كتب: صلاح الدين عبدالحفيظ مالك ودعت البلاد أمس علمًا من أعلام الطب والصحافة والإنسانية الدكتور كمال حنفي الذي لاقى ربه ظهر أمس، بعد وعكة صحية مفاجئة. وُلد الدكتور كمال حنفي في منتصف العام «1957م» فظل واحدًا من المتميزين علمًا وأخلاقًا ومسيرة أكاديمية توَّجها بنيل بكالريوس الطب ليستمر كأحد الأطباء في مجال البحث والتمريض في طب المجتمع، عرف الدكتور كمال حنفي بإمكاناته الكتابية التي تواترت لديه منذ دراسته الوسطى وهو مما جعله يكتب للصحف باكرًا ليعرف وسط الأوساط الطلابية في جمهورية مصر العربية إبان دراسته بها كأحد الكتاب المعروفين بعمق المفردة ورصانة الكلمة وسعة الثقافة كأحد كتاب مجلة السوداني التي كانت تصدرها السفارة السودانية بالقاهرة في نهايات العقد السابع من القرن الماضي (1979م) ليظل واحدًا من أشهر كتابها في فترة رئاسة المرحوم محمد سعيد معروف لها. مما يجدر ذكره أن المرحوم التحق أولاً بكلية الهندسة بجمهورية مصر العربية وهي الكلية التي لم ترق له دراسة وتحصيلاً أكاديميًا فاتجه نحو دراسة الطب فأصبح واحدًا من أكثر الطلاب تحصيلاً أكاديميًا في سنة الدراسة الأولى بهذه الكلية وهو الشيء الذي أدهش جميع زملائه، يقول عنه صديقه وزميل دراسته بجمهورية مصر العربية الأستاذ راشد عبد الرحيم الصحفي والكاتب والمحلل السياسي بأن المرحوم د. كمال حنفي كان واحدًا من أكثر الشخصيات السودانية التي تمتلك ذاكرة فوتوغرافية لها كم من المعلومات يصعب الإلمام به لمجموعة من الناس، وبصورة ذكر تاريخ اليوم والشهر والسنة وحتى الساعة لحدث محدد زائداً موهبته في الكتابة التي جعلته صاحب أسلوب مميز في الكتابة. ويواصل الأستاذ راشد عبد الرحيم حديثه عن صديقه المرحوم فيقول بأنه كان له فهم متقدم للدين والفقه وأصول العبادات مما جعله واحدًا من أكثر الشخصيات التي تتحدث حول الأمور الدينية بصورة مبسطة خالية من التعقيد. وحول اهتمامه بعدد من الجزئيات المعرفية والمعلوماتية فقد كان المرحوم يحتفي داخل زاويته بعدد من الأحداث العالمية التي تصادف نفس اليوم ومثال لذلك يوم السكرى العالمي وذكرى وفاة عبد الناصر وتاريخ تفجير القنبلتين الذريتين بهيروشيما ونجازاكي سنويًا. داخل حياته التي امتدت منذ العام «1957» وحتى وفاته أمس رهق متواصل من العمل المهني والقراءات المعرفية الشيء الذي أهَّله ليصبح واحدًا من شخصيات كثيرة اهتمت بالقراءة والكتابة حتى في أوقات الراحة والاسترخاء. للمرحوم آراء خاصة حول تركيبة المجتمع السوداني وإمكانية إيجاد قاسم مشترك مبسط يجعل كل المجتمع السوداني داخل منظومة قبلية واحدة أو مجموعة سكانية موحدة وهو الشيء الذي جلب له عددًا من الآراء المناقضة لرأيه، ارتبط المرحوم بعدد من العلاقات الاجتماعية والإنسانية لكل ألوان الطيف السياسي والاجتماعي حتى مناقضيه في الرأي والفكر مما جعله واحدًا من الشخصيات التي احترمت نفسها فاحترمها الناس لأدبها وتهذيبها وعمق ثقافتها واحترامها للآخرين صغارًا وكبارًا عوامًا وخواصًا.. رئيس مجلس إدارة الصحيفة والمدير العام ورئيس التحرير ونائب رئيس التحرير وجميع العاملين بالصحيفة يحتسبون عند الله الفقيد والعزاء موصول لأسرته وأصدقائه وزملائه الصحفيين. الله ارحم د. كمال حنفي رحمة واسعة وأدخله فسيح جناتك مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.