.. محمد عبد لله برقاوي.. [email protected] تعقيبا على مقالي بالأمس بعنوان ( الفشل الكلوي ..لاقتصادنا الزراعي ) والذي تناولت فيه مأساة دمار هذا القطاع الهام والذي كان من الممكن بل وتلك حقيقة أن يكون مركب النجاة للسودان اذا ما وظفت موارد البترول الراحل جنوبا ورشدت خلال فترة انتاجه حتي تاريخ رحيله في تنمية ذلك القطاع بصورة جادة بعيدة عن مزايدات الشعارات والحديث الأجوف عن النهضة الزراعية المزعومة. .فقد وصلتني رسالة من صديق وهو أستاذ جامعي يحمل لقب البروفيسور ، فضلا عن كونه قاريء نهم متتبع لما تكتبه الراكوبة بتمعن لكل طرحها وتحليلاتها واراء كتابها ورؤاهم للخروج من مأزقنا الوطني والسياسي المتمثل في ازمة الحكم وما خلفته فترة حكم الانقاذ من اختلال في التوازن السياسي والاجتماعي والأخلاقي و الخراب الجغرافي .. وقد سألني في رسالته المقتضبة ، اسئلة تنضح بذكاء اكاديمي ، من شأن ايجاد الاجابة عليها أن يرسم جانبا هاما من خطوط ا لمستقبل بوضوح لدولة السودان الشمالي فيما بعد مرحلة الانقاذ! يقول في سطوره القليلة .. والمفعمة بالمعاني التي تتدفق حيرة ، حول كيفية التعاطي مع من سرقوا البلد أو باعوها وأضاعوا مقدراتها وهيبتها..! أخي الفاضل / محمد.. ألف تحية طيبة صدقت في وصفك للاختلال الاجتماعي الذي وقع علي البلاد وهل نستطيع أن نقنع المزارع بالعودة للزراعة ما يؤرقني والجميع كما أعتقد هو سؤال لا يتعلق بالانتقام أو الغضب وهو : هل ستكون هناك محاسبة وإذا تمت لمن ستكون لأن العدد كبير جدا والجرائم كثيرة جدا إذا تحدثنا عن ضرورته فهل لنا القدرة علي اجراء المحاسبة وإذا تمت فهل تتسبب في مزيد من الشروخ الاجتماعية وهل ستحتملها أمة ممزقة وإذا تم اغفال المحاسبة فهل يمكن تأسيس نظام معافي جديد وقيام أمة قادرة علي الحياة تساؤلات أكاديمية تستحق كتابة أوراق علمية وسأفعل هذا سريعا ولكنها منطقية وعملية اسعي لإيجاد بعض الأجوبة عنها الرجاء افادتي.. انتهت رسالة البروفيسور.. ولعله كعالم سيعكف من منطلق وعيه الوطني في المقام الأول و كفاءة فهمه الأكاديمي وعمق تجربته الاجتماعية وادراكه السياسي على وضع تصوره لسودان الغد الذي تحكمه دولة القانون والمحاسبة ، قفزا فوق حاجز عفا الله عما سلف وتمزيقا لوثيقة كيزان السوء المسماة بفقه السترة ، وكما وعد فانه بالتأكيد سيرفد قنوات الحيرة بدفقات تعيد اليها ولو جزءا من الفكرة التي تحفز كل الأقلام الوطنية ليسهم كلُ من موقع اختصاصه بجرعة تغذي تلك المواعين حتي تنضح الصورة بمختلف الألوان التي ترسم سودان الثورة القادمة ، التي هي اتية لامحالة وحتي لا تطل علينا دون اعداد مسبق لفكرة ادارتها وتتوه خطاها في مياه المجهول وتنزلق في سيول الضياع شأنها شأن أكتوبر وابريل ، وتختلط عليها الدروب والمسارات كالثورات العربية التي ، اسقطت افرادا وابقت علي انظمة ، ويالها من كارثة لو عدنا بسودان الثورة القادمة الى ذلك المربع ..حيث سيضيع منا ترابه ..شبرا شبرا..وذرة.. ذرة.. لا قدر الله .. انه المستعان.. وهو من وراء القصد..