أن يستمر عرض مسرحية (النظام يريد) للعام الثاني على التوالي , في حد ذاته هو إشارة إيجابية للنجاح ، فالمسرحية التي أعتبرها يتيمة موسم 2013 م , من حيث الإقبال الكمي لجماهير رواد المسرح .. قد نعتها أغلب النقاد الدراميين على أنها ( الأجود ) من كافة إتجاهات تقييم العمل الدرامي .. فالإخراج كان واقعياً و في نفس الوقت متجاوباً مع الحس الخيالي لفكرة الموقف الكوميدي الذي كان في الغالب الأعم هو المستحوذ على تتابع الأحداث و الحبكة السردية و الدرامية لموضوع الرواية , و لما كان الإخراج لا يمكن أن يدلِّل على رؤيته من خلال النص و الحدث إلى عبر أدوات المسرح المسانده كان لا بد من الحديث عن أداة الديكور و التي في واقع الحال يوجد كثير من المبدعين في بلادنا القادرين على بناء صورة جمالية لمسرح أحداث الرواية بالقدر الذي يلبي إحتياجات الرؤية الإخراجية و يناسب لبنات البناء السردي الداخلي للرواية ، إلا أن هذا الفن في بلادنا كثيراً ما تحطم آمالة الإمكانيات المادية و المقدرات الفنية المسانده كالإضاءة و المؤثرات الصوتية , و في هذا الصياغ .. من وجهة نظري الخاصة أرى أن إفقار حالة البناء في الديكور و الجنوح إلى تقليل التكاليف كان إشارةً سلبية واضحة عانت معه حركة الأداء الدرامي للممثلين و بالنسبة للمتلقي الحصيف ربما قادت إلى شعورة بعدم إلتئام حالة الديكور ( بإعتبارة بيئة درامية محيطة ) .. مع ما تتطلبه الأحداث الدرامية المتتالية و المتباينة , بالقدر الذي يكرس شعوراً من عدم الإقناع لدى المتلقي , أما أداء الممثلين فهو جانب لا يحتاج إلى كثير جدل فيما يتعلق بأمر الإجادة و القدرة الإبداعية على التأثير و التعبير عن فكرة الكاتب و رؤية المخرج , فأغلبهم من الممارسين و أصحاب الخبرة إن لم نقل من الرواد .. أما الوجوه الجديدة فقد كانت إستفادتها من خبرات السابقين واضحة و شكلوا سوياً فريق عمل مترابط أبدى صورة واضحة من التناغم و التواءم الحركي و الحواري على الخشبة ، و قد ساعد على ذلك وجود مجموعة كبيرة من الإحترافيين الذين يولون إهتماماً بالغاً للبروفات والتجويد ... أما الرؤية الإخراجية بنظرة عمومية فهي دائرة في أساليب قديمة ومتكررة لكنها خاصة بفرقة الأصدقاء المسرحية مما يجعلنا حذرين في نعتها بالتكراريه و المحاكاة إذا ما أخذنا بالإعتبار أن هذا النمط إشارة ( تمييزيه لصالح الأصدقاء دون غيرها ) ... أما جماهيرية الأصدقاء فهي أيضاً شارة تميُّز واضحة وبيِّنه ، فلم يزل رواد الفن الدرامي وعامة الجماهير يولون ثقة مبدئية لأعمال فرقة الأصدقاء إستناداً على ماضِ مشرق من العطاء الثر و الإجادة التي تنم عن إحترام الفرقة لرواد عروضها و جماهيرها , غير أننا لابد أن نقف وقفة حزنِ مشوبه بالإصرار و التحدي على تغيير الواقع وقيادته إلى الإشراق فيما يتعلق بركود العمل الدرامي و النشاط المسرحي بالنسبة لبقية الفرق الأخرى و التي تعاني من نفس الاوجاع الأزليه التي تعانيها حركة النشاط المسرحي .. راجين أن يتم تذليل الصعوبات بواسطة إعمال المؤسسية لإنجازالحلول و في مقدمة هذه المؤسسات أشير إلى وزارة الثقافة و نقابة الدراميين وإدارات المسارح الحكومية و شبه الحكومية ..