قامت بالزيارة: سمية عبدالسلام في مصر يطلقون عليها «روبابيكا» وفي السودان تسمى «الخردة». وتُطلق على التوالف والمخلَّفات من أشياء حديدية أو نحاس وقصدير وألمونيوم أتامونيوم وبلاستيك وبطاريات وغيرها من الأشياء القديمة غير المستعملة. بدايات تجارة الخردة لم تكن تجارة الخردة معروفة في السودان بصورتها الحالية، إنما يذكر التاجر «مرتضى» أحد أوائل الذين امتهنوا هذه المهنة بصورة منظمة أن بدايات تجارة الخردة في أم درمان حيث كان «النقادة» يمارسونها بطريقة تقليدية ويتعاملون مع المصانع التي كانت أيضًا تقليدية. الاهتمام بتجارة الخردة زاد الاهتمام بتجارة الخردة مؤخرًا بصفة خاصة عندما ظهرت شركات هندية وتعاقدات مع تجار الخردة وتستورد هذه الشركات كميات «الحديد الخردة» ويتم الدفع للتجار بأسعار مجزية فازهرت في هذه الفترة تجارة الخردة والتحق بالمهنة عدد أكبر من التجار وتمتعوا بالعائد المجزي والسريع لأن الشركات الهندية تدفع لهم حال استلامهم شحنات «الخردة». ويذكر الشاب أحمد الريح محمود الأيام الطيبة عندما كان «مراقب حاويات» للشركات الهندية منذ العام «2007» حتى قبل عامين إذ بعد ذلك توقفت الشركات الهندية بسبب تكلفة «عائد الصادر» كما ذكر التجار. محلات الخردة بالخرطوم اشتهرت مناطق متعددة بالعاصمة بوجود أكوام الخردة خاصة في طرف السوق الشعبي الخرطوم وكذلك «كوشة الجبل» إلا أنه حاليًا لم يتبق إلا قليل من أكوام الخردة بطرف السوق الشعبي أما «كوشة الجبل» فمكانها الآن أكبر عمارة ذكر التجار أنها عمارة «ديوان الزكاة» الموجودة الآن بجبرة. محلات الخردة حاليًا توجد بطرف السوق المركزي خلف «المقابر» وهي مقابر «للمسيحيين خاصة مسيحيي دولة جنوب السوان» كما توجد محلات في «الزرايب» وأيضًا في «النبق» كلها مناطق خلف السوق المركزي وفي مايو سوق ستة. أول من قام بتشييد محل «لتجارة الخردة» هو التاجر مرتضى في بدايات العام «2006» ويُحكى أن المنطقة كانت خالية من السكان عدا بعض قبائل قادمة من الأقاليم يسكنون في «قطاطي» وهم غالبًا ما يدخلون في شجارات مع بعضهم بل إن التاجر مرتضى شهد بنفسه جريمة قتل بين شابين مخمورين كما لا توجد مياه أو كهرباء. محلات الخردة بشارع المقابر تضاعفت أعدادها حتى أصبحت تفوق ثلاثين محلاً «مشيده مباني حديثة» وذلك حتى قبل فترة العامين الآن أصبح العدد لا يزيد على «15» محلاً وتناقص العدد في منطقتي «الزرايب» و«النبق» بعضها شيّد من «القش» والتى كان عدد «الموازين» بها مئات حاليًا يوجد فقط «150» ميزان «الميزان يتم به وزن الخردة ويتم البيع بالكيلو». كيفية تجميع الخردة كل محل من محلات الخردة هذه يأتي إليه جامعو الخردة وهم أشخاص امتهنوا هذه المهنة حيث يجوبون الشوارع «مستقلين عربات «كارو». وينادون «خردة خردة» ويشترون «الخردة» من السكان ومن جهات أخرى «محلات صغيرة» وهم يبذلون جهدهم للحصول على أكبر كمية خردة... من هؤلاء العم عبد الرؤوف حمد عباس يسكن شرق النيل وزميله هجو محمد عبد الله من منطقة الحاج عبد الله «سنار» استهوته المهنة التي بدأ بممارستها منذ فترة قصيرة وهم يجوبون أحياء المدن المختلفة في الخرطوم في بري والجريف والعمورة ومناطق الصحافات واللاماب والشجرة العزوزاب والامتدادات حتى السجانة وكذلك الكلاكلات وغيرها. جامعو