تأملت زميلتي صورة للفنانة هيفاء وهبي ، بعدها قالت لي آخر الأخبار للفنانة الجميلة ، قادني هذا السرد إلى تفكير عميق وأسئلة عديدة عن ماهية الفن؟ وكيف تكون الشهرة الفنية؟ وهل التمثيل بروافده المتعددة هو الأشهر؟ أين الغناء والاستعراض؟ وماهي المقومات لانجاح المشاريع الفنية؟ أهي المواهب أم الجمال أم الدراسة؟. نجحت مصر في صناعة السينما على الرغم من أنها بدأت على أيدي أهل الشام الذين قدموا إلى مصر التي فتحت لهم زراعيها ، وقامت الصناعة واثرت الوطن العربي بأفلام إن كانت مترجمة أو من واقع المجتمع وشغل الناس بالنجوم من النساء والرجال حتى أن آخرين قدموا لمصر وشاركوا في إثراء هذه الصناعة وحتى الغناء لمع أهله لأن السينما كانت السبيل الوحيد إلى الإنتشار الأوسع. بالنسبة لبلاد أخرى في الوطن العربي تأخرت هذه الصناعة ولم تنجح محاولات قام بها البعض لأنهم بدأوا من حيث قطع الآخرون - أعني المصريين - شوطاً بعيداً ولم يأبه الجمهور بالذين نافسوا لأن الفكاك من السينما المصرية ليس سهلاً ، ولكن مع الأيام قطعت دول أخرى إلى نجاحات فنية في مجالات أخرى ، فلبنان بلد العنصر البشري المتعدد الثقافات استغل هذا التعدد وبرز فن الغناء والحوار التلفزيوني الراقي.. سوريا عشق الناس أبواب حارتها وكان السوري السابق من تربع على قلوب المشاهدين بالإخراج المتفرد والحوار الذكي ، وأهل الخليج نقلوا المجتمع المغلق أو إذا سميناه المحافظ على طبيعته نقلوه بنجاح ، والصورة المتطورة والبذخ المالي يجعل المشاهد يتعلق بهذه المسلسلات. وهنالك دول مازالت تتخبط تحت رياح الاختبار ولا تجد لها مخرجاًًً ، نحن دون حرج مثال لذلك كمجتمع عربي أفريقي متحفظ من تمثيل أفلام عليها خطوط حمراء ، وبالنسبة لمسلسلات المغامرة تجعل العديد يحسب الخطى قبل أن يشرع في انتاجها ، وهي ليست مشكلة ولا كل الفنون «أفلام ومسلسلات وغناء» يمكن أن تكون هنالك فنون شعبية ، لأننا مجتمع - قيل - لنا إرث فني غني يمكن أن ينظم ويقدم ومازلنا حتى اليوم نشاهد وبكثير من الإعجاب والإنبهار ما قدم من لوحة رائعة بالكويت لفتيات بالثوب السوداني الشرقاوي وأخريات بالحلى فكانت الرقصات رائعة.. هذا يقدوني إلى أن الدراسة مهمة والاستعانة ببيوتات الخبرة لابدمنها لأننا نملك الخام ، ولكن تشكيلة له من أُعد له ، لابد أن تكون الفنون الشعبية من أولويات إهتمامنا فهي التي تعكس وجه السودان للآخرين فكلما تعددت الأنواع الفنية كان رواجها ممكناً ، لأننا إذا سرنا في طريق الآخرين لانجد غير النقد والمقارنة ، وبذل الجهد في اللحاق بمن هم أنسب لاشك في أننا الخاسرين والدليل على ذلك مرت عشرات السنين وجهود الأفراد لم تثمر غير زيد ذهب جُفاء ، قد لا يوافقني الرأي كثير من أهل الفن ولست هنا حكماً بالإبادة للفنون الأخرى ، ولابد أن تكون موجودة كل حسب الحوجة إليه فنحن أمه مليئة بالنغم ، المامها بالثقافات ثر وقوى ولكن أردت أن يكون مدخلنا للآخرين متفرد وجاذب وبعدها يتملس غيرنا فنوننا الأخرى. مديرة / المعاهد البريطانية