دائماً ما يكون نجاح الجماعة في الوصول لأهدافها وغاياتها وخصوصاً عندما تكون الأهداف والغايات هي بناء الأوطان والأمم علي أساس من (العدل) وما أدراك ما (العدل) ! والذي تحُض عليه كُلّ الشرائع السماوية .وبالذات أخرها والتي تنزلت قرآناً ووحياً من السماوات العُلي علي سيدنا ورسولنا ونبينا (محمد) صلوات الله عليه وسلامه. وما كان يُقضِيه بين المسلمين هو الفيصل ! برضاهم أو ما يكرهون . والمسلمون له صاغرون امتثالاً ! ومن بعده انقطع الوحي ! وسار أصحابه علي دربه وما علمًّهم وتركه فيهم من محجة بيضاء وعلي دربهم سار العلماء الأجلاء الثقاة الذين كانوا يُقومُون حياة الناس نحو الحق والعدل دون حيف أو ميلِ لسلطان أو دنيا ! وكان كثير من القادة يبذلون جهدهم في أنفسهم ومجتمعاتهم محاولين تنزيل قيم الحق والعدل والسلام , فهل نحن ألان نفتقد الاثنين ؟ أعود دائماً ما يكون النجاح مرتبطاً بالقيادة القدوة . ولنا فيه صلوات الله عليه وسلامه وأصحابه قدوة وأي قدوة ! وإذا نظرنا حالنا الماثل ! وهنا أحاول أن أعبر عن واقع أراه وغيري كُثر يرونه وهو مختلف تماماً ! لا بصيص فيه لقدوة أو قيادة ! ونتساءل هل توجد قيادة واعية مدركة لأهدافها ومهامها ؟ في كيفية نيل وتحقيق مراميها التي تتوق إليها وشعبها ؟ ولها من الخطط والتدابير وتحفيز الجماهير بحيث يكون الوصول للنجاح هينُ سلسٌ مهما كانت العوائق والمتاريس التي علي الطريق . ويكون بذل الجهد والاجتهاد والسهر والعرق والدم متعة لا تضاهيها متعة في سبيل تحقيق الأهداف السامية الجامعة للكل دون محاصصة أو مخصصات وحوافز أو مسميات تُعلي البعض علي الأخر وتميزهم بمسمي وظيفي أو تنظيمي لا معني له في الواقع ! سوي أنه تمييز غير إيجابي قد يتمثل في حُجرة ذات أثاث فاخر وثير! وقلم للتوقيع المعتمد ! قد يُوقِع بصاحبه في دركٍ سحيق ! . لذا لا بُد لمن يتصدي للقيادة أن يكون حفياً بمتطلباتها إلا والتنحي أفضل وأكرم من تقلد مواقع ومناصب لا جدارة ولا كفاءة لإدارتها ومن قال لا أعلم ولا أعرف فقد أفتي . خيرُ من أن تدُل عليه أفعاله التي هي دون موقعه القيادي أو التنظيمي فتكشف ضعيف قدراته بل وهوانها إزاء موقعه الذي وجد نفسه فيه دون أن يوجف عليه خيلاً ولا ركاباً سوي الانصياع لرغبات وشهوات النفس وإلغاء العقل وإظهار الطاعة وبسمات وضحكات صفراء تنم عن الخبث وسوءالطوية ومحاولات إقصاء الآخرين بشتى الطرق كما يحدث في بعض تكويناتنا حديثة العهد بالسياسة وقادتها كذلك ! والتي تنُم عن الخسة ومعدن النفس الصدئ ! وهي غايات النفس الدنيئة في المحافظة علي موقع وميًّزات مُتخيله عبر محاولة إرضاء المسوؤل الأعلى بكل الطرق حتى يقرب نفسه من السلطة . بما فيها إدعاء المعرفة وسرقة أفكار وجهود الآخرين حتى هدر الكرامة وعزة النفس . فماذا تبقي لهم وله ؟! أعود . لمن يتصدي للقيادة ومتطلباتها يجب أن يكون ملماً بكل فنونها ولا أحصرها ودون ترتيب أقول . هي الشجاعة والفراسة ورجاحة العقل وحصافة الرأي والحسم مع إجادة فن الإدارة وهذا أقل درجة نجدها مُفتقدةِ في من يتبوؤن المناصب في كثير من أحزابنا التي كُونت ونشأت ومن ثم سُجلت في العقد الأخير. ومن صفات القيادة الإحساس والشعور بمن تتصدي لقيادتهم وعلي أقل تقدير مشاركتهم ! لن أقول في كُلّ شئ إلأ انه التنوير الذي يعطي العضو أو المنتمي إحساس بالرضيّ وأنه فاعل ويعرف ما يجب عليه في الحد الأدني عن تنظيمه أو جماعته التي ينتمي إليها. وأن تكون الجماعة بكل مسمياتهاووظائفها رحماء بينهم أشداء علي اعدائهم كالجسد الواحد يتداعي له الآخرون إن أصابه سؤءولا يتأتي هذا إلا بمعرفة احوال بعضهم البعض .ليس في الظاهر العام وإنما في بيوتهم وعلي إمتداد أسرهم الصغيرة والكبيرة . وإن غابت مثل هذه الروابط بين أبناء الوطن الواحد أو التنظيم أوالحزب والجماعة فلا أظن أنهم يصيبون خيراً .. وعلي الالقواعد والكوادر مراقبة القيادة في غير تصيد للأخطاء وذلك حتي لأ تُحيدعن الطريق المرسوم ويدخلها الأستبداد ! فالسلطة والجاه يدعمهما (المال )وقعهما علي النفوس شديد ! وقد يودي بالسلطان أو الآمر إلي الإستبداد ! والإستبداد هو آفة والعدل والسلام والسلطة المستقيمة علي جادة الحق ! وقديماًسُئل فرعون عما أوصله لما وصل إليه من الإستبداد والصلف والغرور حدّ التمرد علي الله عز وجل فقال لم يجرؤ أحداً بأن يقول لي لا .. ونواصل في الجزء الثاني ... [email protected]