتجين    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    مواعيد خسوف القمر المرتقب بالدول العربية    وزارة المعادن تنفي توقيع أي اتفاقية استثمارية مع شركة ديب ميتالز    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تفاصيل جديدة حول جريمة الحتانة.. رصاص الكلاشنكوف ينهي حياة مسافر إلى بورتسودان    قوات الطوف المشترك محلية الخرطوم تداهم بور الجريمة بدوائر الاختصاص وتزيل المساكن العشوائية    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    من صدمات يوم القيامة    "وجيدة".. حين يتحول الغناء إلى لوحة تشكيلية    فعاليات «مسرح البنات» في كمبالا حنين إلى الوطن ودعوة إلى السلام    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    حادث مأسوي بالإسكندرية.. غرق 6 فتيات وانقاذ 24 أخريات في شاطئ أبو تلات    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    الصحة: وفاة 3 أطفال بمستشفى البان جديد بعد تلقيهم جرعة تطعيم    أخطاء شائعة عند شرب الشاي قد تضر بصحتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ابوبكر القاضى : حق تقرير المصير ( الثقافى ) لشعوب السودان
نشر في سودانيات يوم 18 - 09 - 2013


jem
هذا العنوان ( حق تقرير المصير الثقافى لشعوب السودان) كان موضوع ندوة منبر الهامش السودانى بالولايات المتحدة الامركية و كندا الذى ترأسه الاستاذة تراجى مصطفى ،،، عنوان الندوة من ( ابوبكر القاضى بوصفه المتحدث الرئيسي ) ، الندوة كانت بتاريخ 15 سبتمبر 2013 الساعة الثانية ظهرا بتوقيت شرق امريكا ،، السابعة مساءا بتوقيت بريطانيا الصيفي ،، كانت الندوة على التواصل عبر ( الكونفرانس كول) ،، لذلك كان الحضور والمشاركة من امريكا وكندا وبريطانيا .
كنت سعيدا جداً بالنقاش المميز نوعيا ،، وقد سرنى ان وجدت المادة قبولا لدى المستمعين بدليل أنهم صبروا مدة 4 ساعات ،، وبدليل أنهم طالبوا بمواصلة الحوار فى الموضوع فى ندوة أخرى اخطرتنى ادارة منبر الهامش انها ستكون يوم 29 سبتمبر 2013 ،، ولتعميم الفائدة ،، رأيت ،، بعد التنسيق مع الاستاذة تراجى نشر فحوى الندوة ،، وذلك من خلال أوراق مسودة الندوة وأوراق تسجيل نقاط المناقشين ... فإلى مادة الندوة :
(مساء الخير ،، والنور ،، والسلام ،، والحب ،، والجمال
وأنا أخاطب منبر الهامش الثقافى ،، أقول لدينا مسلمات هى :
وجود مركز
وهامش
بمعنى لدينا كيانان كبيران ،، المركز ،، و له ثقافة ،، و مشروع ،، و أيدلوجية ،، مشروع المركز هو الاسلام و اللغة العربية ،، المركز ليس متدينا ،، بصفة عامة ، ولكن النخبة النيلية تستخدم الاسلام والعروبة كأدوات لاقصاء أهل الهامش من السلطة والثروة . ملاحظة يتضمن المركز تناقضات ثانوية ،، ولكن فى النهاية لديه مشروع واحد ،، حتى اليساري عندما يتجاوز الستين يتحول بشكل او بآخر الى اسلامى.
