- نظمت وحدة الرصد الإعلامي في منظمة المبادرة السودانية للتنمية (سوديا) منتدى رصد قضايا الجندر (النوع الاجتماعي) في الإعلام السوداني بمباني المنظمة بمشاركة عدد من المختصين في قضايا الجندر وإعلاميين من مختلف الأجهزة الإعلامية. ويهدف المنتدى إلى إدارة حوار مع المنظمات والجمعيات والمؤسسات المختصة للتفاكر حول طرق وإمكانات تحسين" التغطية الخبريه" لقضايا الجندر في الأجهزة الإعلامية. تناول المشاركين في المنتدى التقرير الذي صدر عن وحدة الرصد بالمناقشة الجادة و التى شملت الإحصاءات و الطرق المنهجيه التي تناولها التقرير إلى جانب التركيز على السبل والوسائل التي تمكن الأجهزة الإعلامية من تناول قضايا الجندر بكل شفافية وكذلك لأداء دورها المتعاظم في تشكيل الرأي العام وتوعية أفراد المجتمع. قام مركز الرصد الإعلامي بتسجيل 1081 شريحة إعلامية تتعلق بقضايا الجندر (النوع الاجتماعي) أخذت من 15 مصدر إعلامي كانت معظم هذه الشرائح من الصحف، شكلت 65ر88% من كل المواد الإعلامية التي تم رصدها بينما مثلت الشرائح التي رصدت في المحطات الإذاعية والتلفزيونية 4ر11% فقط من كل التغطية وذلك لطبيعة الرصد الإعلامي ، حيث أن الصحف يمكن رصدها جميعا بخلاف الإذاعة والتلفزيون اللذان تصعب رصدهما رصدا شاملا. , واشارالتقرير الى ان قضايا الجندر (النوع الاجتماعي) تتركز في المواد الإخبارية وتتركز جغرافيا في الخرطوم والمناطق المجاورة لها حيث انحصرت 7ر56% من كل الشرائح قضايا الجندر (النوع الاجتماعي) علي المواد الإخبارية. وتركزت المواد الإعلامية المرتبطة بقضايا الجندر علي العلاقات بين الرجال والنساء بشكل عام، إضافة لقضايا الطفل والعنف القائم علي الجندر (النوع الاجتماعي) وابانت ان بعض هذه المواد المرصودة ناجحة من حيث تثقيفها للرأي العام ورفع مستوي الوعي بشأن مختلف القضايا ، غير أن بعض تلك المواد عملت علي تكريس الأساليب السالبة لقضايا الجندر (النوع الاجتماعي) وقللت من فرص مناقشة هذه القضايا . وفى تعريف للمصطلح افاد التقرير ان الجندر الاجتماعى يناقش الهوية والأدوار الاجتماعية التي يتوقعها المجتمع من الرجال والنساء ، هذه الأدوار مرتبطة معظمها بالسلطة ، والتوقعات بشأن السيطرة من قبل الرجال والنساء علي أحداث المجتمع وعلي حياتهم تتفاوت هذه الأدوار من ثقافة إلي أخري. و اشار التقرير الى ان مناقشة (الجندر النوع الاجتماعي) لا تنحصر فقط في "قضايا النساء" ، غير أن مناقشة أدوار النساء في المجتمع حتما تشكل جزءا من أية مناقشة جندرية (للنوع الاجتماعي) ، ومهما يكن الأمر فإن الرجال وقضاياهم لها أهميتها أيضا في أية مناقشة جندرية (للنوع الاجتماعي) ، العنف ضد النساء واستغلال النساء يشكلان موضوعات هامة في النقاش (الجندري عن النوع الاجتماعي) ، غير أنه من المهم أيضا مناقشة قضايا مثل دور الرجال في المجتمع وعدد ساعات العمل، والحياة الأسرية ، ومدي تأثير العامل الاقتصادي علي قدرة الرجال علي الزواج. واكد التقرير ان للاعلام دورا أساسيا في عكس القضايا والتأثير علي الرأي العام ، فمن خلال بث المعلومات لا يعمل الإعلام فقط علي توضيحها للرأي العام بل يعمل علي تشكيل مفاهيم هذا الرأي العام وتثقيفه وتغييره.