أوووووووه إنه زمن التهور ، نعم زمن التهور ، في السودان لدينا الكثير من سيناريوهات التهور تتمثل في الحروب ، حروب بالأسلحة الثقيلة ، حروب إقتصادية ، حروب إجتماعية وحروب مرورية ، أيوه نعم حروب مرورية ، للأسف كل هذه الأنواع من الحروب هي التي تجعل السودان يعيش في ذيل القائمة في الحراك التنموي والأمن والإستقرار ، بالمناسبة إذا كانت الحروب الدموية والإقتصادية يشعلها الساسة والقادة والزعماء والباحثين عن الثراء والكراسي الدوارة فإن الحروب الإقتصادية يشعلها المراهقون والمساطيل والسكاري والمتهورين ، وتتمثل في الكم الهائل من الحوادث الفاجعة في تضاريس السودان ، حوادث ربما تضعنا على قائمة أكثر الدول إستنزافا للأوراح بواسطة الحديد ، إذن السؤال هنا متى نضع قوانين لتعزيز الأحكام ضد المتهورين ، تصوروا فقط يا جماعة الخير أن يصطدم سائق مسطول أو أرعن لا فرق بسيدة مسنة على طريق الكلاكلات رغم أنها كانت تسير في أمان الله وبعيدا عن الرصيف ، طبعا مثل هذا السيناريو سيظل يحدث كثيرا ليس على طريق الكلاكلات ولكن في كل شرايين الحركة في السودان طالما أن رخصة القيادة تمنح لكل من هب ودب ، وطالما أننا نفتقر إلى قانون تعزيزي لقطع دابر السائقين المتهورين وطالما أن الهاتف الجوال أصبح مثل حلاوة ملبن في أيدي السائقين ، وطالما أن رجالات شرطة السير همهم تسجيل المخالفات العرضية على عباد الله ، وعدم القيام بالمهمات المنوطة بهم كما ينبغي ، وطالما إننا لن نتمكن من القاء القبض على سيناريوهات التهور السياسي والإقتصادي تعالوا نأخذها من قصيرها ونعلن النفير لإلقاء القبض على التهور المروري ، أسمعوني خبراء الحوادث المرورية يشيرون الى ان مسببات الحوادث ثلاثة عناصر ، السائق ، والطريق ،والمركبة ، ولكل واحد من هذه العناصر نسبة في الحوادث الفاجعة ، الحمد لله نحن نتمتع بكل هذه البلاوي ، السائقون لدينا مهرة بدرجة امتياز في التجاوز وارتكاب المخالفات ، حيث تجد الواحد منهم بعد ان يضرب الفول المصلح يرغي في الجوال اثناء امساكه بالدركسون وغير عابيء بالشحنة البشرية التي يحملها وفي اقل من جزء من الثانية تندفع السيارة الى الجهة المقابلة وتحدث الكارثة ، اما بالنسبة للطريق فالشوارع لدينا تشكو لطوب الارض من الحفر والمطبات ما يجعلها مؤهلة لوقوع الحوادث ، وفيما يتعلق بالمركبات فحدث ولا حرج فالسيارة لاتعرف الفحص ولا الصيانة الا اذا قالت اروب ، اذن نحن احوج الشعوب الى السيارات التي تعمل بدون سائق لعلها تريحنا من الفواجع الدموية القاتلة وسواقين الغفلة ، عفوا ، الحوادث ايقاع عالمي ولكن لدينا الامر مختلف ، فمن النادر أن تجد حادثا مرويا به قتلى واصابات في شوارع المدن او الجسور في مختلف مدن العالم ، لكن هذا السيناريو يحدث لدينا باستمرار حيث أن 99 % من الحوادث الفاجعة في السودان تحدث في شوارع العاصمة القومية أما الطرق السريعة فحدث ولا حرج .