كشف المهندس إبراهيم محمود وزير الداخلية في تقريره أمام البرلمان الأسبوع الماضي.. أن هناك ارتفاعاً ملحوظاً في نسبة تعاطي الحشيش والمخدرات في البلاد.. وأن الكميات المضبوطة من القنب والحشيش (البنقو).. زادت من (1,2) طن في العام(2000).. إلى (34,5) طن في العام 2011م.. إنها نسبة مهولة ومخيفة وخطيرة أن يتجه الناس إلى تعاطي المخدرات بتلك الكميات الكبيرة.. فليقف الجميع لمعرفة أسباب انتشار تلك الآفة المدمرة للمجتمع بتلك الصورة البشعة.. والكل يعرف مدى تأثيرها وخطورتها. فإن خطورة المخدرات أنها تستهدف المجتمع بجميع فئاته العمرية والاجتماعية.. وخطورتها الأعظم والأشد ضرراً.. أنها تستهدف فئة الشباب بالذات.. مما ينعكس سلباً على كافة النواحي المتعلقة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. ولقد أكدت معظم الدراسات والبحوث الميدانية والأكاديمية على أن تعاطي المخدرات هو نقطة البداية لكثير من الجرائم.. بل إنها تقود ضحيتها بالتأكيد إلى ارتكاب جريمة السرقة والاعتداء على الغير بقصد الحصول على تلك السموم. إن إدمان المخدرات ليس مشكلة محلية.. بل من الظواهر الخطيرة التي تجتاح العالم في عصرنا الحالي.. وتسبب المخدرات مشكلات عديدة في معظم بلاد العالم.. وتكلف الدول خسائر بشرية واقتصادية كبيرة.. لذا على المؤسسات الاجتماعية والتربوية العناية بالتنشئة الاجتماعية السليمة للشباب وتنمية الوازع الديني في أنفسهم.. وتعزيز مناعتهم الذاتية ضد كل أسباب الانحراف.. وتوجيه قدرات الشباب نحو أعمال نافعة ومفيدة. إن الجهود التوعوية يجب ألا تكون موسمية.. بل من خلال برنامج توعوي متكامل يشمل جميع الشباب بحسب فئاتهم العمرية لكي يكوِّنوا صورة واضحة وجلية عن أضرار المخدرات وآثارها التدميرية التي تحوِّل المتعاطين إلى أُناس فاشلين خسروا الدنيا والآخرة.