الصديق الحبيب عووضة.. ومازالت أشواقي لك لم تفتر.. ومازلت سعيداً ومشدوهاً بجرأة باسلة تتلبسها دفاعاً عن وطن كان جميلاً ورفيعاً ومدهشاً.. ويكاد يشابه عظمة وحضارة وديمقراطية وعدلاً وجمالاً بلاد أولئك الكفار الأبالسة في أقطار وبلاد أوروبا القارة العجوز وحتى بلاد «اليانكي»، حيث السيد هناك هو المواطن والخادم المطيع هو الحاكم. وبالأمس أدميت أكفي بالتصفيق الداوي لتلك المرأة النائبة البريطانية التي قالت لرئيس الوزراء «توني بلير» و «في وشو» وعبر شاشات كل الدنيا.. قالت له: «هل توافقني بأنك كاذب ومخادع ومخاتل».. ودعني أسألك يا صلاح وأسألكم أنتم أحبائي وأحبتي أصدقاء شمس المشارق، بل شركاء شمس المشارق.. هل يستطيع عضو واحد في اللجان الثورية وداخل إحدى مثاباتها أن يقول لذاك المعتوه أيام جنونه وعندما كان يمثل قمة الطغيان.. هل يجرؤ مواطن من اللجان الثورية أن يقول للقذافي و«في وشو» في ذاك الزمان الذي قالته تلك النائبة البريطانية لرئيس وزرائها.. هل يمكن أن يقول ذلك حتى لو كان عبد الله زكريا «ذاتو» وهل يستطيع نائب في مجلس نواب العراق أن يقول ذلك للركن المهيب الرئيس القائد صدام، حتى وإذا كان طه يس رمضان نفسه.. وهل يفعل الأسد وشبله بشار.. وهل يستطيع نائب برلماني أن يقول مثل هذا عن الأسد أباً أو ابناً وفي وجهه تماماً. طيب لو افترضنا أن أحد هؤلاء قد «جن عديل» ثم واجه رئيسه وقال له مثل الذي قالته النائبة البرلمانية البريطانية في رئيسها.. ترى كيف يكون مصيره وعلى أي جنب سيكون مصرعه.. وهل تسلم جثته لذويه أو يدفن في مقابر الصدقة.. بالله يا «عووضة» ألا تتفق معي إن جيرتنا نحن أمة العرب مع هؤلاء الكفار جيرة جغرافية.. وألا تتفق معي إنهم يعيشون في قلب الدنيا ونحن «نتكرفس» في الهامش الضيق من الدنيا. والآن يا صالح دعني أفري أكبادكم بعقد مقارنات مضحكة بين أمتنا العربية وأمة الكفار الأبالسة.. وهل سمعتم بحزب واحد في كل أوربا حاز أكثر من ستين في المئة في أي انتخابات كانت؟... وهل هناك أكثر من أربعة أحزاب رئيسية في كل من أوروبا وأمريكا؟.. ويقول الحبيب غندور قبل أشهر من اليوم.. إن العالم يضحك علينا إذ علم أن هناك ثمانين حزباً في السودان.. ترى كيف يكون ضحك العالم الآن وقد تصاعد عدد الأحزاب حتى بلغ المائة حزباً.. وأيضاً وبالمناسبة وفي ظل الأنظمة الرئاسية في أمريكا وأوربا هل استطاع أحد المرشحين للرئاسة أن يتخطى حاجز ال 53أو 54% في أي انتخابات.. وهل تعلم أن بعض حكامنا «يقفلون» الامتحان بالنمرة الكاملة، فقد فاز مرة صدام حسين بنسبة 100% يعني ليس هناك عراقي واحد ضد صدام، لا في المعتقل، ولا في السجن، ولا في المنفى، يعني ما شاء الله كل رجل في العراق كل إمرأة في العراق، قد منح المهيب القائد صوته. مع السلامة..