قل كلمتك في أيسر الأمور وأخطرها قلها فان تك خطأ صححت خطاك وان تك صوابا ساعدت الآخرين على الاقتراب من الحق وان تك مما لايتفق والسائد المألوف فقلها ايضا سيتهمك الناس بالتمرد أليس كذلك الا فاعلم انه م يمر بأرض الناس هذه عظيم مبدع الا بدل ف ي اعينهم متمردا ثم انتهى إماما ورائدا انطق بما يدور في خدلك فلو كبت كل انسان في نفسه ما يراه حقا لفسدت الأرض وانقرضت الحياة ان بين يدي ثورات الحرية والحق في كل زمان كلمات هتف بها ولولاها ما قامت هذه الثورات وبين يدي كل الاصلاحات الشاهقة كلمات دعت اليها ولولاها ما كانت هذه الاصلاحات وقوى الظلام لا تطمع في شئ اكثر من اسكات الكلمة المضيئة ان اعداء محمد صلى الله عليه وسلم لم يكونوا يريدون منه سوى السكوت وأعداء المسيح لم يكونوا يريدون منه سوى السكوت وجميع الذين علمونا وأيقظونا وكشفوا مجاهل حياتنا رفضوا ان يقايضوا على حقهم في القول بكل ما في الدنيا من كنوز وتيجان.. حقا انه في البدء كان الكلمة وستبقى الكلمة أبدا الرائد والدليل وان ولاء الحياة للكلمة ليفوق كل ولاء هذه عظمة الكلمة وعظمة الفكر فقل كلمتك اذا كنت من المفكرين والكتاب وقلها اذا كنت من غير المفكرين والكتاب.. لاتكن من الذين يخافون ان يقولوا كلمتهم وينتظرون أن يسمعوها من غيرهم. تعصب :حين دخل عمر رضي الله عنه بيت المقدس وأعطى أهلها أمانا على معابدهم وكنائسهم وعقائدهم وأموالهم كان مثالا لصحب الدين في سماحته ونفسه الانسانية الكبيرة وحين دخل السلطان محمد الفاتح القسطنطينية وأعطى بطريكها سلطانا داخليا على رعيته لا يتدخلفي عقائدهم ولا في عباداتهم كان مثالا لرجل الدين الذي يتسع صدره للناس جميعا.. والذي يرى أن من حق الناس ان يعبدوا الله أحرارا كما يشاءون ان مآسي التفرقة والعداء والحروب والفتن الدينية لم تكن ناشئة من التعصب الكريم لمبادئ الأدين الكريمة وانما كانت ناشئة من التعصب اللئيم للجهل والحقد والخرافة والضلالة وكما أضر بنا هذا الضرب من التعصب أضر بنا التعصب للبلد والتعصب للقبيلة والعائلة والتعصب للحزب ولازعيم ان من الجائز المقبول ان تذكر محاسن بلدك ومفاخر قبيلتك ومبادئ حزبك وفضائل زعيمك ولكن من غير الجائز ان تذري بكل بلد غير بلدك وبلك قبيلة غير قبيلتك وبكل زعيم غير زعيمك فهذا هو الجهل والتعصب للباطل وهذا هو الداء القاتل للأمم والهيئات والأحزاب.