في اللقاء الذي دعت له الحركة الوطنية للتغيير «حوت» مساء يوم السبت الماضي، الذي تشرفنا بالاستجابة للمشاركة فيها تحدث عدد من المؤسسين لها عن المرحلة التي بلغها هذا التأسيس منذ أن بدأ على نحو عملي في أغسطس الماضي وحتى الوقت الحالي. وذلك من خلال الاستمرار في عقد اجتماعات تأسيسها بصورة متواصلة بلغت حتى الآن أكثر من ثلاثين اجتماعاً لكافة المؤسسين المتواجدين. والى جانب ذلك فقد تبنى رئيس تحرير صحيفة «الأيام» الأستاذ محجوب محمد صالح عقد لقاءً نشرت الصحيفة خلاصة له، وضم مجموعة من المؤسسين للحركة مع عدد من الصحفيين والإعلاميين الآخرين. وكما أوضح المتحدثون في اللقاء الذي دعت لها الحركة يوم السبت الماضي لتدشين الإعلان عن نشاطها العلني، فإن الحركة ما زالت تبحث في مسعى للوصول إلى صيغة مناسبة لتسجيل نفسها بصورة رسمية من الناحية القانونية، وذلك على نحو يجعلها غير مقيدة بقوالب جامدة، وغير قابلة للاستمرار في الانفتاح، وقادرة على مواصلة العمل من أجل الانتقال من مرحلة تأسيسية أولى إلى مرحلة تأسيسية لائقة ثانية أو ثالثة.. الخ، وفقاً لما ترى عندما تجد أن هناك حاجة لمثل هذا الانتقال وتهيئة الأجواء اللازمة للإقدام على القيام بذلك. وكما أوضح د. الجزولي دفع الله فإن في الخرطوم حالياً مقر مهيأ لجمعية خريجي مدرسة حنتوب وقد اقترح بناءً على هذا أن تسعى حركة «حوت» للاستفادة من هذا المقر والاتفاق مع الجهة المسؤولة عنه أو المشرفة عليه لاستضافتها فيه كمقر مؤقت لها في هذه المرحلة، وإلى أن تتمكن الحركة من الحصول على مقرات خاصة بها في العاصمة القومية المثلثة إلى جانب العواصم والحواضر الأخرى في الولايات المختلفة عندما تتهيأ لذلك وتسنح لها الفرصة. كما أشار د. الجزولي لضرورة مسارعة الحركة للمشاركة الفاعلة في العمل الوطني الحالي والجاري فيما يتعلق بالاستجابة للدعوة التي أطلقها السيد رئيس الجمهورية ورئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم المشير عمر البشير، وناشد فيها كافة القوى الوطنية المعارضة والمشاركة في السلطة الحاكمة أن تسعى لإجراء حوار شامل وجامع يكون من شأنه أن يفضي لتحقيق الإجماع على الثوابت والمصالح الوطنية العليا والكبرى، وتهيئة الأجواء المناسبة لإقرار دستور دائم للبلاد، والإعداد في هذا الإطار للانتخابات الرئاسية والتشريعية الاتحادية والولائية والمحلية في الموعد المحدد لها والمقرر وفقاً للدستور الانتقالي الحالي بحلول الشهر الرابع من العام 2015م المقبل، وذلك إلى جانب استكمال السلام في مناطق النزاعات الراهنة في مناطق جبال النوبة بجنوب كردفان ومناطق جبال الأنقسنا بالنيل الأزرق إضافة لمنطقة أبيي وولايات دارفور، وكذلك الالتزام بالعمل على مكافحة الفقر وتعميق الاحترام للهوية الوطنية الجامعة لجماهير الشعب في سياق الاعتراف بالتنوع الثقافي والجغرافي وأهمية إثرائها بالتعبير عنها، والاستفادة منها، وتوظيفها في تحقيق المزيد من التطوير والتعميق والترسيخ للوحدة المستندة على قاعدة متنوعة ومتناغمة ومتماسكة ومنسجمة ومنفتحة ومرتكزة على أسس جامعة ومبادئ سامية وقيم راشدة وهادية. وكما أوضح بروفيسور الطيب زين العابدين فإن بعض المبادرين والمشاركين في الحركة الوطنية للتغيير من الأساتذة الجامعيين قد شرعوا بالفعل في المشاركة الفاعلة في الجهود المبذولة من جانب جامعة الخرطوم وغيرها من الجامعات الأخرى لإجراء حوارات بدأت مع بعض القوى الوطنية، وستستمر متواصلة مع القوى السياسية والمدنية الأخرى. وقد شملت القوى المعارضة التي تم الحوار معها حتى الآن كل من حزب الأمة القومي، والحزب الاتحادي الديمقراطي، وحزب المؤتمر الشعبي والحزب الشيوعي، وذلك في سياق العمل من أجل المساعدة في تهيئة الأجواء الملائمة لإنجاح الحوار الوطني الشامل والجامع على النحو المزمع والهادف للانتقال من الوضع العام الحالي السائد في البلاد إلى وضع أفضل في المستقبل كما هو مأمول في المشروع المقترح والمطروح في سياق الدعوة لمنافسة متكافئة وهادفة لانجاز «وثبة» معبرة عن الإرادة الحرة لجماهير الشعب بمختلف انتماءاتها وتطلعاتها وآمالها وهمومها واهتماماتها. لكن البروفيسور الطيب كان واضحاً في الإعراب عن اعتقاده بأن الحوار الوطني المزمع، لن يكون أمراً سهلاً وميسوراً في ظل إصرار كافة الأطراف والقوى الوطنية المعارضة التي جرى الاتصال بها على شروط مسبقة للموافقة على المشاركة في ذلك ورهنه بمدى قدرة حزب المؤتمر الوطني على القبول بما هو مطلوب بناءً على هذا.