سارة إبراهيم محمد إبراهيم طموحاتها تعانق السماء.. فهي من أسرة أكاديمية والدها عميد كلية الدراسات الاقتصادية والإنسانية بجامعة أم درمان الأهلية، ووكيلها سابقاً.. أنثى متمردة وضعت نصب أعينها عبارة لا مستحيل تحت الشمس، سعت لإكمال دراستها بعد الزواج، ولم تكتف بحمل لقب زوجة وربة منزل فقط، بل سعت لتحقيق حلمها في حمل الدكتوارة، وكان لها شرف الحصول على اللقب من خلال دكتوراة تعتبر الأولى من نوعها عن (دور وسائل الاتصال في صناعة السياسات الاتصالية). عرفناها كاتبة خلال يوميات (آخر لحظة)، والتي تقول عنها إنها قلادة شرف لي.. وكانت (ست الحسن) أول المهنئين، وداخل منزلها الأنيق استقبلتنا وأناقة المكان تنم عن ذوق رفيع.. ودار الحوار التالي: تخرجت في جامعة الخرطوم قسم إعلام لغات نلت بكالريوس مرتبة الشرف الأولى واصلت الماجستير وكان البحث التكميلي عن (دور البرامج الثقافية والانترنت في تثقيف المجتمع)، والآن بحمد الله الدكتوراة والتي أشرف عليها الدكتور الإعلامي صلاح الدين الفاضل. حدثينا عن طبيعة ودوافع الدكتوراة التي نلتها؟ وربطها بالواقع العملي وإلى أي حد يمكن الاستفادة منها؟ الشئ الذي دفعني إلى اختيار هذا الموضوع هو الدور الكبير الذي تقوم به وسائل الإتصال في المجتمع في المرحلة المقبلة، الاستفتاء، وتأثير السياسات الاتصالية ووسائل الاتصال على أداء تلك الوسائل، خصوصاً فيما يتعلق بالحرية والمصداقية والشفافية، وتهدف الرسالة إلى تطوير نموذج لإعلام مقنع، تتشارك فيه الحكومة، ومؤسسات المجتمع المدني، والأحزاب، وله الحرية في وضع وتنفيذ سياساته الاتصالية بدون ضغط أو التوجيه من جهة معينة (إعلام مجتمعي). ما هي أهم نتائج رسالتك ودراستك للدكتوراة؟ الضعف في مسألة قياس الأثر الراجع وعكسه إلى متخذي القرار في السودان، مما يؤدي إلى خلق فجوة بين المتلقي والمسؤولين، هناك تطور وانفتاح في مجال الحريات الإعلامية في السودان، وتوجيه تمليك المجتمع للوسائل الإعلامية من خلال إذاعات (FM)والقنوات التلفزيونية الخاصة. كأم ومحاضرة بالجامعة وطالبة كيف استطعت التوفيق بينهم؟ الرغبة الكبيرة في الحصول على الدكتوراة هو الذي جعلني أتحمل الصعوبات، والمسؤولية كانت كبيرة خصوصاً وأطفالي في مراحل دراسية تحتاج إلى متابعة لصيقة وعمدت إلى تقسيم زمني. ما الذي تفعلينه فور وصولك للمنزل، هل تتركين الأمر (للشغالة) أم تباشرين تجهيز الطعام وتدخلين إلى المطبخ؟ منذ وصولي البيت أتوجه مباشرة إلى المطبخ، وأجهز الطعام لأسرتي الذي أقوم بإعداده يوم السبت ( طبيخ الاسبوع).. بعد الغداء اتفرغ لمراجعة الدروس مع أبنائي حتى العاشرة مساء، وبعد ذلك كنت اتفرغ لمدة ساعتين حتى الثانية عشرة ليلاً لكتابة رسالة الدكتوراة. والحمد لله كانت دعوات أمي وأبي وجدتي ومساندة زوجي وتحمله للمسؤوليات معي أكبر سند لي. علمنا أن بحث تخرجك كان عن التحقيقات الصحفية في الصحف السودانية، وانعكاساتها على المجتمع، لماذا لم تمارسي مهنة الصحافة، خلال أجرائي لبحثي وأثناء الفترة التدريبية وصلت إلى قناعة بأن العمل الصحفي في السودان في حاجة إلى تغيير جذري في المفاهيم والأسلوب والكوادر والقوانين المنظمة له، ولكن خلال فترة السنوات الخمس الأخيرة لاحظت تغييراً نسبياً، الشئ الذي حفزني إلى الولوج إلى دنيا الصحافة، حدثينا عن هواياتك؟ إلى جانب القراءة أعشق الزراعة والزهور والديكور والتصميم الداخلي. أبرز طموحاتك؟ تجيبنا ضاحكة.. في المجال العلمي أطمح إلى أن أكون وزيرة خارجية، لابراز الوجه المشرق لبلادي. رسالة أخيرة إلى حواء؟ الاهتمام أولاً وأخيراً بالدراسة، فالمرأة المتعلمة تنشئ أبناءها بطريقة صحيحة، وتكون المثل الأعلى لهم في المثابرة والوصول إلى أعلى الدرجات.