للمرأة السودانية أدوار مشهودة وواعدة بالعطاء لوطنها فلقد تقلدت العديد من المناصب وقدمت الكثير، استطاعت ان تحتل مكانة في مجال التنقيب عن الآثار، ولمع اسم دكتورة انتصار صغيرون الزين كاحدى الرائدات في المجال فهي صاحبة اول دكتوراه في الآثار، وفي منطقة «الخندق» التقيناها فهي تقود «تيم» مشروعها لترميم وصيانة مبنى المتحف والقلعة الأثرية والذي يموله المشروع القطري السوداني لتنمية آثار النوبة. وتقول صغيرون والتي تقلدت رئاسة قسم الآثار بجامعة الخرطوم لفترتين وعملت كعميد لكلية الآداب مشروع الخندق من المشاريع التي عملت فيها منذ «6002» وعن علاقة المرأة والآثار والتحديات، اكدت أن المرأة حضور فاعل تعمل في ظل أحلك الظروف.. وقالت ببروز عدد من الاسماء في تنمية الآثار بجامعة الخرطوم، شادية عبد الرحمن من الأجيال الاولى، وهدى ماهر وعدد من اللواتي نجحن في المجال وحملن الدكتوراة من القسم عدد كبير من الخريجات.. وتعلق هو عمل شاق للمرأة خاصة المتزوجة ويحتاج لتضحية.. وتقول يعد موقع سنار القديمة مملكة الفونج وموقع أبو حراز والخندق من أشهر المواقع التي عملت فيها.. واشارت الى الموقع الأخير والذي يمتاز «بقبابه» الجميلة المختلفة والتي تعد من الآثار الإسلامية.. وتأسفت الى لجوء الأهالي الى هدم هذه القباب التاريخية لبناء «قبة» جديدة اعتقاداً منهم أنه احترام للشيخ، واشارت الى ضياع التاريخ والأثر وشددت على أهمية رسم هذه القباب وتصويرها وترميمها ولأنها عشقت المكان كانت تتحدث عن المنطقة بطريقة مشوقة.. واشارت بفخر الى مبنى القلعة الأثرية والمكتبة وموقع الميادين ومن أشهرها «ميدان الفاشر» وتشتهر المنطقة بالبيوتات والدواويين الشهيرة مثل «ديوان الياس» حين استقبل عبد الرحمن النجومي عندما كان ذاهباً لحملته في مصر، ومنزل والد الزعيم علي عبد اللطيف والبيت الذي نزل فيه الزعيم إسماعيل الأزهري في 6591م عندما كان يمر بالمنطقة، وتعبق بالمدينة ريحتها التاريخية، وفي التاريخ الحديث لها بصمتها، وكانت الميناء ومنطقة تداخل وتمازج.. كانت قبلة لكل السودان وترنو بعيداً كأنها تسترجع القديم.. قائلة كانت تضج حركة تخيلي شكل الناس والدكاكين والبحارة من مختلف الجنسيات «اتراك ومغاربة ومصريين وغيرهم». وفي داخل المعرض بمنطقة الخندق.. والذي كانت تشرف على ترميمه، كشفت عن ملامح منسية من حضارة الخندق وقالت في المعرض تجدي حضارة تثبت أنهم قد استهلوا «البزنس كارت» منذ الستينيات للتعارف وتقديم الدعوات، وهذا وجدناه على ظهر «الكارت»، الى جانب كميات من الصحف والمجلات تعود لفترة العشرينيات.. ووجدنا عدداً كبيراً من المكتبات لدى الاسر الكبيرة.. ونجد اول من سودن وظيفة البوستة أول مدير سوداني من منطقة الخندق بابكر عبد الحفيظ وعندما سألتها عن مستقبل وحاضر الآثار أجابت بروية قائلة: لابد من الاهتمام بالآثار باعتبارها مصدراً للهوية.. ونجد الكثير من النقوش، والمباخر، وطقوس مراسم الجرتق، ورسومات تحكي عن قوة المرأة من عهد نبتة ومروي.. وكانت حاكمة حتى القرن السابع عشر.. ونجد أماني شخيتو والملكة ستنا في شندي ولدينا الكثير يؤكد أن أصولنا وجذورنا في هذه البلاد بجلاء ووضوح.. ما يتحدث به البعض من اصولنا وارتباطنا بهجرة العرب ويجب أن لا يجعلها البعض قضية. وتحدثت عن ضرورة تغيير النظرة العامة للسائح وقالت أنت تجبره على شكل السياحة الذي توده للمنطقة واشارت الى مهددات الآثار من المياه والسرقات والتنقيب العشوائي.. وزادت نحن مقصرون في حق آثارنا. وحول اعتقاد البعض وجود الجان وحراسة الآثار والكنوز لم تنفي صغيرون، ولم تثبت لنا ذلك، وقالت مثلكم سمعنا حقيقي بأساطير غريبة وعموماً نجدألا نقرب مناطق الخرابات» والآثار ومن فترة «المغرب» نكون اخذنا عملنا ونعمل حساب الحفر والآبار.