أي دولة في هذا العصر الذي سمي بعصر العلم، أي دولة تحترم نفسها وتحترم شعبها تخدم مستقبلها لا بد أن تحترم بالتالي العلم وما يقوله العلماء وتنفذه. بث تلفزيون الجزيرة يوم «18/11/2014م» حلقة قصيرة موضوعها كان عن السودان. اتضح في هذه الحلقة القصيرة والتي عرضت بالصور موضوعاً هاماً. واتضح أن السلطات في بلادي لا تحترم الإنسان ولا تحترم العلم والعلماء. في هذا المقال ألخص ما بثه تلفزيون الجزيرة عن موضوع واحد أثار فيه التلفزيون إلى أن الحكومة لم تستطع أن توقف العبث والسموم التي تتسرب إلى الإنسان السوداني. والموضوع في الحلقة كان عن البلاستيك والأكياس التي تصنع منه هذا البلاء الذي أطل على السودان، كأنما السودان ناقص بلايا. يقول العلماء وخاصة الأطباء وعلماء الكيمياء أن البلاستيك هو الناقل الأول لأمراض السرطان. ولو لاحظ القارئ الكريم أن السرطان الآن انتشر في السودان، ولا رقيب ولا حسيب ولا وقاية تمنع من السرطان بل عوامل انتشاره متوفرة. وذكر الأطباء الذين تحدثوا من خلال الحلقة أن التفاعلات الكيميائية من البلاستيك أخطر ما تكون عندما يحمل في البلاستيك الطعام الحار والبارد والمجمد وعندما يتعرض جوال وبطاقة البلاستيك للشحن. وقد درجنا في السودان أن نحمل بعض الأطعمة من إناء يغلي مباشرة في كيس البلاستيك. وهذا واضح عندما نشتري سيد الطعام في السودان (الفول) تلك الوجبة الأولى في السودان. والذي نتناوله مرتين في اليوم كما هو معلوم. وعندما نشتري اللبن الذي يُصب في الكيس وهو في درجة الغليان. والفول واللبن يتناوله الصغار والكبار. إذن كل العائلة مرشحة للأمراض السرطانية ونحمل سمك (عوضية) والدجاج المشوي في أكياس البلاستيك. نحن نحمل المرض وخاصة السرطان بمحض إرادتنا وذلك بسبب جهلنا، وعلى عينك يا وزارة الصحة وعلى عينك يا حماية المستهلك. ونشكر لحماية المستهلك أنها ذكرت أن السلطات لم تستجب للنداء. ولا يسع المواطن وكاتب المقال إلا الثناء والدعاء لوالي القضارف الأسبق الدكتور الأمين دفع اللَّه الذي منع استعمال أكياس البلاستيك حفاظاً على الإنسان والحيوان والبيئة. وأظن أن إحساسه كطبيب قاده إلى هذا القرار الشجاع والمفيد. وأكياس البلاستيك بعد الاستعمال تظل في الشوارع لها منظر قبيح وتأكلها الماشية مما يؤدي إلى هلاك هذه الماشية ولأنها لا تهضم فتؤدي إلى هزال الماشية وتكون سبباً في عقم المواشي من الماعز والضأن والبقر. ومعلوم أن هذه البهائم هي الثروة الثابتة للسودان بعد الزراعة. والأكياس كذلك لا تتحلل ولكن تبقى في الأرض وتمنع الإنبات. وبالطبع العلماء هنا في السودان حذروا ودقوا الأجراس عن خطورة هذه الأكياس. والسؤال لماذا لا يتخذ قرار سياسي قيادي بدرء هذا الداء الذي يحمل الشر المستطير لمواطن السودان المسكين هذا البلاستيك الذي يكلف المواطن المليارات للعلاج والمواطن لا يملك. وأخيراً الداء يفتك بالمواطن. إذن الأكياس هذه تهلك النفس والضرع والزرع. إليكم يا علماء أن تكرروا النداءات وخاصة علماء الطب وأن تحذروا من خطورة البلاستيك. وإليكم يا شرعيين أن تشرعوا القانون الذي يحمي الرعية من الشر المستطير. وأدعوا الزملاء في السلطة الرابعة أن يعملوا على توعية المواطن. وأقول في آخر هذا المقال (نداء العلم والعلماء يجب أن يحترم وينفذ.. البلاستيك نموذجاً).