بمقابل المركز لدينا الهامش العريض الذى يأخذ شكل حرف آليو ،، الذى يلتف حول مثلث حمدى
و الهامش ليس متجانسا مثل المركز ،، فهو يتكون من شعوب جنوب السودان سابقا ،، الجنوب الجديد ،، شعوب جبال النوبة والانقسنا ،، والبجا ،، ودار فور ... الخ باختصار تنوع الهامش اثنى ،، ولغوى ،، دينى ... الخ
علاقة المركز بالهامش هى علاقة استعمار ،، وسيد ومسود :
استعمار السودان كان ثنائيا :
انجليزي
مصرى
الاستعمار الانجليزي ليس كالفرنسى ،، اثره الثقافى كان بسيطا لذلك سوف اتجاوزه لمرحلة النقاش
الاستعمار الثقافى الحقيقى هو الاستعمال المصري ،، باختصار السودان كوطن وجغرافيا وحدود ،،هو صناعة مصرية ،، والشخصية السودانية هى نتاج للمناهج الدراسية المصرية وجامعة القاهرة الفرع ،،واذاعة ركن السودان ،، والمسلسلات المصرية .. الخ والوان الطيف السياسى الذى يحكم فى الخرطوم متهم بانه مثل جامعة القاهرة الفرع ،، وارد مصر ،،فالحزب الشيوعي جاء من مصر ،، الإخوان المسلمون جاءوا من مصر ،، والميرغنى مصرى اكثر من المصرىين،، والمهدي من الكنوز ،، مصرى ،، صحيح السيد عبدالرحمن لانه أمة الأميرة مقبولة دارفورية ً، لها عرق دينكاوى كما اعترف بذلك الإمام الصادق لدكتور فرانسيس دينق،، كان لديه وعى بهوية إفريقية
الفكرة الوحيدة التى لم تأت من مصر هى الفكرة الجمهورية ،، ولكن مشروع الفكرة الجمهورية لا يختلف عن مشروع الإخوان المسلمين وأنصار السنة ،، لانه شرط العضوية لدى الإخوان الجمهوريين هو الالتزام بطريق محمد ،، والفكرة هى الرسالة الثانية ( من الاسلام) .
ما نريد ان نقوله فى هذه الندوة ،، ونقدم عليه الدليل هو ان ( الهامش مستعمر ثقافيا من المركز المصنوع شكلا ومضمونا بالعقلية المصرية الها ربة من نفسها ،، الكارهة لذاتها الزنجية الافريقية )
ماذا نعنى بتقرير المصير الثقافى؟؟
نعنى بذلك الخروج من الروية التى تقول ( الاسلام هو الحل ) لمشاكل السودان ،، بمعنى ( اذا اعتنق الشعب السودانى كله دين الاسلام وتحدث الربية سوف تنتهي مشاكل السودان فى الجنوب القديم و الجنوب الجديد، وفى دارفور والشرق)
اذا اردنا ان نكون شجعان ،، ونسمى الأشياء بمسمياتها ،، نقول لدينا (استعمار) ثقافى من النخبة النيلية لشعوب ،، ويتمثل ذلك فى الاتى :
1) فرض الاسلام والعروبة بقوة الدولة ،، وأقول ان الجيش الذى يدار من القيادة العامة فى الخرطوم منذ 1/1 /1956 هو جيش استعماري ،، وليس وطنى ،، مهمته إخضاع الهامش بالقوة لمشروع الأسلمة والتعريب. جيش المركز ،، وأمنه ،، وشرطته ،، وضباط السجون الذين يعذبون ابناء المهمش،، وكل هذه المؤسسات العسكرية هى موءسسات استعمارية لخدمة ثقافة و مشروع المركز ،، وحتى لا ننخدع ،، فان هذا المشروع ليس ملكا للإخوان المسلمين ،، مقسمين او موحدين ،، وانما هو ملك للنخبة النيلية كلها ،، ويمكن غير الاسلاميين اكثر تشددا من الإخوان المسلمين ،، فقد كان نظام عبود اكثر تشددا فى فرض اللغة العربية على الجنوبيين ومواجهة الكنيسة فى السودان صعودا حتى روما ،، وكذلك النميرى لم يكن أخو مسلم ،، وشاهدنا ان المشكلة لا تتوقف عند الاخونجية والنميرى ،، فقد سقط نظام النميرى ولم يسقط او يلغى ( مشروع النميرى بعد الانتفاضة) ،، تم حل جهاز امن الدولة ،، ولم تلغ قوانين سبتمبر. وللإنصاف نسجل للميرغنى موافقته على ( تجميد قوانين سبتمبر وذلك ضمن اتفاق الميرغنى غرنق الشهير فى عام 1988.