الخردة يبيعون «الخردة» لتاجر الخردة «بالكيلو» إذ تفرض المحليات توفير «ميزان» وأغلب الخردة هي حديد بنوعيه الأحمر والأصفر ولكلٍّ سعره فالأحمر يتراوح سعر الكيلو منه ما بين «1500» إلى «1700» جنيه كما أنه درجات، فهناك حديد درحة أولى وتانية وثالثة. أما خردة النحاس فهى غير متوفرة بصورة كبيرة ويبلغ سعر الكيلو منها «30 37» إلى «45» جنيهًا للنحاس الأحمر أما النحاس الأصفر فيتراوح سعره بين «1500» إلى «1700» جنيه. تجارة الخردة مهنة جاذبة التاجر «مرتضى» أول تاجر بالسوق المركزي كان «مغتربًا بالمملكة العربية السعوية» بعد أن اسس محله حكى لأصقائه «المغتربين» وقد وجدوا «المهنة» جاذبة وعددهم الآن يفوق العشرة ومن هؤلاء عبد الرحمن فاروق. زميلهم هشام محمد عباس «هشام غريبة» راضٍ تمامًا عن مهنته وذكروا أنهم يحققون عائدًا طيبًا خاصة عندما كانت توجد الشركات الهندية وأن بعضهم تطورت مهنته وأصبحت لديه فروع من المحلات في العاصمة وكذا الأقاليم ولكنهم الآن يشتكون من تكدس «الخردة» وعدم وجود مستورد بعد توقف الشركات الهندية وتجميد بعض المصانع السودانية لنشاطاتها. التاجر محمد أحمد مختار ذكر أنه بعد أكثر من ثلاثين عامًا قضاها في مجال «المغالق» فإنه وجد مهنة تجارة «الخردة» وهو يمارسها منذ عامين قد حققت له عائدًا طيبًا وأن ممارستها غير مزعجة كما عمله السابق فهو يشعر بالأمان المالي. وفي نهاية محله تتكدس «الخردة» أما صدر المحل فيوجد مكتبه وله آلة حاسبة وأمام المحل «ميزانه» وحوله عماله النشطاء «عبد الله ضحية الناير» وهم يؤدون عملهم بكل نشاط إذ تتم محاسبتهم «بالإنتاج» ويتمحور عملهم في وزن «الخردة» ولكن قبل الوزن يقومون بتفكيك الخردة وفرز أنواعها مستخدمين بعض الأدوات مثل «الشاكوش المفكات والحجر وغيرها». وجهة نظر بعض أصحاب المهنة التاجر يحيى من قدامى ممتهني المهنة وقد بدأها منذ أكثر من عشرين عامًا عنما كانت «الخردة» مكدسة بأطراف السوق الشعبي الخرطوم كان جامعو الخردة وقتها يصلون إلى أكثر من «230» شخصًا ومن رأيه أن المهنة هذه حققت أهدافًا كبيرة على عدة أصعدة: من ناحية شخصية هو استطاع تأسيس عمل ناجح وأنه كان لديه أكثر من «52» عاملاً وفتح فروعًا في العاصة والأقاليم. أنه «وغيره من التجار» ساعدوا في إزالة أكوام «الخردة» والاستفادة منها. أنه «وغيره» ساعدوا في توفير فرص عمل شريف خاصة لتلك الفئات من الشباب الذين لم ينالوا تعليمًا وأيضًا فئات «المشردين» كثير منهم تركوا التشرد وأصبحوا جامعين «للخردة». إن المهنة ليست جاذبة فقط للتجار السودانيين بل كان هناك نشاط اقتصادى على مستوى دول الجوار خاصة في فترات وجود مستوردين من الدول تشاد وليبيا وإريتريا وإثيوبيا. من وجهة النظر الأخرى يرى التاجر مجتبى أن المهنة حاليًا تؤول إلى ركود في ظل توقف التصدير «للهند ودبي» وتجميد نشاط بعض المصانع الوطنية على قلتها فهي لا تتعدى أصابع اليد الواحدة «مصنع الأسعد ومصنع أبو القاسم ومصنع دبي ومصنع جياد» وأنه شخصيًا أغلق كل فروعه وأصبح لديه فقط «8» عمال وأما الآخرون فمنهم من أغلق محلاته نهائيًا. التاجر يحيى يذكر أن هناك سوء فهم من الدولة واتهامها لتجار الخردة عندما تحدث عمليات سرقة للمنهولات وكوابل التلفونات إذ يتم اتهامهم مما يؤدى لأضرار بالغة عليهم.