نعم الله يغفر الذنوب جميعاً ولو كانت مثل زبد البحر ويغفر لمن يتوب من قريب وقد ذكّر الله عباده في آيات مثيرة بأنه هو التواب وطالبهم بالتوبة والاستغفار بل وجعله أحد أسباب الرزق....كما انه وضع بعض العقوبات الدنيوية واسماها الحدود... ليطهر بها من يعصونه .. لكن عباده لا يغفرون لمن يقوم ببعض الجرائم خاصةً المتعلقة بالشرف والأمانة..! ويظل مرتكبها من المنبوذين في المجتمع خاصة أؤلئك الذي يعاقب.. وهنا تحضرني أمثلةً كثيرة في المجتمع،ولكم أن تتذكروها، فكم من إمرأة زانية وتابت..! لاحقها المجتمع بهذه السُّبة طوال حياتها.. بل ان جريمتها تورث لأهلها.. بل انها تظل تطارد بهذه السُّبة حتى وإن قالت الحق.. ولعل هذا السلوك المرفوض هو الذي جعلني اخشى على بعض الفتيات اللآتي سلَّمن أنفسهن للشرطة للتطهروالتوبة والإقلاع من جريمة الزِّنا فسلَّمن اولادهن لدار المايقوما مع الاطفال مجهولي الأبوين وقلنَّ إن قلبهن لم يطاوعهن لقتل أطفالهن اللائي حملنهن سفاحاً .. ولعمري هذه درجة من درجات الايمان تحسب لهن .. فالخوف من الفضيحة التي لا يغفرها المجتمع.. ويسب بها الزانية وكل اسرتها.. بل وكل قبيلتها.. تدفع الكثيرات لقتل أطفالهن وهنّ في تلك اللحظة ينسين الله ويتابعن الشيطان الذي يخوفهن من المجتمع اكثر من الله..إلا أن ايمان الفتيات الأربعة دفعهن للتوبة وطلب التطهير وقد حققت لهم السلطات رغبتهن..وبدون فضيحة.. إلا أنهن كسبن رضاء رب العالمين .. ولعلني أقول في احيان كثيرة ان المجتمع قاسي ويدفع التائب دفعاً للطريق غير السوي لأنه ينعت الآخرين بما يفعلوا دائماً مما يضطرهم للعودة للمربع الأول والبقاء مع الذين لايسبونهم بما فعلوا لأنهم يفعلون نفس الشيء.. فالمجتمع في أحيان كثيرةٍ يظلم بعضه البعض.. ثم يلوم الذين دفعهم للخطأ دفعاً .. بالمناسبة على الرغم من ان الاطفال المجهولي الأبوين لاذنب لهم بما فعله آبائهم الا أن هذه السبة تصلهم وتلصق بهم..! وحتى الذين ينعم الله عليهم بأسره كريمة ترعاهم يأتي الآخرين ليتبرعوا بالمعلومة للطفل حتى لو كبر وحسنت أخلاقة ويقولون له بأنك لقيط وأن نسبه مجهول وان..،.وان.. من دون شفقةٍ أو رحمة .. ويظل بعدها الصغير في حالةٍ نفسيةٍ تجعل كل الإحتمالات مفتوحة أمامه .. أرايتم سادتي ماذا اقصد بقسوة المجتمع .. ولعل هذه القسوة تساهم في الحدَّ من بعض الجرائم والممارسات السالبة لكن على الجميع أن يقف مع من يتوب ويعترف بذنبه...وان يحتويه حتى لا يعود للطريق غير المستقيم .. لذا سادتي لابد أن يفكر الانسان طويلاً في تبعات معصية الله لأن اللّه تعالى أحل لنا الطيبات وحرم علينا الخبائث ونحن نشد على ايدي التائبات وندعو المجتمع لقبولهن وندعو الله ان يقبل توبتهن آمين... وجمعة مباركة