الخرطوم 17-8-2011-سونا المعونة الغذائية هي واحدة من مظاهر تسييس أزمات نقص الغذاء ، فهي توظّف بغرض تكريس تبعية الأطراف التي تتلقاها وبرغُم امتداد سيناريو أزمة الغذاء بتأثيراته إلي القرن الأفريقي وظهوره بوضوح في الكارثة التي حلت بالصومال وتفاقم اليأس بارتفاع حالات الوفاة داخل معسكرات النازحين في العاصمة مقديشو وضواحيها إلى 800 حالة يوميا ، أغلبها وسط الأطفال ، بحسب آخر تقرير ميداني لمنظمة الدعوة الإسلامية من الصومال. فإن الأمل لايزال يحدو الجميع بإغاثة شعب الصومال من خلال تقديم المساعدات الغذائية والطبية عبر المنظمات الحكومية وغير الحكومية العربية والإسلامية في ظل تماطل وصمت المجتمع الدولي حيال الكارثة الإنسانية بالصومال التي أزداد وضعها تعقيدا بعد أن امتدت المجاعة إلى ثلاث أقاليم أخرى ووصول عدد 11250 أسرة من الجنوب إلى مقديشو وضواحيها خلال الأسبوع الماضي حسب التقرير بالإضافة انتشار مرض الكوليرا الذي أودي بحياة العديد من الأطفال. وقد أطلقت منظمة التعاون الإسلامي أمس تحذيرا عاجلا عن قرب نفاد المخزون الغذائي في الصومال، وكشفت المنظمة في العاصمة مقديشو، عن ارتفاع أسعار السلع الغذائية خلال الأسبوعين الماضيين فقط بنحو 45% ، وأرجعت المنظمة قفز أسعار السلع إلى أن معظم منظمات الإغاثة العاملة في الصومال تعمدت شراء السلع والمساعدات الغذائية من السوق المحلية، الأمر الذي رفع الطلب وزادت معه الأسعار . ووجهت منظمة التعاون الإسلامي نداء عاجلا إلى منظمات الإغاثة والمؤسسات الخيرية العاملة في الصومال، لوقف شراء السلع الغذائية من السوق المحلية والاعتماد على الاستيراد من الخارج، بهدف الحفاظ على كميات المخزون الغذائي واستقرار الأسعار. وقد اجمع المراقبون على استهجان الصمت الدولي مؤكدين أن توحيد وتنسيق جهود العمل الإغاثي في المنطقة بات أكثر إلحاحا لمواجهة أزمات مشابهة، محذرين من توسع المأساة الإنسانية في الصومال في ظل تماطل المجتمع الدولي، المتقاعس في توفير حل فعلي للأزمة، وهذا ما يهدد بحسبهم خروج الأزمة عن نطاق السيطرة. وحسب تاكيدات السفير د. عبد اللطيف عبد الحميد الأستاذ بمركز الدراسات الدبلوماسية بجامعة الخرطوم فان عدم وجود دولة بالصومال منذ التسعينيات واستمرار النزاع الداخلي يعد الدافع لزهد المجتمع الدولي لتقديم المساعدات لاحتواء الكارثة الإنسانية بالصومال مضيفا برغُم التحرك الدولي المتأخر إلا أن كل الشواهد تؤكد أن ماقُدم من معونة لا يفي بالمطلوب لتدارك الكارثة ، فى ظل صعوبة استقراء مستقبل الأحداث بالقرن الأفريقي وموجة الجفاف التي ضربت المنطقة ، ويدعو الدول الإسلامية الى اغاثة شعب الصومال وتسليط الضوء علي أهمية تضافر جهود الشعوب بالمنطقة للخروج من نفق المجاعة التي قد تمتد إلي دول أخري بالقرن الأفريقي . ويري أ. عبد المجيد عبد الرحيم الأستاذ بمركز البحوث والدراسات الأفريقية بجامعة أفريقيا العالمية إن الحل لأزمة الصومال في استنفار الجهد الشعبي مشيرا لإطلاقه مبادرة إغاثة شعب الصومال وسط الطلاب الصوماليين في السودان بمسجد جامعة أفريقيا وتستع المشاركة في المبادرة لتضم طراف اخرى من المنظمات الطوعية والمؤسسات الداعمة للمشروع عبر تكوين لجنة من الطلاب ، ويؤكد أ.عبد المجيد أن الكارثة تمس العمق الإسلامي وتتطلب تناسي الخلافات بين الصوماليين وتضافر جهود وتكافل المجتمعات الإسلامية للرد علي صمت المجتمع الدولي.