أكد المشير عمر البشير رئيس الجمهورية أن المرحلة المقبلة ستشهد تعديلات جوهرية في الدستور الحالي وأعلن البشير عقب تسلمه رد الهيئة التشريعية القومية البرلمانية على خطابيه في افتتاح دورتي البرلمان الأولى والثانية من أحمد إبراهيم الطاهر رئيس الهيئة صياغة دستور جديد للبلاد مشيراً لإسقاط كثير من المواد تلقائياً اعتباراً من التاسع من يوليو القادم ونوه الى أن كثيراً من مواد الدستور تتطلب إعادة وتغير وإضافة وحذف وتنقيح. وجدد البشير تعهده بتوسيع دائرة المشاركة لكافة الأحزاب السياسية في الحكومة القادمة ورهن ذلك بعدم ارتباطها بمفهوم بعض القوى المتمثلة في حكومة قومية وانتقالية مؤكداً أن حزبه مسؤول مسؤولية مباشرة عن إدارة البلاد ولكنه قال: لسنا الوحيدين الذين لهم الحق في إدارتها، معلناً عن فتح باب المشاركة لكافة الأحزاب مع كل من يرغب ورهن ذلك بأن تكون لديها برامج واضحة ، كاشفاً أن المؤتمر الوطني له تفويض كامل من الشعب السوداني لإدارة البلاد وشدد البشير على أن المرحلة المقبلة تتطلب تضافر الجهود لتعويض الشعب السوداني عن ما فقده من أرضه وشعبه وموارده، ودعا نواب الهيئة التشريعية لمضاعفة الجهود توطئة لتجاوز المرحلة القادمة والخروج بسودان قوي وعبر عن رضائه عن أداء الهيئة التشريعية البرلمانية خلال المرحلة الفائتة. وأكد البشير أن أولوية رئاسة الجمهورية القادمة الحفاظ على السلام وقال إن العودة للحرب خسارة كبيرة عقب المخاطرة بانفصال السودان، مجدداً موقف الحكومة الثابت بتأسيس دولة الجنوب ودعمه لوجستياً وفنياً فضلاً عن الخبرات مؤكداً أن الرابط بين الشمال والجنوب أكثر من أي دولتين لا سيما أنهما كانا دولة واحدة لأكثر من مائة عام، مشيراً إلى أن الانفصال على الخرائط وسيظل التواصل قائماً على مستوى القاعدة الشعبية ورد الرئيس بعنف على الذين كانوا يتوقعون اندلاع الحرب والعنف وعدم إجراء الاستفتاء منوهاً إلى أن الحكومة أكدت التزامها رغم توقع المراقبين وأجهزة الإعلام بقيام الحكومة بإجراءات لتعطيل العملية بالكامل ودحض اتهاماتهم بزيارته للجنوب وإعلانه من جوبا الالتزام بالاستفتاء مشيراً لحشد (250) قناة فضائية وإذاعات سرعان ما تحولت لتونس ومصر والجزائر «وما معروف تعود لينا تاني» وحيا الرئيس ثورة شباب مصر واعتبر أن ما حدث بها نتيجة لابتعاد القيادة عن القاعدة والجماهير وآرائها وتطلعاتها مشيراً لأهمية مصر كدولة مفتاحية وقال إن الشباب أعطى درساً بليغاً جداً للصمود والثبات وإحداث التغيير موضحاً أن الخرطوم تراقب الأوضاع بالقاهرة بحذر إشفاقاً وتطلعاً إلى استقرارها وقال إن خروجها من دائرة المواجهة مع إسرائيل وعدم اتخاذها قرار بإدانة إسرائيل وقبل توقيع اتفاقية كامب ديفيد مكن إسرائيل من العودة بقوة لأفريقيا مشيراً لقطع (34) دولة أفريقية علاقتها مع إسرائيل. وأكد أحمد إبراهيم الطاهر التزام الهيئة بأداء واجبها خلال المرحلة القادمة فضلاً عن استعدادها لوضع الترتيبات الخاصة عقب عرض نتيجة الاستفتاء اليوم على البرلمان بحضور علي عثمان طه نائب رئيس الجمهورية وأعرب عن أمله في أن تشهد الفترة المقبلة استقرارا وأمناً لاسيما في ظل حدوث عواصف سياسية بفعل الظلم ومصادرة الحريات، وقال سنسعى أن نكون يداً واحدة مع شعوب المنطقة ونوه إلى أن البرلمان يسعى لوضع الترتيبات لإكمال ما تبقى من نهاية الفترة الانتقالية واستعرض خطاب البشير خلال الدورتين.