لقد شهدنا في الايام الفائتة الظروف التي مرت بها جامعة بحري والمشكلات التي حدثت والموقف الذي يمر به بعض طلبتها ونحن نريد أن ننظر للأمر نظرة متجردة صادقة. ففي واقع الأمر نجد أن الجامعات السودانية المسماة باسم الولايات الجنوبية والتي كانت تتبع فعليًا وإداريًا لولايات الجنوب كولايات سودانية وبعد انفصال الجنوب تضرر عدد كبير من ابناء هذا البلد من الطلاب والعاملين السودانيين في تلك الجامعات. وقد عانوا لمدة طويلة من الزمن وتعرضوا لخطر التشرد. هذا غير المعاناة النفسية والمادية التي تعرضوا لها، وقد ظل العاملون والطلبة معهم أولياء أمورهم في حالة من القلق والهواجس حول مستقبلهم. وبعد مجهود مقدر من الوطنيين من أبناء هذا البلد تحقق الحلم الذي أثلج صدور الجميع، وولدت جامعة بحري الوطنية لتوفيق أوضاع الطلبة والعاملين. والذين يحاولون أن يستغلوا الموقف الذي يمر به طلاب الجامعة لأهداف سياسية خاصة بهم، وأنا متأكد من أن هؤلاء لا يهمهم في حقيقة الأمر أمر هؤلاء الطلاب أو أمر استقرارهم وهذا الوضع بالنسبة لهم قضية خصبة ليتاجروا بها ويستغلونها لإثارة القلاقل والمشكلات طمعاً في تحقيق أهدافهم السياسية الرخيصة ولمحاولة استجداء عطف وتأييد أبناء المجتمع وتأليبهم ضد الوضع القائم لأغراض ومطامع خبيثة، والذي يفعلونه ويكتبونه كله يصب في مصلحة الكائدين للوطن وأعدائه. غير أن رفضنا لما يقوم به هؤلاء لا يمنع رغبتنا في رؤية أبناء بلدنا ينعمون بالاستقرار والرضا عما يسعون لنيله من درجات علمية أو شهادات جامعية لها تقدير واحترام. وجامعة بحري هي جامعة مولودة بأسنانها وأن من فيها هم إرث ناضج لكوادر تعليمية لا يستهان بها. وأقول بالدليل القاطع إن كل دول العالم وجامعاته أصبحت رسمياً تعترف بهذه الجامعة الوليدة بل وأبعد من ذلك فإن المنظمات العالمية والمحلية والجامعات المعتبرة في العالم سواء في أوروبا أو الدول العربية أو الإفريقية اصبحت تعترف رسمياً وتتعامل مع جامعة بحري، وقد عملت إدارة العلاقات الثقافية والخارجية بتكليف من إدارة الجامعة على مراسلة معظم سفارات الدول الموجودة في السودان وجميع الجامعات المحلية والعالمية وأصبحت لها عضويتها في اتحاد الجامعات كما راسلت جميع المنظمات وهيئات العمل والمؤسسات الحكومية في بلدنا وتلك الجهات كلها بدورها أرسلت ردودها المثلجة للقلب، وتحصلت الجامعة على صكوك الثقة والاحترام من الجميع. ومن لديه شك فيما أقول ويريد برهاناً واقعياً فليأتِ لمقابلتي في إدارة العلاقات الخارجية بجامعة بحري. وأنا كمواطن لو كنت أحد المتخرجين في هذه الجامعة لفرحت ورفعت رأسي عالياً لأن اسمى سيكون في قائمة الخريجين من جامعة وطنية نشأت في ملابسات أذكت روح الوطنية والانتماء، بعد أن انفصلنا عن الذين يحملون شعور البغض والكراهية لنا. وكل العالم الآن أصبح يعلم بأن جامعة بحري جامعة جديدة ولكنها عظمى ورإثها قديم وأنها مفعمة بمعاني العزة والوطنية والشموخ. وأقول لهؤلاء الماكرين الذين يمكرون بنا دوماً كفاكم عمالة وكيداً للوطن ومتاجرة بقضايا بنيه. علماً بأن هناك شرذمة صغيرة من الطلاب تحذو حذوهم ولديهم تنظيمات سياسية خربة تحركهم وتستغل وجودهم بين الطلاب لتحقيق أجندتهم التي أبت دوماً إلا إثارة المشكلات وتغذية الأحقاد وبث الخبائث في صفو حياتنا. وأنا واثق تمامًا أن هؤلاء الذين يتحدثون عن الجامعة وبالحديث القبيح ويحاولون التقليل من شأنها هم نفس الذين كانوا سيستغلون الموقف عكسياً لو لم تقم هذه الجامعة. وكانوا سيتاجرون بالقضية ويتباكون من أجل قيام الجامعة لنفس الغرض الذي يستغلون به قضية الطلاب اليوم، لأن هؤلاء فقط يسعون وراء المشكلات والفتن حتى وإن كانت المشكلة واضحة ومفهومة الجوانب والملابسات ليتخذوها ذريعة للتعبير عما في نفوسهم من أمراض وسعياً وراء الفتن، لتحقيق ما يبيتونه من نيات وخطط لا تخدم إلا غرض أعداء هذه البلاد وعملائهم من الخونة اللئام.