الأسلمة .... في ثمانيات العصر الماضي تقدم أحد المتأسلمين المصريين برسالة لنيل درجة الدكتوراة من أحد جامعاتها وكانت الرسالة تتحدث عن اسلمة العلوم ، وفي ما جاء بالرسالة أنه وفي مادة الرياضيات مثلاً إذا كان التمييز المستخدم في مسألة ما عن عدد التلاميذ في مدرسة ما أو عدد من المدارس ، أو عدد العمال في مصنع ما أو عدد من المصانع ، فإن ذلك ليس من الإسلام في شئ وإنما ذلك مثال علماني ، ولكن إذا رمزت لذلك بعدد المصلين في مسجد أو عدد من المساجد ، أو عدد الحجاج في رحلة جوية ما فإنك بذلك تكون قد أسلمت مادة الرياضيات ....!!!!!!!!! عند مطالعتي لعدد من مقررات مادة الرياضيات وجدت نفس هذا الفهم قد طبق بحذافيره ، مع أن القواعد الرياضية هي نفسها في عمليات الجمع والطرح والقسمة والضرب .. ولا جديد علي الإطلاق سوي التمييز فقط ؟ هل هذا هو الإسلام ..؟؟؟؟!!!!!!! يا هؤلاء أفيقوا من هذا الوهم .... الإسلام ليس شعارات ولا عناوين .. وإنما هو سلوك وقيم وتعامل ... بالله عليكم ماذا إستفدنا من بناء مسجد في كل مصلحة او مؤسسة حكومية في الوقت الذي تراجع فيه الأداء وتدهورت الخدمة المدنية ، وإنتشرت ظاهرة الرشاوي بصورة لا حياء فيها ، وإتسعت ظاهرة إختلاس ونهب المال العام دون محاكمات أو مساءلات رغم تقارير المراجع العام ... ؟؟؟ بالله عليكم ماذا إستفدنا من حكومة ترفع شعارات الأسلام والشريعة ليل نهار وهي تقتل في مواطنيها بالرصاص الحي لمجرد إحتجاج سلمي ؟ حكومة تحصد في أرواح مواطنيها بالطيران وهم أصحاب قضية عادلة ؟ حكومة ترضي ان يستباح عرض وممتلكات وأرواح مواطنيها من قبل أناس مأجورين فقط لتظل في كراسي الحكم ؟ حكومة ترضي بالتعامل الربوي ، والكذب والخداع والنفاق ؟؟؟ كل الذي يحصل هو إستغلال سئ للدين بغرض مكاسب سياسية فقط ... لذلك سوف نعمل بكل جد لإزالة هذه الغشاوة من عقول الكثيرين ... ونرفض أي إستغلال للدين الآن أو مستقبلاً في العمل السياسي ... مسألة الدين والتدين مسألة شخصية بين العبد وربه ... فلا لإستغلال الدين في السياسة ( الدين لله والوطن للجميع ) . عثمان حسن صالح (المحامي) [email protected]