(1) ربما كانت حكومتنا (فرحانة) بل منتشية لأنها استطاعت حذف عبارة (الحدود الدولية( من بروتوكول التعاون مع مصر في مجال النقل البري للركاب والبضائع!!.. خط عرض 22 سيكون حدوداً بين البلدين فقط لمينائي (قسطل) و(وادي حلفا)، بينما كان الجانب المصري يريد تمريره كحدود دولية على طول الحدود بين البلدين، ويكون السودان قد اعترف ضمناً بأن حلايب مصرية.. صحيح أن الجانب السوداني كان (يقظاً)، إلا أن الجانب المصري كان أكثر اطمئناناً بأن حلايب في (الحفظ والصون)، وأنها (مصرية) بحكم الواقع الاحتلالي فلماذا تُقدِم مصر على (ملاواة) في أرض تحت سيطرتها بالكامل.. سياسة الإبقاء على الأوضاع كما هي عليه في حلايب التي تسكت عنها الخرطوم، سياسة مدمرة وستفضي في النهاية إلى أن تستحوذ مصر على حلايب دون أن تطلق رصاصة واحدة.. حتى لو أن البلدين اتفقا فيما بعد على التحكيم الدولي أو إجراء استفتاء لسكان المثلث وتخييرهم بين البقاء مع السودان أو الانضمام إلى مصر فإن نتيجة التحكيم بحكم وضع اليد ستصُبّ في صالح مصر، أما الاستفتاء فستكون نتيجته مفاجأة، إذ إن مصر (مُريحة سكان حلايب على الآخر).. حتى إن وافقت مصر على أحد الأمرين (الاستفتاء أو التحكيم) فستكون قد قدمت (تنازلاً) كبيراً مقابل صورة (زاهية) أمام المجتمع الدولي، لأنها دولة (متعاونة ومرنة) تسعى لدعم السلام والأمن الدوليين.. قبل أكثر من عام استفزني كاتب مصري في صحيفة (الوفد) يدعى "عباس الطرابيلي" الذي كتب يقول: (الحمد لله أن استجاب نظام حسني مبارك لدعوتي التي استمرت أياماً وشهوراً.. حتى استعادت مصر سلطتها كاملة على أراضي هذا المثلث الخطير)!!.. ومضى يقول: (لقد أهملت الإدارة السودانية هذا المثلث وأهله عشرات عديدة من السنين.. وأضاف: ( كانت حجة مصر – أي الذي دعاها لاحتلال حلايب - هي الإهمال السوداني المتعمد للأرض والسكان هناك، حتى أنهم تركوها على الفطرة).. ونحن نكرر السؤال: هل معنى ذلك أنه يجوز لإسرائيل مثلاً (استعادة) سيناء بحجة أن مصر أهملتها وتركتها على الفطرة؟!.. أليس هذا هو نفس المنطق الذي زعم الكاتب أنه جعل مصر (تستعيد) حلايب؟!.. ستظل قضية حلايب شوكة حوت في حلق علاقات البلدين طالما هذا منطق مصر. (2) أخبار الربيع العربي لاتسر؛ سواء في مصر أو تونس أو اليمن أو ليبيا وفي سوريا حدّث ولا حرج.. لا أدري على وجه التحديد من صاحب (العبقرية) التي ابتكرت مصطلح (الربيع العربي) لكن الشك يساورني أن من أطلق هذا المصطلح ذلك هو (البعبع) الإسرائيلي صاحب المصلحة في أن ينشغل العالم العربي عن بكرة أبيه عن العدو الحقيقي المغتصب لأرض فلسطين.. نعم (إسرائيل) هي التي تقطف ثمار ما يسمى بربيع الثورات العربية.. قناة (الجزيرة) على سبيل المثال تركت مهمتها الأساسية في كشف ممارسات العدو الإسرائيلي في فلسطينالمحتلة وأصبحت تقدم لنا بشكل رتيب وممل أخبار (الثورات) في اليمن وسوريا ومصر وتونس وليبيا.. لا الربيع قدم إلى تلك البلاد ولا هي استطاعت أن تدعم المجهود العربي في مواجهة العدو الحقيقي.. سرقة الثورات أو وأدها أو تغيير مساراتها أمر واقع ومحتمل بل حتمي في كثير من الأحايين.. السرقة قد تكون داخلية كما يمكن أن تكون خارجية.. الشك يساورنا في أن بعض الأحداث يحركها بل يستفيد منها من أطلقوا نظرية (الفوضى الخلاقة).. كانت الصومال تحت نظام حكم ديكتاتوري برئاسة الراحل "محمد سياد بري" ولكن بزوال نظامه مع كل مشاكله وسوءاته تحولت البلاد إلى فوضى عارمة لا تبقي ولا تزر ولم تعد هناك دولة بالمعنى المعروف وظلت الفوضى تحصد ملايين الصوماليين منذ حوالي (25) عشرين عاماً.. (الفوضى الخلاقة) نادت بها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة "كوندوليزا رايس" ومعها عدد كبير من الساسة الأمريكيين، وأصبحت الفوضى الخلاقة بذلك نظرية أمريكية تلائم هذه الألفية المأزومة بالطغيان الأمريكي. • آخر الكلام: علمياً ثبت أن سماع القرآن الكريم يقلل من انتشار الخلايا السرطانية في الجسم بل ويدمرها.. إطالة السجود يقوى الذاكرة ويمنع الجلطة الدماغية.. رفع السبابة للتشهد يزيد من تدفق الدم فى الجسم مما يساعد على تقوية القلب.. السجود يزيد الشحنات الموجبة في الجسم لأن شحنات الأرض سالبة.