2) الشيء الخطير فى مشروع النخبة النيلية الاستعماري هو ممارسة سياسة ( فرق تسد) ،، و ذلك باستخدام المهمشين ضد بعضهم البعض ،، برؤية قصيرة ،، بغرض خدمة أغراض تكتيكية ،، يتم تمزيق النسيج الاجتماعي السودانى الذى بناه الشعب بالتسامح عبر تراكم طويل ،، كما جرى فى منطقة أبيي بين المسيرية ودينها نقوق ،، وبين النوبة والعرب البقارة فى جنوب كردفان ،، وكما جرى فى دارفور حين سلحت الحكومة الجنجويد ضد قبائل الزرقة.
++ مرتكزات حق تقرير المصير الثقافى
1) الاعتراف بتنوع شعوب السودان
2) اعتماد مرجعية جديدة ( غير الاسلام ) تساوى بين جميع شعوب السودان هى( المواطنة )
3) بعث وتجديد مشروع الزنوجة .
لن أتوقف كثيرا عند مسالة الاعتراف ،، يكفى ان أقول ان تلفزيون السودان القومى لم يكن كقاعدة عامة يعترف بالثقافة الافريقية لأهل الهامش ،، فعندما تسمع حقيبة الفن ( المبارك ابراهيم) ،، او ربوع السودان ،، فان الأغاني لا تخرج عن دائرة ( مثلث حمدى) ،، ومنظر الفنان الجنوبي ( دينق) بالطنبور يدعو الى الاشمئزاز ،، لانه متيس ،، ومستلب ،، كان ممكن يكون هذا العمل رائعا لو انه غنى اولا بثقافته وتراثه ،، ثم يغنى بالعربى بالطنبور غناء ألشايقية ،، لانه فى هذه الحالة يبكون الاعتراف متبادلا .
تعميق مرجعية المواطنة :
+ ( مرجعية المواطنة كأساس للحقوق) ،، وحقوق الانسان ( كما هى) كمرجعية ،، وحقوق المراة ،، كل هذه الأمور مضمنة فى دستور نيفاشا 2005 ،، ولكنها ( شيكات طايرة) لا تنصرف فى ارض الواقع ،، التمييز ضد المراة موجود داخل الموءتمر الوطنى ،، حيث تمثيل المراة ضعيف جداً ،، فى المكتب السياسى،، و شاهدنا ان دستور نيفاشا فيما عنى مرجعية المواطنة لم يطبق فى الأرض الا فى الجنوب،، و ظل الجنوبيون فى الخرطوم يحكمون بمرجعية الدين الاسلامى ،، تحت قوانين النظام العام التى تجلد الفتاة ( لبنة) لمجرد لبس المنطلون ،، وقد رفض حزب الموءتمر الوطنى فى نيفاشا استثناء العاصمة القومية من تطبيق مشروع الانقاذ .
تجديد مشروع الزنوجة
المشروع الاسلامو/عروبى بيقابله : (وطنى) هو ( السودانوية) ،، او ان شئت ( السودان الجديد) او (تجديد الزنوجة) ،، لا مشاحة فى التسمية ،، والعلاقة بين المشروعين هى علاقة توازى وتعايش ومحبة ،، و محرمة ،، انها علاقة ابوجنوك فى جنوب كردفان ،، وليست علاقة نفى وتصادم وإلغاء وأنا شخصيا افضل تسمية ( تجديد مشروع الزنوجة) وذلك لأسباب عديدة اذكر منها الاتى :
1) (الزنوجة ) هو مشروع عالمى ذو طابع انسانى ارتبط بالتحرر بالوسائل الناعمة ،، طرح مثل هذا المشروع ،، يربطك مباشرة بكل افريقيا ،، خاصة جنوب الصحراء ،، ويربطك مباشرة بكل عالم امريكا اللاتينية والكاريبي ،، وأمريكا الشمالية ،، خاصة وان قضايا الهامش السودانى أصبحت قضايا دولية صدر فيها اكثر من 20 قرار من مجلس الأمن تحت الفصل السابع ،، فالقضية الدولية يجب ان تصاحب بمشروع دولى .
2) تجديد مشروع الزنوجة يكسبك تعاطفا مع الاتحاد الافريقى الذى اصبح مصنع القرار لكل ملفات المهمشين فى السودان .
.
3) الزنوجة تعنى (الأصل) ،، بل انها تطابق الآدمية نفسها ،، فادم الا ول خلق فى افريقيا ،، وكان أسودا زنجيا ،، فالزنوجة تضعنا مباشرة فى ملف الشعوب الأصلية مقابل المحتلين والمستعمرين مثل حالة الهنود الحمر ،، وبالتالى نحظى بحماية دولية .
