رصد- سعيد الطيب الاحتفالات بعيد المولد النبوي الشريف اصبحت تقليداً محبباً في روسيا حيث يحتفل آلاف المسلمين من مختلف المدن والجمهوريات الروسية بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، بتأليف وترتيل الأشعار الدينية التي تتحدث عن عظمته، ويسجلون أشرطة فيديو عنه ويدرسون سيرته النبوية الشريفة. ويتوجه المسلمون في الشيشان بمليارات الدعوات للرسول الكريم خلال هذا الشهر، وقد دعا رئيس الجمهورية الشيشانية رمضان قاديروف الناس لمدح الرسول الكريم بأكثر ما يمكن، وعرض على صفحته في (انستغرام) رقمه القياسي وهو 10 ملايين دعوة منذ بداية هذا الشهر. وهذا ليس الحد الأقصى، فبحسب قوله، تليت في الجمهورية الشيشانية 20 مليار صلاة احتفالاً بمولد النبي محمد، وهذه الأرقام في تزايد دائم، ويجري حساب الصلوات عن طريق حاسبات إلكترونية صغيرة تشبه المسبحة. ويُعدُّ الاحتفال بالمولد النبوي الشريف تقليداً قديماً لدى الشعب التتري، ففي حديث لموقع "روسيا ما وراء العناوين" قال رستم باتروف النائب الأول لرئيس الإدارة الدينية لمسلمي جمهورية تترستان إن المسلمين يجتمعون في المساجد ودور العبادة بعائلاتهم الكبيرة أو يعقدون تجمعات قروية من أجل تذكر أحاديث الرسول، ويرتلون الأناشيد الدينية والاستماع إلى الوعظ. وأوضح باتروف قائلاً إنه" تجري في مختلف مساجد قازان فعاليات محلية، وحفلات وأمسيات، وفي هذه السنة جرى عندنا في مسجد كول شريف طوال الشهر معرض الخطوط القديمة ( الكتابة التترية التقليدية)". كما تقوم المؤسسات الإسلامية خلال الشهر بالإعلان عن مختلف أنواع المسابقات وتجري فعاليات خاصة بالأطفال، وتزامنت مع عيد المولد النبوي في العام الماضي مسابقة صحفية على مستوى روسيا تحت عنوان " نبي الرحمة". كما تحولت المسابقة الشعرية " النبي محمد رحمة للعالمين" إلى تقليد سنوي، حيث تترافق مع الاحتفالات بعيد المولد النبوي وتجمع الشعراء من مختلف القوميات والأديان. وفي هذه السنة كان يمكن للأطفال دون سن الثانية عشرة أن يقوموا بتسجل فيديو خاص وإرساله إلى مسابقة " إلى الرسول الكريم مع الحب" التي أعلنتها شركة " مسلم" منتجة الدمى المحجبة، وسوف تنشر أعمال الأطفال في Instagram لتجمع " الإعجاب" بها. يقول رستم باتروف إنه للسنة الثالثة على التوالي تجري في 12 ربيع الأول ( صادف في هذه السنة 23 ديسمبر) احتفالات في المسجد الأبيض في مدينة بولغار (في جمهورية تترستان على بعد 200 كم عن قازان)، أصبحت البلوغاري تعدّ ساحة روسية عامة للمسلمين، ولذلك نجري هذا الاحتفال الكبير على أرض مهمة بالنسبة لنا، حيث يجتمع المسلمون من مختلف مناطق البلاد، بما فيها قازان، وتجري مواعظ احتفالية وتصدح عبارات الترحيب من قبل الشخصيات الأولى في الجمهورية". وفي المسجد الرئيس في الجمهورية الشيشانية يجتمع في ليلة 22 إلى 23 من ديسمبر آلاف المسلمين، وضيوف من الخارج وممثلون عن جميع الطوائف في شمال القوقاز. بالإضافة إلى مسلمون من مختلف بقاع الجمهورية، وقبيل صلاة الفجر يزين السماء في الليل الألعاب النارية. وفي حديث لموقع " روسيا ما وراء العناوين" قال إبراهيم تيرلويف مدير المكتب الصحفي للإدارة الدينية في الجمهورية الشيشانية إنه " تعرض في غروزني خلال هذا الشهر في المسجد المركزي شعرتان من شعر الرسول، ويجري في يوم العيد عرض آثار، كؤوس وخناجر، وتوزع على كل الراغبين المياه الموجودة في الكؤوس". ويستطيع المسلمون في موسكو المشاركة في هذا التقليد الديني في جميع مساجد العاصمة، أما في شهر ينايرفيمكن مشاهدة عرض مسرحي في واحدة من أهم الصالات الموسيقية في المدينة المكرسة خصيصاً للمولد النبي، وتعرض هذه المسرحية للسنة العاشرة بمشاركة مغنين معروفين وتجذب اهتمام شرائح واسعة من المجتمع. تبادل المسلمون التهاني بعيد المولد النبوي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويتحدثون عن مفهومهم للحب وكيف يجب أن يعبر الإنسان عنه. وكتبت عاينة تقول إنه " عندما تفكر بالرسول الكريم، يتوقف القلب للحظة ثم يبدأ بالخفقان أقوى فأقوى، كأنك تفكر بأحب إنسان عليك، وكلما ازدادت الأمثلة التي أعرفها من حياة وتاريخ وأحاديث الرسول، كلما أصبح واقعاً بالنسبة لي، وشيئاً فشيئاً يصبح أقرب إنسان إلي". وأردفت عاينة تقول: " انظروا، مثلما يختار المعجبون محبوبهم، ويحاولون تقليده في كل شيء، ويتذكرونه دائماً ويدرسون تاريخ حياته، فإنه يجب علينا أن نكون أكثر من هؤلاء المعجبين عندما يتعلق الأمر برسول الله صلى الله عليه وسلم، فنحن أمته ". ويرى رستم باتروف أن" عيد المولد النبوي هو طريقة وسبب لنذكر أنفسنا، في المقام الأول بأخلاق رسولنا، وأن نعبر عن حبنا له، وإذا كنت تحب الرسول إلى هذه الدرجة فكيف يمكن أن تكبح هذا الحب؟". أما رئيس الجمهورية الشيشانية رمضان قاديروف فيؤكد بأن " حبه واحترامه وتبجيله للرسول محمد صلى الله عليه وسلم ليس له حدود ولا أطر".