رب الأسرة السودانى بعد ان خاض حربا ضروس مع ثلاثى الرعب الاقتصادى ( إحتياجات رمضان .. مستلزمات العيد .. مطلوبات المدارس ) فخرج منها وهو يلعق جراح السلفيات من مواقع العمل و كدمات الجرورة من دكاكين الحلة و تنويع حجج عدم حضور المناسبات ( الرسالة ما وصلتنى - جارنا اتوفى نفس اليوم - ما جونا فى خطوبة اختى ) و بينما هو فى ترنحه ذاك لم يتعافى إذا به يتفاجأ بالخريف !! مثله مثل كل محلية او ادارة هندسية او حكومة ولائية الجمته دهشة المفاجاة .. فتجدهم و تجده مشدوهين و لسان حالهم ( ها .. ها .. لا أدرى !) .. فيحاول ان يعتبر من قصر نظره الذى أوقعه فيما هو فيه فيمد بصره أمامه لعدة اسابيع فيجد شبح خروف العيد يزاول له رهاب .. رهاب .. فيرتد بصره خاسئا وهو حسير .. أنسى أو تناسى لتعيش ( هكذا قالها لنفسه ) .. ليجتمع فى رب الأسرة السودانى ثلاثى المحنة التى هى قائمة قادمة لا محالة ( الخريف .. الخروف .. الخرف ) .. .. حالة ( الطمبجة ) التى يعيشها الواقع السودانى سياسيا و اقتصاديا و ثقافيا و رياضيا و ( خريفيا ) .. رسخت فيه عادة ( المشى جنب الحيط ) .. و عدم معالجة الأمور علاجا جذريا مباشرا .. فتجد المشكل السياسى و الذى هو ( أم الكبائر لمشاكل السودان ) يعالج عبر ( الحوار المجتمعى ) .. و المشكل الاقتصادى المتمثل فى توفير لقمة العيش الكريمة يبحث عن حلول فى مؤتمرات ( تهيئة بيئة جاذبة للاستثمار ) و المشكل الثقافى المتمثل فى ضعف و ندرة الانتاج يداوى بالاحتفالات الكرتونية (التى ينتهى أثرها بخروج ضيف الشرف ) .. و المشكل الرياضى بهزائمه المذلة المتتالية نلخصه فى ( الحكم ظالم .. المدرب فاشل ) .. و مشكلة الخريف المتكررة مثل حلقات المسلسلات التركية تعالج عبر ( مد إجازة المدارس اسبوع تمام ) !!!! .. .. الحوار من حيث هو .. مطلوب حضوره باستمرار كقيمة حضارية ومرتكز أساسى فى أى عملية بنيوية سياسية .. بل ينبغى أن يكون هو البوابة الرئيسية الوحيدة التى ينبغى ان يدخل منها كل فعل أو نشاط سياسى .. لكن الوضع لا يحتمل ( الباصات العرضية الطويلة ) فالنتيجة 3/صفر و الدقيقة 80 .. صحيح ان ( طمبجة ) الحوارات بأنواعها « الحوار الوطنى » الحوار المجتمعى - الحوار الباريسى - الحوار الشمباسى ( نسبة للحوار المرتقب بين الحكومة و حركات دارفور برعاية رئيس بعثة يوناميد ) .. ) هى أفضل من دخاخين فوهات البنادق و المدافع و الراجمات و التى تخلق أوضاعا مزرية من لجوء و نزوح و تشرد و جرحى و قتلى من الأطفال و العجزة و النساء .. فتزيد الجراح غورا .. لكننا نعشم فى عملية جراحية لزراعة كلى متبرع صالح .. بدلا من غسيل دموى مستمر مرتين فى الاسبوع .. و .. معاكم سلامة ...