السوءال المركب هو : ماهو مشروع الزنوجة الذى نعمل على تجديده ؟ ،، وما هى القيمة التجديدية المضافة من طرفنا لهذا المشروع؟؟
ماهية مشروع الزنوجة :
الزنوجة كما حاول ان يعرفها سارتر : ( هى فكرة مركبة ،، وشعر خالص قلبا وقالبا. هى ليست حالة او مجموعة من الصفات ،، وانما هى موقف فعال من العالم ،، بل انها فعل ،، وما الفعل هنا الا التزام ذاتى باطنى غير مفروض على الشاعر ،، وهى من ناحية أخرى عذاب لأصحابها كعذاب المسيح، من اجل البشر كافة، لا فرق بين ابيض و اسود . عذاب يعلنه الشاعر من خلال مطالبته بحقه كإنسان وثورته على المألوف السائد .
و يواصل سارتر : الزنوجة معنى من معانى علم الانسان او الأنثروبولوجيا ،، معنى يحتوى على مزيج مما هو كائن وما ينبغي ان يكون، وبذا تكون وسيلة و أداة ، لا قصدا وغاية . انها حب ، ديالكتيك، أسطورة حافلة بالألم ، جاءت على أيدى الشر ، لكنها ستتحول – او هى تتحول – الى خير عميم ، هى عنصرية معادية للعنصرية ، هى لحظة النفى كرد فعل لتركيب التفوق والامتياز الأبيض – انها القضية – الضد فى تسلسل جدلى يؤدى الى تركيب نهائيً يتمخض عن إنسانية عامة خالية من العنصرية . )
ما هو الجديد الذى نضيفه لمشروع الزنوجة؟
الجديد هو مواكبة او معالجة للمستجدات التى حدثت بسبب عامل الزمن ،، فالجديد هو الطرف الاول المعنى بالخطاب او الرسالة ،، والطرف المستهدف عادة يحدد بشكل تلقائي اللغة والأدوات المستخدمة واشرح هذا الكلام بالاتى :
اولا : الطرف الاساسى المخاطب فى عهد سنغور كان الاستعمار الأوروبي ،، وهذا الوضع اقتضى ان يخاطب الاستعمار بلغته الفرنسية او الإسبانية او البرتقالية حسب الحال .
ان الاستعمار الذى نواجهه هو استعمار وطنى ،، صاحب امتيازات استمدها فى المقام الاول من صلته القريبة من الاستعمار الأوروبي ،، فالنخبة النيلية استمدت امتيازاتها من. مشاركتها فى معركة كررى و مساهمتها فى اسقاط دولة المهدية ،، و شاهدنا ،، أننا لن نعيد إنتاج مشروع سنغور وداماس و سيزير بحذافيره ،، وانما بتصرف يضع فى الحسبان متغيرات الزمان والظروف . و حينما نقول ( وطنى) ،، نعنى أننا لا نسعى الى طرده ،، وانما نسعى الى التعيس معه ،، والتسامح معه ،، رغم انه ظل يقتلنا منذ الاستقلال ،، لان الأوطان تبنى بالحب وليس الكراهية .
ثانيا : ان المخاطب الأساسي برسالتنا هو (نحن) ،، هو تحرير الذات الافريقية المجموعة فى جوانا ،،المستهدف هو كياناتنا الافريقية المحلية الأصلية ،، المطلوب من ابناء وبنات المهمشين استعادة الثقة فى الذات ،، وذلك بالتحدث والتخاطب باللغات المحلية ( وهى لغات وليست لهجات ) ،، بكل وسائل الاتصالات المقروءة والمسموعة والمشاهدة .
ثالثا : الزنوجة عندنا ،، هى ثورة ناعمة ،، أبدية وجودية مستمرة ،، تبدأ من الآن ،، ولا تحتاج الى إذن من امن الموءتمر الوطنى ،، وغير مرتبطة على الإطلاق بانتصار ثورة المهمشين وسقوط النظام ،، هى حفاظ على الكيان ،، واللغة باعتبارها اهم وعاء للكيان،، وحفاظ على الثقافة ،، تراث الأجداد . إذن ،، المطلوب الخروج من حالة ( كراهية الذات الافريقية ،، و احتقارها ،، الى حالة الاعتزاز بها) .
