عِبَرٌ من جريمة لا تشبه هذا الشعب!! نجل الدين ادم وددت أن أكتب قبل أربعة أيام عن الجريمة الغامضة والغريبة من نوعها والتي كانت فصولها قتل سيدة في العقد الثاني من عمرها وتقطيع جثتها والرمي بها في أنحاء متفرقة، أما مسرحها فكان منطقة جنوبالخرطوم، لكن حالة الغموض جعلتني أتروى حتى أقف على بعض تفاصيل الجريمة البشعة، وبشاعتها تكمن في أن الجناة وأكيد ليس الجاني، قاموا بتقطيع الجثة بمهارة جزار قام بتفكيك المفاصل بعناية فائقة ووزعها على أكياس، تخيلوا أن يقوم إنسان بجريمة قتل وتساوره نفسه بالتمثيل بالجثة وتقطيعها كأنما يتعامل مع شاه! ما شدني في تناول الموضوع هي المعلومات المتطورة التي نقلها المحرر النشط "محمد أزهري" على نحو يومين. هذه الجريمة غريبة على المجتمع السوداني في بشاعتها، والإنسان كرمه الله سبحانه وتعالى وحرم دمه فكيف بهؤلاء أن يمثلون بجثة سيدة ربما لإخفاء معالم الجريمة، ولكن المولى جعل من الروح الآدمية أسراراً وأسراراً، وجعلها تحلق إلى أن يكشف أمر كل مجرم قام بانتهاك النفس البشرية، وهذا ما حدث تحديداً، وأحد المواطنين يعثر على ساق القتيلة التي لا تُعرف لها هوية حتى الآن بسبب تحلل الجثة، ويبدو أن هذه الساق هي ما قادت الشرطة والتي تعاملت بمهارة عالية، قادتها إلى فك طلاسم الجريمة والعثور على بقية أجزاء الجثة وهي ملقاة ما بين حي جبرة ومايو جنوبالخرطوم. علمت أن الشرطة عبر أجهزتها المختلفة تبذل جهوداً جبارة من أجل الوصول إلى هوية الجثة أولاً ومن ثم المضي في فك طلاسم الجريمة. تبحث الشرطة حسبما حمل خبر الزميل "أزهري" في البصمة الوراثية للجثة ومن ثم كشف هويتها، وذلك من خلال مطابقة البصمة مع بصمة السجل المدني الذي يمكن أن يقود إلى أصل السيدة من خلال المعلومات المدونة، الجناة ربما أرادوا للجريمة أن تكون كاملة وبلا معالم، ولكن إرادة المولى كذبت ظنهم. ما يمكن أن نستفيده من هذه الجريمة هو معرفة أهمية السجل المدني، أما الأمر الثاني فإن هذه الجريمة لا بد أن تكون بمثابة ناقوس خطر لكل الأسر، لكي تكون على صلة مع بناتها أو أولادها بصورة دورية حتى لا ينقطع الوصل وتموت هذه النفس وأسرتها لا تعلم حقيقة أمرها. هذه الجريمة ببشاعتها تستلزم من الحكومة على كل مستوياتها أن تمكن أجهزة الشرطة لكي تصل إلى الحقائق الغائبة، لا بد لرئاسة الداخلية أن تقف على تفاصيل الجريمة بنفسها بالمتابعة الدقيقة، هذه الجريمة تعني كل أسرة وكل شخص صاحب ضمير حي، لذلك لا بد أن يكونوا جميعاً عوناً للشرطة لكشف هوية الجثة قبل الجناة، لأن ما حدث هو قتل للأمة وليست سيدة، ما حدث ينبغي أن يقابل من الجزاء بحجم البشاعة، فقتل الجناة وحده لا يكفي، بل يلزم الصلب وعرضهم في ميدان عام.. والله المستعان.