ونتيجة لذلك فإن أهم فوائد الإعلام هي فتحه لمجال واسع للحوار حول القضايا الملحة في المجتمع لإتاحة الفرصة للمجتمع للتزود بالثقافة والمعلومات ليحسن مستواه. وعن انواع التغطيه الاعلاميه لهذه القضايا اوضح التقرير ان الإعلام المرتبط بالجندر (بالنوع الاجتماعي) أحادي البعد، فقد ركزت أكثر من 55% من التغطيات الإعلامية علي القصص الإخبارية مما يعني أن التقارير غطت فقط الحدث أو الإجراء المعين دون التطرق للاتجاهات العامة ،وخصصت لمساحات الرأي 15% فقط من كل التغطية ، بينما شكلت المقابلات ، واستطلاعات الرأي ، والكاريكاتير وغير ذلك من التغطية الإعلامية المتبقي من النسبة وهي حوالي 15% . كذلك اوصى التقرير لكى يتحسن مستوي التغطية الإعلامية من الضروري أن يكون تناول قضايا الجندر غير مقتصر فقط علي التغطية الإخبارية بل يتعين تناولها أيضا من خلال مساحات الرأي وتحليل الأخبار وغير ذلك من وسائط أخري. كما اشار الى ان إيراد نساء كمصادر أكثر من الرجال في الشرائح الإعلامية المرتبطة بقضايا الجندر، غير أن هذا الاختلاف كان صغيرا بالفعل إذ بلغت نسبة النساء حوالي 1ر42% بينما بلغت نسبة الرجال 4ر35%. تؤدي المناسبات الهامة إلي تحسن نسبي إيجابي في تغطية شؤون المرأة ،وتشمل هذه المناسبات اليوم العالمي للمرأة ويوم الأم إضافة إلي المناسبات الأصغر كمؤتمر البرلمانيات العرب والأفارقة . تميل هذه المناسبات لتعزيز مناقشات واسعة ، وغالبا ما تكون إيجابية ، عن دور المرأة في المجتمع. ركزت تغطية الجندر (النوع الاجتماعي) والقانون علي الحملات الجندرية (علي النوع الاجتماعي) ، وقانون الأحوال الشخصية والنساء في السياسة. وذكر التقرير انه علي الرغم من أن الغالبية العظمي من قصص قضايا الجندر(النوع الاجتماعي) لم تخرق أخلاقيات المهنة الصحفية إلا أن بعضها خرق تلك الأخلاقيات وكانت خروقاتهم ذات أهمية قصوى للغاية بالنسبة للمناخ الإعلامي ككل. إضافة إلي ما تقدم فإن الوسائط الإعلامية كثيرا ما تفشل في حماية المجتمعات الهشة. واوضح ان الإعلام السوداني ناقش قضايا الجندر (النوع الاجتماعي ) بجدية وبمسؤولية ، حيث نوقشت قضايا ختان الإناث والنساء في مناطق النزاعات ، وقانون الأحوال الشخصية وغيرها من القضايا المرتبطة بالنساء بمستوي راق وعال في بعض الأحيان ، وفي ذات الوقت تحتاج بعض العديد من جوانب القصص الإخبارية لتطوير مستوياتها لكي تتمكن من دفع المجتمع حثيثا نحو التصدي لقضاياه الاجتماعية الهامة. وفى الختام اوصى التقرير على ان تركز الصحافة بوتيرة أفضل وأسرع علي القضايا التي تحدث خارج الخرطوم وعلي قضايا الرجال والنساء في الأقاليم الأخرى، من شأن هذا أن يتيح الفرصة للناس في كل أنحاء السودان إمكانية الحصول علي فهم أفضل لقضايا الجندر (النوع الاجتماعي) التي تواجه السودان ككل واضح أن الصحفيين يتعين عليهم وتحديدا فى الصحف الاجتماعية تحسين مستوي التزامهم بأخلاقيات مهنة الصحافة وعليهم تجنب الإثارة في تغطيتهم الإخبارية لقضايا الجندر (النوع الاجتماعي ) وتفادي الأساليب النمطية وعوضا عن ذلك عليهم تعزيز الدقة في تغطياتهم وتوفير الحماية للمجتمعات الهشة ، خاصة لضحايا الهجمات وسوء الاستغلال . بلقيس فقيرى