حتى لا نعيد إنتاج المشروع المصري فى السودان :
مشروع تجديد الزنوجة باختصار يهدف الى تفادى إعادة إنتاج الدولة والشخصية المصرية فى السودان ،، مصر كانت دولة فرعونية إفريقية ،، لها لغة مكتوبة ،، وحضارة تليدة ،، الا انها تنازلت عن هويتها الفرعونية الافريقية ،، وزعمت انها ( مصر العربية) ،، ورأس الأمة العربية .
لقد صمد النوبة فى شمال السودان لأكثر من 1500 سنة فى وجه تيار الاستعراب وإلغاء الهوية النوبية ،، وانا هنا أسجل احترامى الشديد للكنوز وهم من عرب ربيعة تعايشوا مع النوبة فى سودان وادى النيل الطبيعي الذى لا يقف عند خط العرض 22 الذى يفصل السودان بمصر ،، وتنازلوا عن اللغة العربية ،، وصاروا يتحدثون بالغة النوبية .
،، فلننظر الى الفرس والترك ،،والهند والسند ،، وإندونيسيا ،، تقبلوا الاسلام ،، ورفضوا الاستعراب ،، وتمسكوا بهويتهم الوطنية التى لا تتعارض مع كونهم مسلمين ،، لأنهم احترموا ذاتهم فى المقام الاول،، ثم احترموا فهمهم الصحيح للقران ،، حين أدركوا ان اختلاف ألوان البشر وألسنتهم أية من آيات الله،، وان الله أمرنا ان نكون مسلمين ،، ولم يطلب منا أبدا أبدا ان نكون عربا او ندعى العروبة ،، بل والانتماء لقريش.
مشروع الزنوجة يتفهم تما ان يكون للدولة لغة رسمية ،، هى اللغة العربية ،، واحيانا الدولة ممكن يبكون لها اكثر من لغة رسمية كما فى الهند ،، تعلم وإتقان اللغة الرسمية او اى لغة هو مكسب ،، لو تعلم الانسان كل اللغات الحية فى العالم ولم يتقن لغة امه فهو مستلب،، وهارب من ذاته . أننا ندعو الى الاندماج ،، ونرفض الإلغاء ،، او المسخ ،، مشكلتنا فى دار فور ان ابناء دارفور ينفصلون تماماً عن أهلهم بمجرد حضورهم للجامعة ،، يدرس الطالب ويتخرج ويشتغل ( فى الزمن الجميل زمن ديوان شؤون الخدمة ولجنة الاختيار) ،، ثم يتزوج من المركز ،، وينقطع تماماً عن دارفور،، هذا هروب من الذات ،، اذا انقطع الأب الدارفورى الذى ولد وشب وترعرع فى دارفور فهل تنتظر ان يرتبط أولاده ( أمهم من العاصمة او من مثلث حمدى ؟ الزواج قسم ،، والحب ليس له وطن ،، لكن المطلوب ان يربط الانسان نفسه وأولاده بقوميته وثقافته ،، ولغة امه ،) انتهت المقدمة التى طرحت للنقاش من مديرة الندوة الاستاذة تراجى مصطفى .
بهدى تحياتى للمناقشين ،، والمتداخلين ،، وكلهم فطاحلة ،، الاستاذ خالد جريس،، ومعلمه كمال بشاشا ،، و الاستاذ محمد دودى ،، وأبو القاسم عبدالرحمن ،، وعثمان جامع ،، وعبد الحليم عثمان ،، و حسن كوبر ،، والمهندسة سلوى سعيد ،، و ابراهيم جعفر ،، والسفير نور الدين منان ،، و محمد يس الخليفة ،، والثائرة حواء جنغو ،، والرفيق عمر الصاوى ،، احييهم جميعا ،، فكلهم أصحاب قضية ،، ومشاركاتهم كانت قيمة،، بشان ملخص تغريداتهم أحيل الى بوست بريمة فى سودانية أون لاين
ابوبكر القاضى
كاردف / ويلز .
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.