واخيراً اسدل الستار عن المسرحية السمجة التى يلعب دور البطولة فيها السيد الحبيب امام الانصار - كما يحلوا للبعض ان يسميه - فقد استجاب الله لدعوات الملايين من اهل الصلاح اعضاء الحزب الذين انقطعوا الليل بالنهار يدعون الله ان يفرج كربة الرجل الصالح الذي امضي جل حياته العامرة في خدمة السودان وفي خدمة الدعوة الي الله ! ولما لا وهو الذي من شدت ما انفق من الوقت في التفكير بايجاد الحل لمشاكل السودانيون المستعصية حتي ان ابناءه وبناته البررة خرجوا من المولد بلا حمص ابناء المسئولين حتي صاروا يشبهون افراد الشعب فى كل شي ! أو بمعني اكثر وضوحاً لقد صاروا بشر يدرسون فى المدارس مع اولاد الناس ويأكلون الطعام ويمشون في الاسواق ولم يكونوا كالملائكة كما كان يشتهيهم البعض ان يكونوا ! ... عموماً استجاب الله للدعوات الصالحات واُطلق سراح العميل العجوز بعد فترة طويلة من الاعتقال والتعذيب الذي تدينه المواثيق والعهود الدولية ! .. ولعلها سابقة سياسية خطيرة ان يقدم سياسي على التمثيل بأدانت نفسه ضد نفسه ابتغاء اقناع افراد الحزب بمدي مساحة البون الشاسع الذي يفصله من تهمة التخابر مع النظام وهو الامر الذي لايستحق كل هذا العناء الموغل في الغباء فالناس على دين ملوكها وهو زعيم ورث زعامة الحزب كابراً عن كابر ويمكننا كان لاي مراقب ان يتفهم لماذا يصر التقدميين على ان كلمة طائفية تقترن بالامية وترتبط ارتباط وثيق بالجهل والتخلف الذي يجعل الطيور علي اشكالها تقع ، ففي مثل هذه البيئة الخصبة بالخرافات والاعتقادات التى تعلي من شأن الوضيع وتحط من قدر الرفيع فلا ضرورة للتمثيل بغرض ذر الرماد على اعين عضوية الحزب ، فالناس في مثل هذه البيئة لا يحتاجون لكل هذا التكلف الحضاري الاهوج فكل مايحتاجون هو كذبة بيضاء صغيرة من شاكلة ان منادياً من السماء قد هاتف سيدنا الامام واخبره بأن المؤتمر الوطني حزب غني و حزب على حق ويجب اتباعه لعلاء كلمة الله ! أو ان مهدي الله قد زار الامام في المنام وحثه للانضمام لجوقة الوطنيين حتى يخم الرماد المتبقي تحت اقدام السلطة ، أو الكثير الكثير من الكلام الفارغ والخرافات الطائفية التى وحدها كانت كفيلة بأن تغني جلالته من طول اللفة المهلكة التى دار حولها فكانت خصماً عليه ولم تكن بالاضافة المأمولة . واخيراً .. لا يسعني في خاتمة التهنئة القلبية الا ان اطلق ( زغرودة ) مدوية ملؤها الاعجاب والاكبار بالموهبة الجسيمة التى يتمتع بها الامام ، فلولا تقدير الله الحكيم ولطفه المبين لو كانت امتدت فترة حكم سيدنا في الديمقراطية الاخيرة اكثر مما امتدت لكان يرزح السودان الان تحت وطأة الوصاية الدولية ، وبرضو شي خيرُ من لاشي في نظر الامام فكانت وصاية ثورة الانقاذ الوطني ... عاش الامام .. وعاشت الطائفية ... وحمدلة علي سلامة الخروج من المعتقل .. ( قال معتقل قال ) !!! [email protected]