بداية ارجو عدم تفسير موقفي بأنني اعترض على المكرمة الانسانية العظيمة التى تصدق بها المؤتمر الوطني لصالح الخريجيين العطالي الذين اكل الدهر وشرب علي شهاداتهم حتي فقدت قيمتها الاكاديمية ولم تعد بالشهادات العلمية التى تشفع لحامليها ، ابتدرت بهذا التنويه المقتضب بعد ان تزاحمت في مخيلتي الكثير من الصور الهستيرية التى اتخيل فيها مشهد الملايين من العطالى المغلوب على امرهم وهم يتقاتلون كقتال المسلمين مع الكفار في فرصة اربعين الف وظيفة فقط .. تخيلوا ذلك اربعين الف وظيفة فقط !! وتخيلوا ايضاً ان اعضاء لجنة الاختيار لهذه الوظائف مجرد وطنيون غنيون عن التعريف و حتماً من الموظفين النزهاء في البلاد مما يمكنهم من ان يتحرروا لبعض الوقت من ضبط القيد الاخلاقي الحازم - هذا اذا اصلاً كان هناك اخلاق من الاساس - ويجوز لهم حسب الفتاوي القرضاوية ان يستغلوا نفوذهم بناء على التفسير الحضاري للحديث الشريف ( خيركم خيركم لاهله ) وينحازوا طغياناً وكفرا لابناء اقاربهم وجيران جيران اقاربهم واصدقاء جيران اقاربهم و ( حبيبات ) جيران الحي الذي يجاور جيران اصدقاء اقاربهم بالاضافة لمذكرات التوصية الخاصة التى يبعثها اهل الله الدستوريين والتي بالضرورة يتضمن محتواها - جحا اولي بلحم توروا - ولمن لا يعرف فأن اعداد ثيران الدستوريين في حظيرة التقديم لن تكون على كل حال اقل من عدد سبيبات الشعر عند الجميلات ولولا ان اعضاء اللجنة يخافون الله اشد مخافة من غيره لما وفت الاربعين الف وظيفة هذه ثيران والي الخرطوم فقط ناهيك عن بقية حمير الدستوريين ، باختصار شديد فأن الثيران زائداً اصدقاءهم وصديقاتهم اضافة الي اصدقاء اصدقاءهم وصديقات صديقاتهم والمخلفون من زملاء الدراسة حملة الشهادة العربية كل هولا و بعد ( مباصره ) شديدة فأن انيشتاين نفسه لن يستطيع ان يبدع فى ايجاد المعالجة المنطقية لهذه النسبية الحصرية التى دابت كل فترة ان تتفرد بها ما تسمي بلجنة تشغيل العطالي السودانيون او مايسمي جدلاً بمكتب التقديم للخدمة العامة ؟؟ اتحدث بهذه اللهجة لايماني القاطع بعدم وجود فرصة عمل ( للغبش ) لانهم ببساطة ( شينين ) ولا يتوافقون مع مظهر تعاليم الدين الاسلامي القطري الجديد ، فالمظهر في الاسلام السياسي اهم من الجوهر الذي تهتم به الديانات الاخري ! لهذا فالشهادة الجامعية والمعدل التراكمي للخريجين مجرد ترف لا مبرر منه في ظل توفر الواسطة وحيازت الوجه الصبوح الابيض الدقيق الملامح ، فالمستثمر الخليجي الذي ينتشل البلاد كل فترة من اتون الضياع الاقتصادي ويضخ في اوصالها المهترية الدولارات يهمه التأكد ان جميع ( المتحكرين ) علي كرسي المسئولية بالسودان من اصول عربية ضاربة الجزور بسلالات الصحابة رضوان الله عليهم ، فهي لله لا للسلطة ولا للجاه ، والفرق بين العربي والعجمي هو ان الاول في مرتبة اليهود الذين قالوا هم ابناء الله واحباءه واما الثاني فهو حصب جهنم ومآواه النار لانه من سلالة من الانجاس اصلها من عمل الشيطان ! والدليل على ذلك ان الله وفق التفاسير الاخوانية لايات القران الكريم حاشاه ان يخلق مثل هولا المساكين دميمي الملامح الذين يتقاطرون بالمليارات من اجل فرص العمل ... و كما اسلفت فأن الاربعين الف وظيفة المعلن عنها قد ذهبت مبكراً لمستحقيها من ابناء المسئولين واصدقاءهم واصدقاء اصدقاءهم من ابناء المدراء وصديقات اصدقاء اصدقاءهم من حسناوات الشهادة العربية ، فالغبش يمتنعون - ورحم الله امري عرف قدر نفسه بأنه (شين ودشن ) . [email protected]