عبء أمني إضافي على الدولة في إقليم دارفور يضاف إلى الأعباء الناجمة عن المشكلات الأمنية المتولّدة من عصابات النهب المسلح قديماً ومن حركات التمرد حديثاً، إنه النزاع بين المجموعات القبلية لم ترفع السلاح على الدولة، وهي إن كانت لا تفعل هذا فإن اقتتالها يبقى أكثر خطراً على إقليم دارفور من نشاط التمرد وعصابات النهب المسلّح، فالأخيرون تدفع أضرارهم الدولة وهي المسؤولة عن ذلك، لكن الصراعات القبلية فإن عملية احتوائها من قبل الدولة تكون محفوفة بحساسية عالية جداً، فهم جميعهم مواطنوها نزغ الشيطان بينهم، فبعد أن أدوا صلاة الفجر وقرأوا قرآن الفجر المشهود بإذن الله أشهروا السلاح على بعضهم، إنهم إخوان بغوا على بعضهم.. من أجل حطام الدنيا بعد أن صلوا وقرأوا القرآن وتصدَّقوا وأكرموا الضيوف. الصراع بين بعض أبناء الرزيقات وبني حسين فيه انهزام إيماني للطرفين وخسران مبين في الآخرة وقبلها في القبر، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول :«إذا إلتقى مسلمان بسيفيهما فالقاتل والمتقول في النار». إذن ما قيمة ما يتنازع عليه أبناء دارفور أبناء الإقليم المسلم بنسبة 100%؟! الآن الرئاسة تستدعي والي شمال دارفور الأستاذ عثمان محمد يوسف كبر لشرح ملابسات ما حدث بولايته مؤخراً من أحداث مؤسفة لا تسر إلا الأعداء الذين يراهنون على صوملة السودان من دارفور وكردفان والنيل الأزرق بدعم أجنبي وتمويل إقليمي. عثمان كبر الداعية الإسلامي والمعلم قبل أن يكون والياً مُنتظر منه أن يعالج مشكلات المسلمين في ولايته بذكاء عمرو بن العاص ودهاء معاوية ابن أبي سفيان وحكمة معاز ابن جبل وتفكير سعد ابن أبي وقاص، فهؤلاء الصحابة كانوا أيضاً ولاة في دولة المسلمين، وكانوا حريصين على حماية المجتمع من النزاعات القبلية فقد عملوا من خلال منهج النبوة على أن تكون للمسلمين جميعهم قبيلة واحدة مرتبطة باليوم الآخر هي قبيلة الإسلام التي ينتمي إليها بلال الإفريقي وأبوبكر العربي وسلمان الفارسي وصهيب الرومي وينتمي إليها العرب بمختلف قبائلهم. فهلاَّ عاد عثمان كبر إلى فاشر السلطان متأبطاً الاقتداء بالولاة الصحابة؟! الأمر فقط يحتاج إلى توجيه وإرشاد، وإذا كانت الدولة ترصد الميزانيات لفاتورة الحروب وفاتورة السلام أيضاً فإنما فاتورة احتواء النزاعات ليست أقل أهمية وأصغر ضرورة، ولا يلام وزير المالية لو صرف جزءًا عظيماً من الميزانية على معالجة المشكلات الأمنية المتنوعة في دارفور «عصابات النهب والتمرد والنزاعات القبلية». فلا نريد أن يؤتى استقرار السودان من غربه ومن اقليم دارفور الذي تتآمر عليه القوى الأجنبية من خلال غفلة بعض أبنائه سواء في التمرد أو في ساحات النزاعات القبلية، فيكفي الإقليم شر عصابات النهب المسلَّح التي تحمل من وقت بعيد أسلحة الصراع التشادي وأسلحة مؤامرات نظام القذافي البائد. التأمين «الإيرادي» حينما قرأت أن النائب الأول لرئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان يوجه بإدخال مواطني الخرطوم تحت مظلة التأمين الصحي قلت بهذا التوجيه تريد الدولة رفع إيراداتها باسم التأمين الصحي، فكثير من الدواء المهم لا يتوفر للمرضى حاملي بطاقة التأمين.. والمؤمَّن لهم يجأرون بالشكوى.. و«الشكية» لله.