تتبعت خبر زواج داعشيات السودان من دواعش ليبيا، ووجدت صياغته شبه موحدة على الشبكة.. جاء الخبر تحت عنوان: هل يقترف تنظيم الدولة الإسلامية «زواج المتعة»؟.. بعض صحف السودان استفتت سلفياً جهادياً قابعاً في الخرطوم، فأكّد لها أن مراسم زواج السودانيات تمت وفق الشرع الحنيف!. ثم انتهت الفتوى كما نقلتها صحيفة حكايات، بعلامة تعجُّب!.. وحتى يكون أهل العروسات في الصورة نورد الخبر.. يقول الخبر: في ظاهرة نادرة ولافتة للانتباه، نقلت مواقع التواصل الاجتماعي، «خبراً طريفاً ومثيراً في ذات الوقت» مفاده، أن داعش فرع ليبيا نظم مهرجاناً واحتفالاً جماهيرياً محضوراً ومشهوداً، بمناسبة عقد زيجات جماعية لمنسوبيه المقاتلين في صفوفه من الجنسية السودانية، ونقلت تقارير من الأراضي الليبية بشأن زواج الدواعش من داعشيات سودانيات، أن مراسم الزواج «جرت بشكل طبيعي للغاية»، وبصورة مبسطة، وأن مراسم الزواج الجماعي لشباب داعش السودانيين «تمت وفق الشرع الحنيف».. ومن جهتهم قال المدونون إن الشباب في لواء داعش اقترنوا بداعشيات سودانيات ينتمين لذات الفصيل الجهادي في المواقع التي تسيطر عليها داعش داخل الأراضي الليبية، وسط مظاهر احتفائية تخللتها صيحات التكبير والتهليل، وأصوات المدافع الرشاشة، وبحضور قيادات التنظيم و«عناصره الفاعلة».. ونقل المدونون أن العرسان من الجنسين عاشوا خلال حفلات الزفاف لحظات سعيدة مخلوطة بمشاعر الفرح والابتهاج رغم الابتعاد عن ذويهم.. انتهى.. كما ترى ومن خلال الصياغة، فإن هذا الخبر ربما يزيد من نسبة التحاق السودانيات بداعش، وربما لن يكون الالتحاق محصوراً على طلاب جامعة الوزير النحرير، إذ أن الخبر يؤكد أن بناتنا المتدعشنات تزوجن على سنة الله ورسوله، و«وفق الشرع الحنيف»، كما أفتى السلفي المحلي، الذي لم يُكشف النقاب عنه..! يُلاحظ أن هذا السلفي «لا يمكن الوصول إليه حالياً» رغم أن الدولة السودانية تدّعي أنها تُقاوِم الدّعشنة، كما أنه أي المُفتي المُتدعشن ولم يشر إلى صِحة عقدة النكاح والتي تتطلّب حضور الولي، ولم يُشِر إلى أن بناتنا قد أصبحن «ممّا ملكت إيمانهم»، فيُحال الحدث المثير إلى بند «زيتنا في بيتنا»..! الخبر يؤكد الإشهار والشهود العدول، ومُفتي الديار السودانية الخفي أكد أن زفافهن قد تم وفق الشرع الحنيف.. وطالما أن المُفتي قد أكد ذلك، فهذا يعني أن أولياء الدم موافقون، لأن المُفتي لصيق بهم، بل هو جزء من «سراة القوم»، وليست هناك بنت فقير أو «زول مِميحيق» يمكن أن تتدعشن.. الدعشنة لبنات الأثرياء.. للفئة الناجية من حكّامنا..! ومسألة النكاح عند هؤلاء الإخوان عموماً، وعند الدواعش تحديداً، يُدار حولها كلام كثير.. فحسب المتداول أن الداعشيات يجاهدن بالنكاح، الذي هو هو مجهودهن الحربي في دعم المقاتلين.. وحسب المتداول أيضاً، فإن السبي تتبعه استحقاقات جنسية للمقاتل على المسبيات، وفي الحالة هناك «سِعة»..! يعني «مافي عدد.. بس سااااكت.. أسكُتْ كُبْ»..! وبما أن الدواعش من غُلاة السنة، فمن المستبعد «اقترافهم» لزواج المتعة الذي هو أحد إبداعات الشيعية، فوق أنهم أساساً أساساً ما محتاجين لزواج المتعة، «مع هذه الوفرة» سبياً أو تطوعاًً، ف «الخير بااااسط»، وكل امرأة في حقل السلف يمكن أن تقول بالحلال: ««هيتَ لكْ».. إذن ما هو الطريف، وما هو وجه الإثارة الذي يشير إليه الخبر؟.. فهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها زواج دواعش في دول جهادهم، غير أنها المرّة الأولى، التي يعتمد فيها داعش على التصنيف القُطري/ العِرقي، الذي ربما قد يجرح المشاعر المُرهفة لمنسوبيه المحليين..! الطريف والمثير أنه زواج داعشي سوداني، بينما كانت زيجات الدعشنة السابقة، تتم مع نظرائهم الدواعش من بقية أنحاء دول العالم..! إلى ذلك، والدواعش لم يخرجوا أبداً من السياق.. فقبل ظهور داعش لو تذكرون، أتحفنا السلف والأُخوان، عليهم الرضوان، بتأصيل الزواج العرفي الذي يقال إنه غزا جامعات الصندوق القومي لدعم الطلاب.. وقبل أن نتفهّم الحكاية و«نُدلي بدلونا» فيها، خرجوا علينا بزواج المسيار، الذي يتيح خيارات أفضل من الأول.. بمعنى أنك لو كنت في زمرة المُسافرين بين الخرطوم ومدني، فيمكنك أن تستريح - ببساطة - في النُّص، في الكاملين..! والقصة ماشة في شرعنة الاشتهاء..! إن فاتك قطار المُتعة، أو لم تركب سفين المسيار، فلن يفوتك المولِد يا صديقي.. ف «الخير باااسِط»، وغداً يطرحون عليك فرصاً ذهبية ونادرة..!